كان مشوار منتخب الجزائر في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA بمثابة حكاية صيفية مثيرة بعدما تأهل محاربو الصحراء من مرحلة المجموعات للعرس العالمي للمرة الأولى بتاريخ مشاركاتهم بعد انتصار وتعادل وهزيمة قبل الخسارة الصعبة أمام المنتخب الألماني الذي أكمل مشواره بعد ذلك ليفوز بلقب البطولة.
وكان هناك الكثير من الإنعاكاسات الإيجابية للنجاح الذي حققه المنتخب الجزائري في يونيو/حزيران الماضي ولعل أحد هذه الأمور هي زيادة الطلب على اللاعبين الجزائريين حول العالم وهو ما دفع بنادي الفجيرة الإماراتي الصاعد إلى دوري الأضواء بالتعاقد مع الثنائي الجزائري المكون من قائد المنتخب مجيد بوقرة وزميله مع محاربي الصحراء حسان يبدة.
وبعد مشاركتهما مع الخضر في البرازيل 2014، أثبت كلا اللاعبين قدراتهما مع الفريق مع مرور ثلاث جولات على بداية الدوري الإماراتي على الرغم من أن فريق المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر لم يحقق أي انتصار حتى الآن.
ويأمل بوقرة أن ينقل خبرته التي جمعها من اللعب في العديد من البطولات مثل فرنسا وإنجلترا واسكتلندا وقطر وقد اعترف بعد توقيعه على العقد مع الفجيرة قائلاً “عندما حضرت إلى الفجيرة كنت متردداً بعض الشيء من اللعب للفريق لأنني لم أكن أعلم شيئاً عنه، أو عن مدينة الفجيرة، ولكني تأقلمت مع الأجواء بسرعة وأنا الآن سعيد بتجربتي. الأجواء في المدينة والنادي إيجابية ورائعة، وأتمنى أن أساعد الفريق في الوصول إلى أهدافه.”
وأضاف “سأضع كل إمكانياتي وخبرتي لخدمة الفجيرة، وأرغب بتقديم موسم استثنائي في الأداء والنتائج يضيف إلى مسيرتي العامرة بالنتائج الإيجابية السابقة.”
تحدي جديد
وبينما حقق بوقرة الكثير من الإنجازات مع الفرق التي لعب معها سابقاً وكان آخرها الفوز بلقب الدوري القطري الموسم الماضي مع نادي لخويا، فإن انضمامه إلى نادي الفجيرة شكّل مفاجأة بالنظر إلى صعود الفريق مؤخراً من الدرجة الأولى إلى دوري المحترفين.
ولكن اللاعب الذي سيكمل عامه الثاني والثلاثين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل يبدو واثقاً بحظوظ الفريق الجديد حيث قال “لدينا كفاءات عالية، والمشروع في النادي ممتد إلى 3 أو 4 سنوات، وكل ما علينا الآن فعله هو الإيمان بأنفسنا، وأنا على يقين بأننا سنفاجىء الجميع.”
وأضاف “إنها فرصة وتحدٍ جديد بالنسبة لي أن أساعد الفريق على تحقيق طموحاته، خاصة وأن اللاعبين الأجانب لديهم الخبرة وبإمكانهم نقلها إلى اللاعبين الصغار، كما أن الفجيرة بإمكانه تقديم مستويات جيدة هذا الموسم.”
وبينما لم يحقق الفريق أي انتصار حتى الآن في ثلاث مباريات خاضها في الدوري المحلي، إلا أنه هناك سبب وجيز لهذا الأمر كما يكشف النجم الجزائري الذي قال “لقد تعاقد النادي مع مدرب جديد قبل انطلاق البطولة بفترة قصيرة، ومعظم اللاعبين جدد في الفريق أيضاً، لذلك نحن بحاجة إلى عدة مباريات للإنسجام،” مضيفاً “الفريق يضم مواهب شابة وأصحاب خبرة محلية ونطمح كلاعبين أجانب أن نعمل جميعاً من أجل إدخال إسعاد جماهير النادي.”
بداية حلم
بعد ضمه بوقرة، نجح الفجيرة في إقناع زميله في المنتخب الجزائري حسان يبدة في التوقيع على كشوفات الفريق من نادي غرناطة الأسباني ليخوض اللاعب ذو الثلاثين عاماً تجربة جديدة بعدما لعب لعدة أندية في فرنسا والبرتغال وإنجلترا وإيطاليا وأسبانيا.
وخاض يبدة مشاركته الأولى مع فريقه الجديدة في الجولة الثانية من الدوري أمام نادي الجزيرة أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب هذا الموسم وقد كانت بدايته أكثر من واعدة بعدما افتتح رصيده التهديفي بتسجيله هدفاً في المباراة التي انتهت بالتعادل بنتيجة 2-2.
وقال لاعب الوسط ذو الثلاثين عاماً عن انضمامه إلى الفجيرة “أنا سعيد باللعب مع الفجيرة وأشعر معه بالراحة لأن الفجيرة يملك العديد من المواهب، واستعد بشكل جيد، ولابد أن يترجم هذا الأمر لمردود إيجابي.”
وأضاف: فريقنا جيد ولدينا مدرب صاحب خبرة وسنعمل على ترجمة كل الإيجابيات إلى نتائج تساعد الفريق في مشواره في الدوري الإماراتي.”
وسيكون الدوري الإماراتي فرصة سانحة لكل من بوقرة ويبدة لتأكيد تطور كرة القدم الجزائرية وفتح المزيد من الأبواب أمام اللاعبين الجزائريين من أجل إبهار العالم كما فعل المنتخب في البرازيل 2014.
فيفا