«بيت الفلسفة بالفجيرة» الذي أطلق برعاية سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، مؤسسة ثقافية الأولى في دولة الإمارات، لصياغة الوعي العقلاني ونشره وتعليمه، تأسيساً على فرضية أن الفلسفة هي العقل المستنير الذي يسعى إلى فهم الواقع واكتشاف الأسئلة، وكيفية الإجابة عنها، خاصة أن الفلسفة هدفها خلق الوعي، عبر الإجابات المنطقية لتلك الأسئلة لتثري الحياة بشكل أفضل؛ حيث تهدف مؤسسة «بيت الفلسفة»، بحسب برنامجها إلى نشر القيم الأخلاقية والجمالية والتنوير والتسامح، وتسعى لخلق نخبة إماراتية تفكّر في واقعها تفكيراً منهجياً سليماً.
منارة للتنوير
للتعرف عن كثب إلى «بيت الفلسفة»، وأهدافه وبرامجه وأنشطته، تحدثت «الخليج» إلى الدكتور أحمد البرقاوي، عميد البيت؛ حيث قال: «إن بيت الفلسفة بالفجيرة منارة للتنوير والتفكير بعيداً عن الأيديولوجيا، وعندما سميت هذه المؤسسة بهذا الاسم، أردنا أن نخلق عالماً يجد فيه الآخرون مكاناً للعيش والتفكير. وليس غريباً وصف أحد الفلاسفة اللغة ب«بيت الوجود»، ومن ثم بيت الفلسفة، هو بيت العقل الوقاد الذي يقتحم أشد حصون الجهل خاصة الجهل المقدس، لأن الفلسفة بوصفها وعياً يرجع إلى ذاته «عقله»، فإنها تعني التحرر من كل العوائق التي تحول دون التفكير المنطقي والواقعي، وبهذا المعنى فإن كل ما سبق هو تحديد وتعريف لبيت الفلسفة، وتعميم الوعي الفلسفي ونشره، هو المهمة الأساسية والرئيسية لبيت الفلسفة، والبيت يعمّم أهدافه الرئيسية باتخاذ المحاضرة والدورة والمجلة والكتاب والمؤتمر وسيلة فعالة لتحقيق غايات بيت الفلسفة».
وأوضح الدكتور البرقاوي، أن مشروع بيت الفلسفة أطلق في أكتوبر 2021، فيما نظّم مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، أولى فعاليات البيت في منتصف نوفمبر الماضي، تزامناً مع يوم الفلسفة العالمي؛ حيث جاء إطلاق المشروع الرائد «بيت الفلسفة» في دولة الإمارات لتحقيق حزمة أهداف، أبرزها خلق نخبة من المفكرين الإماراتيين من الشباب والأطفال، ودفعهم للتفكير فلسفياً، بعيداً عن أي أيديولوجيا، حتى يتسنى تأسيس مستقبل تؤدي فيه هذه النخبة من أصحاب التفكير الفلسفي دوراً مهماً في إنتاج الوعي المنطقي والمطابق، فضلاً عن تعميم الفلسفة عبر نشاطات الحوار، لأن الفلسفة في الأصل حوار وهو يشكل قطيعة مع كل أشكال الشجار والمهارشات الأيديولوجية.
ويقول الدكتور البرقاوي، عن مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة الذي عُقد برعاية وحضور سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة: «إن المؤتمر اكتسب أهميته من كونه الأول من نوعه في منطقة الخليج، بعد أن شكل منصة جمعت الفلاسفة من دول عدة بالفجيرة التي تعد عاصمة التنوير في الفلسفة والأدب والمعرفة، خاصة أن الإمارات رائدة في مجالات عدة، والفجيرة باتت قبلة ضمن هذه الريادة في التنوير، وقد حقق المؤتمر نجاحاً لافتاً».
أهم النشاطات
وعن أهم النشاطات الاستراتيجية لبيت الفلسفة، أوضح أحمد السماحي، مدير البيت، أن البيت نجح في إصدار العدد الأول من المجلة الفصلية «بيت الفلسفة» نهاية يناير الماضي، والمجلة بموادها الغنية، ناطقة ليس باسم «بيت الفلسفة بالفجيرة»، وحسب، بل بلسان جميع الفلاسفة العرب الذين تعلقوا به، فضلاً عن العمل على تنفيذ محاضرات فلسفية ودورات فلسفية تعليمية شهرية، تستهدف جميع الفئات، إلى جانب تنفيذ برامج للأطفال لتعليمهم التفكير الفلسفي، بطرائق مبتكرة وأنشطة جاذبة. كما نهدف إلى تدريب المعلمات والمعلمين وتأهيلهم، لتعليم الطلبة التفكير الفلسفي بالمدارس. ونعكف حالياً على إعداد دورات للأمهات تمكنهن من فن التعامل مع أسئلة الأطفال الفلسفية في جميع المجالات.
محمد الوسيلة