تحظى أشجار النخيل برعاية خاصة في وطن المحبة إمارات الخير والعطاء، لأن هذه الشجرة المباركة رمز لعطاء متصل على مر الأجيال، وكانت ذات قيمة ومكانة في تلك الأزمنة البعيدة باعتبارها من أعمدة الاقتصاد البدائي البسيط، وركائز الحياة الاجتماعية.
ومن صور الاهتمام الرسمي والشعبي بالشجرة المباركة إطلاق جائزة دولية لنخيل التمر تحمل اسم قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إلى جانب العديد من المبادرات والمعارض والمهرجانات المتخصصة في التمور والمنتجات التراثية القائمة على سعف النخيل.
تقفز أمامي كل تلك المبادرات وصور الرعاية والاهتمام كلما مررت بمزارع النخيل المهجورة في مناطق عدة من الفجيرة، والتي تحولت إلى أعجاز نخل خاوية، بعد أن “ماتت الأشجار واقفة” جراء ملوحة الأرض وهجران أصحابها، ومنهم من يقال إنه مختلف حول ملكيتها ومآلها.
كل ذلك لا يبرر الحالة التي عليها تلك المزارع من إهمال صارخ ومنظر مشوه لجمال الفجيرة الإمارة القادمة بقوة على خريطة السياحة، وهي تبذل جهودا ترويجية ضخمة من خلال حرصها على المشاركة في المعارض والملتقيات السياحية الإقليمية والعالمية.
وفي مقدمة الجهات المسؤولة عما يجري بلدية الفجيرة، وهي تغض الطرف عن هذه المشاهد من دون تقديم يد العون والمساعدة والإرشاد لأصحاب هذه المزارع، فالبلدية تراها نشطة لسحب سيارة قديمة متروكة في مكان عام، بينما تسكت عن هذه المناطق المهجورة التي أصبحت مرتعا للقوارض والهوام.
البلدية كذلك معنية بحماية شواطئ الفجيرة من العبث الذي يقوم به عشاق الرحلات والبحر والتخييم عند الشواطئ العشوائية التي انتشرت بعد أن تم إغلاق العديد من الشواطئ المعروفة في العقة والفقيت وغيرها من الأماكن بأسيجة من الصفيح تمنع الوصول إليها، ولم يعد أمام رواد المكان من خيار سوى طرق أبواب الفنادق ذات التكاليف الباهظة، أو اللجوء للمناطق العشوائية حيث لا رقيب أو حسيب.
كما أن وزارة البيئة والمياه مسؤولة بصورة مباشرة عن هذا الوضع الذي يمثل خطورة بيئية، ويهدد بقية المزارع التي لا يزال ملاكها يعملون فيها ويعتنون بها. باختصار الفجيرة تستحق من بلديتها ومن الجميع جهدا أكبر ومبادرات أجمل.
محمد العمودي