
ناقش المجلس الرمضاني الذي نظمته “الخليج”، واستضافه المواطن يوسف بن علي بن هويدن في منزله في مدينة كلباء، 3 محاور تتصدر قائمة الاهتمامات في هذه الأيام المباركة، فبالتزامن مع الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ زايد بن سلطان مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، احتلت مآثره وأعماله الإنسانية الجزء الأكبر من نقاشات عدة بين الحضور من الأطباء والموظفين بالقطاع الحكومي والدبلوماسيين والتربويين والعاملين بالقوات المسلحة وأجهزة الشرطة وغيرهم . وكان لإعلان صاحب السمو رئيس الدولة قبل أيام عن دخول الدولة مضمار الفضاء، قسطاً وافراً من الحوار وسط ترحيب وفخر لم يقل بأية حال عندما انتقلت دفة النقاش إلى قانون الخدمة الوطنية الذي بموجبه بدأ تسجيل أول دفعة من خريجي الثانوية العامة في مختلف أنحاء الدولة .
ألقى يوسف بن علي بن هويدن كلمة ترحيبية بالحضور، أشار فيها إلى أن عشر سنوات مرت على رحيل زايد، نقولها والألم يعتصر قلوبنا، وعزاؤنا أنه باقٍ في كل مكان بعمله وإنجازاته وبصماته .
وقال إن “زايد” نشر بيننا قيم العمل والخير والتسامح والاتحاد، فجمع شملنا تحت راية واحدة، ومنه تعلمنا معنى العطاء، ورأينا ونعمنا بقيم العمل التي كان يغرسها غرساً في نفوسنا كي نحقق النهضة والتنمية المنشودة . وأسس لدولة التعايش والتسامح بين مختلف الأجناس والأعراق والأديان، فباتت بلادنا قبلة لكل البشر من كل أرجاء العالم، لتسامحها قيادة وشعباً .
وعن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عن دخول دولة الإمارات لعصر الفضاء بإطلاق أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، اعتبر بن هويدن أن اهتمام الدولة بالعلم والتعليم منذ أرسى زايد أسس الاتحاد، له الدور الأكبر في تحقيق ما نشهده من تطور في شتى المجالات .
طارق بن هويدن، موظف، قال إنه طبقاً للإحصاءات فإن الدولة من الدول المتقدمة في مستويات التعليم، وهناك نمو كبير في أعداد حملة المؤهلات العليا من البكالوريوس وحتى الدكتوراه، ولدينا الكثير من الطلبة المبتعثين في الخارج، يدرسون التخصصات النادرة والصعبة . . دخلنا عصر الطاقة النووية، وغزو الفضاء، واقتصاد المعرفة .
واعتبر أن ما تشهده الدولة من إنجازات إنما هو ثمار تخطيط ودراسة وعمل استمر سنوات، وأن توفيق الله أهم دعائمنا، لما لهذا البلد الطيب وقيادته من رصيد في الأعمال الإنسانية، فالإمارات تعد ثاني أكبر مانح على مستوى العالم .
تلقف الحديث الدكتور علي بن مبارك بن حنيفة، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة سابقاً، ومدير مركز تدريب وتأهيل العاملين في المنطقة الشرقية، فقال ان الزمن قلّما يجود برجل مثل زايد، وكان من نعم الله علينا أن رزقنا برجل استطاع أن يجمع كلمتنا ويوحد رايتنا .
في شرحه لحديث الشيخ زايد، أوضح الدكتور علي بن حنيفة، أن رسائل عدة بين السطور، فالرجل كان يشدد على أن الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة هم عماد مستقبل الدولة في كل المجالات ودرعها الواقية في زمن يغلب عليه التطور والتقدم بشكل متسارع . وهذا كان أساس عمل عليه طوال فترة حكمه، أن ينمي العلم ويبني الإنسان . . فلا عجب اليوم أن نرى قيادتنا الرشيدة على درب زايد، ولا عجب أن نجني اليوم ثمار عقود من العمل والتنمية، بإطلاق أول مسبار عربي نحو الفضاء . . هذا غرس “زايد”، وهذا جهد “خليفة” .
أحمد يوسف علي بن هويدن، أستاذ جامعي، قال إن الشيخ زايد، رحمه الله، كان شخصية فذة، ونموذجاً للقائد الرائد، أسس تجربة وحدوية منقطعة النظير في توقيت كان بالغ الصعوبة، لما كانت تشهده الدولة من توترات داخلية .
وعمل على تأسيس البنية التحتية للدولة، وركز على توفير الخدمات والمرافق التي من شأنها التخفيف على المواطنين ومساعدتهم .
الدكتور محمد بن هويدن، اعتبر أن الشيخ زايد من عباقرة العصر الحديث، وأن القيادة الرشيدة للدولة لا مثيل لها على مستوى العالم . . قائلاً: الأرقام تؤكد ذلك، فانظر إلى مؤشرات وترتيب الدولة على المستويات الاقتصادية، التنافسية، والجودة، ومقاييس سعادة الشعوب، ومعدلات الرواتب والدخول، ومكانة المرأة في المجتمع، والآن نعد أول دولة عربية وإسلامية تغزو الفضاء . . هذا مبعث فخرنا بقيادتنا . مشيراً إلى أن كل الإنجازات السابقة والحالية تأتي حصيلة سنوات من التخطيط والاستراتيجيات المدروسة في مختلف مناحي الحياة .
وقال هويدن يوسف بن هويدن، إن الوالد المؤسس الشيخ زايد، كان يسبق عصره بعقود، فأدرك أن الاتحاد هو مصدر قوتنا في زمن تغلب عليه طبائع الفتن والتفكك، ونرى اليوم العديد من دول المنطقة تتهاوى وتسقط في براثن الحروب الداخلية والانقسامات، فنشكر الله أن وهبنا هذا الرجل بحكمته التي استطاع من خلالها توحيد شعبنا وتحصين مستقبله بفضل من الله .
وأشار إلى أنه عمل منذ عقود على حفظ كرامة المواطنين، وهذا أحد أهم ضمانات الاستقرار المجتمعي، أن تحفظ للإنسان كرامته واعتزازه بنفسه . . “أحبنا، فأحببناه”، مشيراً إلى هذه الكرامة محفوظة لكل من يعيش على أرض هذا البلد، مواطناً كان أو مقيماً . . فأسس زايد دولة العدل والتعايش والتسامح، واعتبر أن أهم ما تركه لنا زايد، هم أبناء زايد . . فكانوا خير خلف لخير سلف، فعمل حكامنا على التطوير والنهوض بها، فحققوا المستحيل وبهروا العالم .
وليد الشيخ