ظل المواطن حسين عيسى الدرمكي يتبرع بالدم على مدى 27 عاماً، وفي شهر أبريل الماضي وصل إلى المرة الـ108، داعياً الجميع لخوض هذه التجربة لما فيها من فوائد نفسية وصحية، إلى جانب الهدف الأسمى المتمثل في إنقاذ أطفال مرضى الثلاسيميا، وأصحاب الأمراض المزمنة.
نال صاحب الـ52 عاماً الكثير من التكريمات كأكثر الإماراتيين تبرعاً بالدم، ففي 1997 كرمه وزير الصحة -آنذاك- حميد القطامي، فضلاً عن تكريمه عام 2008 كأكثر متبرع وبشكل دائم، وذلك باحتفال اليوم العالمي للمتبرعين بالدم بحضور منظمة الصحة العالمية.
وقال ابن مدينة كلباء لـ«الرؤية»، إن بداياته مع التبرع بالدم تعود لمروره بموقف طارئ عام 1994، عندما أصيب جاره (فلسطيني الجنسية) بمرض خطير، واستدعت حالته التبرع بكمية كبيرة من الدم، فأسرع الدرمكي دون تردد إلى مستشفى الفجيرة لإنقاذ جاره المريض.
وأوضح الدرمكي أنه شعر براحة نفسية وطاقة إيجابية بعد التبرع، لذا قرر تكرار هذه التجربة والاستمرار بها، مواظباً على التبرع 4 مرات كل عام، إلى أن وصل للمرة الـ108 في أبريل 2021، مضيفاً أنه شجع إخوانه على التبرع، لا سيما في الحالات الطارئة، وأنه علّم أبناءه أهمية التبرع بالدم.
وتابع: «لن أنسى أحد المواقف المؤثرة التي مررت بها.. عندما أصيب مواطن نتيجة حادث مروري وبُترت قدمه بمستشفى رأس الخيمة نتيجة نزيف حاد، وهو شقيق زميلي، ونظراً لمعرفة الأخير بتجربتي مع التبرع بالدم تواصل معي.. وعلى الفور توجهت وزميل آخر للتبرع بالدم.. وتم بحمد الله إنقاذ المريض».
وأشار إلى أنه لم يكتف بالتبرع في المستشفيات القريبة من مدينته كلباء فقط، بل لديه بطاقة فضية مُنحت له من مستشفى لطيفة بدبي كأكثر المتبرعين المتميزين، إضافة إلى تبرعه في مستشفيات الشارقة، ورأس الخيمة، ودائرة الصحة- أبوظبي، منوهاً بأن التبرع بالدم يفيد الجسم ويجدد الخلايا، وأنه يحرص على الفحص الدوري لجميع أجهزة جسده، ولا يعاني من أي أمراض مزمنة.
وذكر الدرمكي: «تربينا على ثقافة التطوع والتعاون ومساعدة المحتاج، وما أقوم به قليل من كثير في رد الجميل للقيادة الحكيمة التي طالما كانت قدوة حسنة للوطن»، مؤكداً أنه سيستمر في مواصلة العمل الخيري ورحلته مع التبرع بالدم، خصوصاً أن الله أنعم عليه بفصيلة «O-Negative» التي تمنح أي فصيلة دم أخرى.
جيهان الصافي