الفجيرة لؤلؤة الساحل الشرقي، حيث مقومات الجمال وسحره، بما تضمه من محميات طبيعية وفنادق ومنتجعات ومناظر خلابة وأماكن سياحية، إلى جانب شتائها المعتدل وشواطئها الممتدة على خليج عُمان، ورمالها الذهبية، إضافة إلى تعدد المواقع الأثرية، كلها عوامل جعلتها من بين أهم وأجمل المناطق السياحية الجاذبة لقضاء أجمل شتاء في العالم.
ويمنح تنوع الجغرافيا والتضاريس وتباينها بين الرمال والجبال والسواحل والجزر والمحميات الطبيعية، الزائر والسائح خيارات متنوعة، ومن أبرزها وأكثرها جاذبية «جزيرة سنوبي» ومنطقة العقة.
«الاتحاد» التقت عدداً من الزوار الذين يقضون وقتاً جميلاً بين شواطئ وجبال دبا، فقال محمد سلطان: «قصدت هذه المنطقة كثيراً للاستجمام والتمتع بالغوص، حيث تتوافر في جزيرة سنوبي عدد من الأنشطة الرياضية والبحرية مثل الغوص للتمتع بمناظر الشعاب المرجانية، وبحكم عشقي للرياضات البحرية، أقصدها دوماً وأمارس كل هواياتي هنا، كونها توفر بيئة مثالية لذلك، بجانب أن مياه البحر في (سنوبي) نقية وصافية، الأمر الذي يتيح لمحبي الغوص التمتع برؤية الحياة البحرية بكل وضوح، وطبيعة المكان في ظل وجود شريط رملي على الساحل، فلا أحرم نفسي من ممارسة رياضة المشي، والحمام الرملي، إضافة إلى توافر المنشآت الفندقية المؤهلة بشكل أكثر من رائع والخدمات الضرورية التي يحتاجها الزائر، كل ذلك يضيف إلى رصيد الجزيرة، لتكون وجهة رئيسة لقضاء أجمل شتاء داخل الدولة».
وقال حسين الحمادي: «كنت أسمع بهذه الجزيرة ولم أكن أعلم موقعها بالضبط، وهذه أول مرة أقصدها، وجدتها كما قرأت عنها وسمعت، قضيت أجمل الأوقات، وما زلت أمارس هواياتي في أجواء تتميز بالاعتدال، وسط حياة بحرية متنوعة مع وفرة الشعاب المرجانية، بمختلف أشكالها وألوانها، إلى جانب رؤية السلاحف والأسماك الملونة، وغيرها من الكائنات البحرية الفريدة، كما أن قربها من منطقة العقة السياحية يعدد لدى السائح الخيارات في كيفية قضاء الوقت، حيث تتميز العقة بشاطئ تنتشر على طوله المنتجعات الفخمة والفنادق وتعد منطقة جاذبة للتخييم، حيث تمنحك هذه المنطقة فرصة الاختيار في التخييم ما بين التخييم بين الصخور والجبال أو الشواطئ، حيث تجتذب العقة بطبيعتها الخلابة والخدمات والمنشآت الفندقية المتوافرة فيها، عشاق هذا النوع من الترفيه».
وأضاف: «تتميز منطقة العقة بتضاريسها المتباينة والأجواء الشتوية الرائعة، وقربها من المدن الكبيرة مثل خورفكان والفجيرة ودبا الفجيرة، إلى جانب أنها توفر كل أسباب الترفيه والتمتع لعشاق الغوص والتجديف والتخييم، حيث تعتبر جزيرة سنوبي مكاناً مناسباً لعشاق وهواة الغوص والغطس ومحبي الاطلاع على الحياة البحرية بكل يسر ودون تعب، حيث تشتهر المنطقة بوجود عدد كبير من أنواع الشعب المرجانية في المياه المحيطة بالجزيرة الصخرية، حيث يمكن للسائح استكشاف المياه حولها لكونها تقع داخل حديقة بحرية محمية، يحظر فيها الصيد، الأمر الذي أدى إلى ازدهار الحياة البحرية وتكاثرها، ولذلك تشاهد أنواعاً كثيرة من السلاحف وأسماك الشعاب المرجانية الملونة، كما يمكن للزائر ممارسة التخييم بالقرب من الجزيرة إن كان من محبي التخييم الساحلي أو البري باعتبارها من أجمل مواقع التخييم على الشاطئ، فضلاً على أن التخييم في جزيرة سنوبي يتيح للمخيمين ممارسة الرياضات البحرية».
وقال حمد النقبي: «في هذه الأجواء الشتوية التي تشجع على السياحة وتجعل فصل الشتاء في الدولة هو الأجمل في العالم، اختار دوماً منطقة العقة وجزيرة سنوبي لقضاء إجازتي، حيث تتوافر في هذه المنطقة الجميلة مقومات سياحية يندر توافرها في مكان آخر، بالإضافة إلى التنوع في الأنشطة السياحية التي يمكن ممارستها بين الجزيرة والسواحل المحيطة بها من واقع طبيعة المنطقة، حيث يمكن ممارسة السياحة البيئية في هذا المكان لتوافر المحميات والمواقع الطبيعية والشواطئ والجبال، إلى جانب الجزيرة الصخرية، وكذلك السياحة على الشواطئ التي تشمل مزاولة أنواع من الرياضات الشاطئية والمائية المرتبطة بتلك الطبيعة على غرار ركوب قوارب الكاياك ورحلات الإبحار والتجديف والألعاب الشاطئية المتعددة، بجانب السياحة الجبلية لمحبي هذا النوع من الأنشطة، والتخييم الذي تتميز به منطقة العقة وجعلها مقصداً لرواد وهواة التخييم من داخل الدولة وخارجها، ويمكن القول إن العقة وجزيرة سنوبي الصخرية الجميلة هي المكان الأنسب لمحبي الحياة البحرية في وجود معالم سياحية بحرية ومناظر طبيعية وشواطئ رملية ذهبية، والأكثر ملاءمة للراغبين في قضاء عطلاتهم بسياحة برية خاصة، بعد عودة الحياة الطبيعية في الدولة بفضل الجهود الحثيثة والناجحة التي بذلت لكبح جماح (كوفيد-19)، ولتتصدر دول العالم في التعامل مع الجائحة».
وتقول عفراء المنصوري: «أفضل دائماً قضاء العطلات وعائلتي في دبا بالقرب من جزيرة سنوبي وساحل العقة لما نشعر به من راحة وانسجام، بفضل تعدد الأنشطة السياحية التي يمكن لكل فرد من العائلة أن يمارس ما يحب ويجد مبتغاه، من المياه الزرقاء الهادئة التي تحيط بهذا المكان الجبلي الساحر، وأعشق رياضة المشي على الرمال، فيما يفضل أبنائي الغوص والتجديف، وبذلك تتلاقى هواياتنا مجتمعة في هذا المكان، بالإضافة إلى أن المنطقة لا تبعد كثيراً عن معالم سياحية أخرى يمكن زياراتها وإضافتها إلى جدول الزيارة والتمتع بمزاياها، على سبيل المثال منطقة وادي الوريعة والعقة التي تحيطها سلسلة من الجبال وبها أعداد كبيرة من الشلالات وعيون المياه، كما تتميز بوجود محمية طبيعية بها العديد من الحيوانات والطيور المتنوعة والنباتات البرية والحيوانات البرمائية، كما أن العقة لا تبعد عن مناطق سياحية أخرى مثل سد الرفيصة وخورفكان بمدرجها وشلالها الجميل، والعقة قريبة جداً من مسجد البدية ومعالم سياحية أخرى تنتشر في المنطقة».
جهود كبيرة
أكد سعيد السماحي، مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، أن الجهود كبيرة لدفع عجلة التطور في القطاع السياحي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وتسخير كافة التسهيلات للقطاع السياحي والفندقي، وتوفير بيئة مناسبة للمستثمرين، وجذب السياح من مختلف الأسواق والشرائح.
حيث تستهدف إمارة الفجيرة رفع الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي بالإمارة إلى أكثر من 5 آلاف غرفة لتلبية الطلب المتوقع للسياح القادمين للإمارة من الأسواق الخارجية والداخلية خلال الفترة المقبلة، ويتوقع وصول عدد المنشآت الفندقية إلى 36 منشأة فندقية تشمل علامات فندقية عالمية لفنادق من 5 و4 نجوم.
وأشار السماحي إلى التنوع الكبير في المقومات السياحية بالفجيرة، حيث تقدم الإمارة خيارات متعددة للسياح، بدءاً بالسياحة الشاطئية، وما تتضمنه من سياحة الرياضات البحرية والغوص، وسياحة المغامرات بفضل المساهمة الكبيرة لمركز الفجيرة للمغامرات، فضلاً عن السياحة التراثية والبيئية لما تزخر به الإمارة من تاريخ تعكسه القلاع والحصون العديدة المنتشرة في أنحاء متعددة بالإمارة.
وأكد السماحي الدور البارز في جانب الآثار من خلال ترميم الحصون والقلاع والحفاظ على المواقع الأثرية وإجراء الدراسات عليها، إضافة إلى أعمال التنقيب التي عملت عليها البعثات خلال العام الماضي، وما زالت مستمرة في مختلف المواقع الأثرية في الإمارة.
فهد بوهندي