بعد «استراحة السّحب» التي ملأت سماء خورفكان، وزيّنت الساحل الشرقي، وزادته بهاء وحسناً، وأسعدت الزوّار والمعيّدين في عطلة الأضحى المبارك، فتوافدوا من كل مكان، ليستمتعوا بهذا الجمال، وذلك الألق الذي أسبغته رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولمسته الإبداعية وتوجيهاته الراقية بإضفاء كل ما يبعث على البهجة والحبور والفرح في النفوس، ويملأ العيون صفاء وألقاً.. جاءت «استراحة الكتاب» بعد زيارة سموّه الكريمة إلى مدينة كلباء متفقداً عدداً من المشروعات الحيوية، ضمن جولاته الدائمة لمتابعة المشروعات المتنوعة في مدن الإمارة ومناطقها كافة، لتوفير بنى تحتية متميزة ومرافق خدمية وسياحية جاذبة للسكان والزوار.
هاتان الاستراحتان لم تتواليا مصادفة، فالسّحب المتطاولة في عنان السماء تملأ العين صفاء، والكتب بما تحويه أوراقها من أفكار ومعرفة وعلوم تملأ العقل اتّساعاً وعمقاً.
وهذه الاستراحة تطل من جهة على مدينة كلباء بشكل كامل، بما فيها الجبال والأودية والمحميات، ومركز المدينة وبحيرة وكورنيش كلباء، ومن جهة أخرى على بساتين متدرجة على الجبال ستزرع بمختلف أنواع أشجار الفاكهة، فهل هناك أكثر بهجة من أن تحمل كتاباً بين يديك، وتتصفّح أوراقه، وأنت محاط بكل هذا الجمال؟
وكان الإبداع الأكثر إبهاجاً اعتماد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مشروع المسرح العائم المفتوح، على كورنيش المدينة، بتصميم سموّه، مستلهماً من شكل الصدفة البحرية، وتحيط بها أحواض مائية.
وسيوفر المسرح إطلالة كاملة على كورنيش كلباء وبحر العرب، كما سيضم مرافق متنوعة منها قاعة متعددة الاستخدام وصالات عرض تحاكي التراث المحلي. ما يعني أننا جميعاً أفراداً وأسراً أمام مقصد بديع على مدار السنة، لتحوّل كلباء إلى واحة للجمال.
لم تتصدّر شارقة البسمة والمعرفة، شارقة سلطان المراكز المتميّزة وتتبوّأ قمم التصنيفات الثقافية، إلّا من هذا الإصرار الصادق على أن تكون موئلاً دائماً للمعرفة والعلم والكتاب.
مكرمات سلطان لا تنقطع، فهو دائماً الحاكم الحريص على راحة الناس ، وها هي، الإنجازات المحققة والجاري العمل على تحقيقها، يجب الحفاظ عليها، فهي من النعم التي حبانا الله بسلطان الخير ليسعدنا بها.
كلّما أشرقت شمس يوم جديد، أفرحتنا نِعم هذا الوطن وقادته الطيّبين الكرام.. نِعمٌ واجبنا أن نشكرهم عليها، والشكر لا يكون باللسان أو برفع اليد ، وحسب، بل بالعمل على خدمة هذا الوطن بإخلاص، لتبقى رايات تميّزه خفّاقة تطال عنان السماء.
بقلم إبن الديره