ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الثالثة عشرة التي تمضي قدماً نحو ختام أيامها ولياليها، قدمت فرقة جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، مسرحية “سما وشارع الدمى”، من تأليف عثمان الشطي وإخراج عادل سبيت.
الشارقة 24:
قدمت فرقة جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، وضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الثالثة عشرة التي تمضي قدماً نحو ختام أيامها ولياليها، مسرحية “سما وشارع الدمى”، من تأليف عثمان الشطي وإخراج عادل سبيت، وتمثيل كل من: هناء، محمد جمعة، حسن الحواي، راشد النقبي، عيسى مراد، علي عبيد، شعبان سبيت، لبنى، عبد العزيز الجداع وآخرون.
ذهبت حكاية النص، حول شخصية الطفلة “سما” وتعلقها بشخصيات الدمى الموجودة لديها في غرفتها، والتي تلعب معهم كل يوم بعد عودتها من المدرسة، غير أن سما تتفاجأ بأن تقييم درجاتها الدراسية الأخير في المدرسة قد أخذ بالتدني، فتظن أن السبب هو انشغالها بألعاب الدمى عن مذاكرة دروسها، فتقرر طردهم من غرفتها، ليصيب الحزن الدمى، ويستغل الحالة عدد من شخصيات الدمى الشريرة “شرشبيل، الجوكر، المهرج” ويتفقون على معاقبة سما بأخذها إلى شارع الدمى من أجل تضييع وقتها وشغلها عن الدراسة، بعد أن قاموا بإيقاف الزمن عبر حبس ملك الوقت، والذي بدوره ينتفض، ويتعاون مع دمى سما الطيبين، من أجل إنقاذها من براثن الأشرار وإعادتها إلى زمنها، فيذهبون إلى شارع الدمى ويتعاونون في حبس الأشرار حتى تأتي النهاية بانتصار الخير، وعودة سما إلى عالمها وغرفتها ومدرستها التي قطعت عهدا على نفسها بأن تكون جادة ومجتهدة فيها.
فكرة النص أدخلت المتفرج الصغير في أتون متاهة لها بداية وليس لها نهاية، فالفكرة تتشظى إلى أفكار عدة بلا رابط يربط كل ذلك التشظي، كما أن الحوارات التي تضمنها النص أكبر بكثير من إدراك الأطفال، والتي جعلت من الشخصيات مهلهلة وغير واضحة الأهداف أو الغايات التي بناها المؤلف الدرامي لأجلها، فهي تتحول من الخير إلى الشر بدون مبرر، ثم ترجع فجأة عن ذلك وبلا مبرر أيضا، كما أن النص تنازل عن الحبكة الدرامية المتقنة التي تعمل مع الصراع المتصاعد على جذب جمهور الأطفال، بالإضافة إلى ضعف الأداء التمثيلي عند بعض الممثلين واختيارهم الصراخ وسيلة لإضحاك الأطفال.
جماليات الديكور والأزياء والأغاني والاستعراضات الراقصة التي جلبت البهجة إلى العرض، وحتى عدد الراقصين والممثلين الكثر على الخشبة، وكذلك أداء الممثلة هناء التي تقمصت شخصية “سما” والتي تميزت في عفويتها وتلقائيتها، لم يشفعوا مجتمعين في إدامة تواصل العرض مع جمهور الصغار الذين لا يعرفون المجاملة، حتى أن رسالة العمل العميقة التي تحث على احترام الوقت وتقسيمه بين الدراسة واللعب، ضيعت دروب وصولها إلى عقول الأطفال، في عرض مسرحي اعتمد على فكرة جميلة، كان بإمكانها أن تعيش طويلاً على الخشبة وتظل حية في ذاكرة الأطفال.