أبدى معظم المراجعين من المرضى لعيادات مستشفى الفجيرة امتعاضهم من الانتظار بسبب تأخر تقديم الخدمات الطبية إليهم، وتحديداً في قسمي الطوارئ والأشعة، فضلاً عن المستلزمات الطبية، كالنقص في الكادر الطبي إلى جانب نقص الدواء وأسرّة المرضى . فيما أشاد آخرون بالتطور الصحي الذي يشهده المستشفى من خلال تقديم خدماته الصحية في مختلف أقسامه وعياداته العلاجية للمرضى .
ذكرت هناء صالح فرج، إحدى المراجعات، أن المستشفى يفتقر إلى الأسرّة التي تستوعب المرضى المراجعين أثناء معالجتهم الضرورية في قسم الطوارئ، ما يضطرهم إلى الانتظار الطويل بالرغم من حالتهم الصحية المتعبة .
ودعت المسؤولين عن مستشفى الفجيرة إلى ملاحظة وتفقد المستلزمات الطبية التي يحتاج إليها لخدمة المرضى، خاصة في قسمي الطوارئ والأشعة . كما ناشدت المسؤولين تحديث الأجهزة الخاصة بالأشعة التي تساعد المريض على تشخيص حالته المرضية الطارئة بصورة أسرع، لمعالجته والتخفيف من آلامه، لتلافي تداعيات تأخر معالجته التي قد تسبب تفاقم حالته المرضية وصعوبة السيطرة عليها مستقبلاً . وحول توفير سيارة الإسعاف لنقل المرضى أبدت “أم عبدالباسط” استياءها من عدم توافر المستلزمات الطبية الضرورية في إنقاذ الحالات الطارئة الحرجة عند نقل المريض في سيارات الإسعاف، كعدم توافر أنبوبة الأكسجين، إضافة إلى السرعة الفائقة لسائق السيارة الذي يؤدي إلى عدم راحة المريض داخلها .
من جانب آخر، عبّرت “أم معروف” عن انزعاجها نتيجة عدم توافر عدد كاف من الكادر الطبي والتمريضي الذي لا يتناسب مع عدد المرضى المراجعين في قسم الطوارئ بمستشفى الفجيرة، وهذا ما يشكل عبئاً على المرضى الذين يضطرون إلى الانتظار طويلاً قبل الدخول إلى الطبيب لفحصهم .
وبدورها، أيدت سارة محمد، حديث سابقتها، مشيرة إلى أنها تفضل العلاج لها ولعائلتها في العيادات والمستشفيات الخاصة بسبب بطء المستشفيات الحكومية في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى، وللازدحام المستمر في أقسامها وعياداتها نتيجة نقص الكادر الطبي والتمريضي .
بينما أعرب عبدالله هلال عن أسفه للحالة التي يمر بها مستشفى الفجيرة بسبب نقص الإمكانات الدوائية التي يعانيها المريض عند تسلمه لوصفة الدواء الطبية ومراجعته لصيدلية المستشفى، التي غالباً لا تلبي طلبه في توفير الدواء بوصفته الطبية، ما يضطره إلى شرائه من الصيدليات الخارجية .
خدمات راقية
من جهتها، أشادت إيمان إبراهيم بالمستوى الخدمي الطبي والتمريضي العالي الذي يقدمه مستشفى الفجيرة إلى المراجعين من المرضى في جميع الاختصاصات في أقسامه وعياداته والذي أخذ بالتحسن الملحوظ عن السنوات السابقة . وأشارت إلى أن هذا التحسن في هذه الخدمات الجديدة المقدمة إلى المرضى من قبل المستشفى تظهر في أقسام قسطرة القلب والأطفال الخدج والتوليد وعلاج وتقويم الأسنان، فضلاً عن أن قسم غسيل الكلى حاز أفضل المراكز في هذا المجال على مستوى الدولة، لاحتوائه أحدث الأجهزة الطبية والمعايير العالمية في تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الكلى .
زيادة عدد الأسرّة
وفي رده على شكاوى المراجعين، قال الدكتور محمد عبدالله، مدير منطقة الفجيرة الطبية، إنه تم زيادة عدد الأسرّة من 16 إلى 29 سريراً، والتي تغطي تقريباً الحالات الطارئة للمرضى، مشيراً إلى أن ليس كل المرضى يعانون حالات طارئة، فالازدحام قد يكون بسبب حالات مرضية عادية كالكحة والزكام وغيرهما .
وأكد أن الجهات الحكومية ستشرع قريباً ببناء مستشفى جديد مساند في إمارة الفجيرة والتي تأتي ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مراعياً فيه النواقص والاحتياجات الطبية والعلاجية، خصوصاً ما يحتاج إليه قسم الطوارئ .
لا عجز في الأدوية
وشدد على أن وزارة الصحة تولي أهمية كبرى في توفير الأدوية التي يحتاج إليها المرضى، مؤكداً عدم وجود أي نقص، ولكن قد يكون هناك أنواع مختلفة للأدوية تحمل مسميات شركات متعددة لها نفس المفعول، حيث يظنها المريض لا تتوافق مع الدواء الذي يناسب حالته ويرغبه .
وأيد مدير منطقة الفجيرة الطبية ما جاء بشأن سيارات الإسعاف للمستشفى، بأنها تقليدية وبحاجة إلى تطوير وتحديث، منوهاً بأن وزارة الداخلية قد تبنت مشروع الإسعاف الوطني الذي يشمل خططاً تطويرية شاملة لسيارات الإسعاف .
مستشفى مرجعي
قال د .محمد عبدالله، مدير المنطقة الطبية، إن مستشفى الفجيرة بحاجة إلى عملية توسيع وتطوير الخدمات المقدمة للمرضى بشكل أكبر، كونه المستشفى المرجعي لجميع مستشفيات الساحل الشرقي، لذلك بدأ افتتاح معظم التخصصات الفرعية التي توفر لسكان المنطقة كافة الخدمات العلاجية اللازمة والتي تغنيهم عناء السفر إلى دبي وأبوظبي .
وأضاف أن إدارته قامت بتطوير المستشفى والكثير من الأقسام، منها قسم جراحة المخ والأعصاب وجراحة الأوعية الدموية والجراحة التجميلية وجراحة الأطفال وقسم الكلى، كما تم افتتاح مبنى مركزي متكامل خاص بحالات النساء والولادة في عام ،2009 وافتتاح مركز خاص للثلاسيميا الأول من نوعه في مستشفيات وزارة الصحة، إضافة إلى أنه تم تطوير قسم الأطفال الخدج وقسطرة القلب منذ عام ،2012 حيث يستقبل يومياً من 7 إلى 8 حالات .
أمينة صدقي