نظرت محكمة الفجيرة في قضية إمرأة من جنسية دولة آسيوية متهمة بالاعتداء على سلامة زوجها المواطن الذي يبلغ 86 عاماَ متسببة في عجزة عن قيامة بأعماله الشخصية مدة لا تزيد على 20 يومياً، ومارست العنف والإساءة بالتعامل مع المجني عليه كونه من كبار المواطنين وغير قادر على رعاية نفسه.
وتفصيلاً قدم إبن المجني عليه بلاغاً عبر التطبيق الخاص بالنيابة العامة يفيد فيه عن تعرض والده المسن للاعتداء بالضرب وسوء المعاملة من قبل زوجته بمقر سكنهم، وعلى الفور قامت النيابة العامة بأخذ أذن دخول المنزل وتم الدخول إليه ونقل المجني عليه من قبل الإسعاف الوطني للمستشفى وتقديم الرعاية الطبية المباشرة.
وتبين بالفحص الطبي أن المجني عليه 86 عاماً تم احضاره بواسطة الاسعاف الوطني بادعاء تعرضه للاعتداء بالضرب مع سحجه بسيطة على الجلد في الساق اليمنى وآلام في اليد اليمنى وتم فحصة بشكل دقيق عبر الاشعة المقطعية، وتم إخراجه من المستشفى وتسليمة لزوجته المشكو بحقها بمنزلهم.
وأقر الشاكي بأنه يريد التحقيق بإهمال وإساءة المعاملة وتعرض والده للإساءة النفسية والجسدية على يد زوجته، إذ تم إبلاغه من قبل الجيران الذين يسكنون بالقريب من منزل والده انهم يسمعون صراخه وكأنه يستنجد من شخص يقوم بالاعتداء عليه، مشيراً إلى أنه آخر مرة تمكن من رؤية والده قبل عام تقريباً.
من جانبه، قال الشاهد وهو يعمل في مركز الشرطة في تحقيقات النيابة العامة انه يوم الواقعة انتقل إلى منزل المجني عليه لوجود بلاغ بالاعتداء وبناءً على اذن الدخول الصادر من النيابة العامة تحرك هو ومجموعة من الأفراد وعند وصولهم المنزل قاموا بدق الجرس أكثر من مرة وبعد خمس دقائق فتحت المتهمة الباب ودخلوا المنزل، مؤكداً أن المجني عليه كان بغرفة غير مكيفة ويرقد على الأرض ومغطى ببطانية.
وتابع الشاهد أن المجني عليه كان يؤشر بيده التي تعاني من كدمة، وعند سؤاله قال بأن المتهمة تضربه بعصا خشبية بشكل يومي، وأنه يشعر بالعطش ويريد الماء، لافتاً إلى أنه تم إعطاء المجني عليه ثلاثة اكواب من الماء تقريباً ثم تم طلب الإسعاف الوطني ونقله عبرها للمستشفى، وتبين لاحقاً وجود إصابة في يده، منوها إلى أنه كان منتشر بين الجيران بأن المتهمة تضربه وتعاقبه بشكل مستمر نظراَ لسماعهم صوت صراخه بشكل مستمر ومتكرر.
وبسؤال المتهمة في محضر الاستدلال وتحقيقات النيابة العامة انكرت التهم المنسوبة اليها، إذ ذكرت بأنها لم تقم بالاعتداء على زوجها بالضرب ولم تمنع أبنائه من رؤية والدهم، إلا أنه هو لا يريد رؤيتهم، مؤكدة أن المجني عليه ينام على السرير إلا أنه يسقط من فوقه اثناء النوم مما جعله يطالبها بالنوم على الأرض، إذ تغلق التكيف بشكل مستمر نظراً لطلبه المستمر بذلك لشعورة بالبرد، ونوهت أنه يقوم بالصراخ بشكل متكرر ويتوهم بمشاهدة أناس أمامه نظراً لكبر سنه، وعليه تم تكفيل المتهمة واتخاذ الإجراءات الأولية واحاله أوراق القضية للتصرف.
وقدمت المحامية، آمنة الدرمكي مذكرة دفاع تلتمس فيها ببراءة موكلتها نظراً لكيدية البلاغ وتلفيقه وخلو أوراق القضية من دليل على التهم الموجه اليها.
إلى ذلك أقرت المحكمة ببراءة المتهمة من التهم المنسوبة إليها نظراً أن الاتهام المسند إليها غير ثابت في حقها، بالإضافة لخلو الأوراق من دليل يقيني يقنع المحكمة ويعتبر حجة في ثبوت الاتهام، مشيرةً إلى أن جميع الذين تم سؤالهم قالوا بأنهم سمعوا واخبروهم فقد تعتبر الشكوى سماعية فقط ومن اشخاص غير المجني عليه الذي لم يقدم شكوى ضد المتهمة.
ونوهت المحكمة أن تسليم المجني عليه للمتهمة بعد خروجه من المستشفى على الرغم من توجيه التهمتين إليها لا يثبت أي شيء عليها مما تشكك المحكمة من صحة الاتهام.
سمية الحمادي