أفادت إدارات مدارس خاصة في إمارة الفجيرة بارتفاع نسبة تسجيل طلبة رياض الأطفال والمراحل الدراسية الأخرى للعام الدراسي المقبل، بعد الإعلان عن عودة النظام التعليمي المدرسي الواقعي مع إبقاء خيار نظام «التعليم عن بعد» بيد أولياء الأمور، مؤكدة أنها عانت انسحاب عدد كبير من الطلبة خلال العام الماضي.
وأفادت إدارات المدارس بأنها بعثت رسائل إلكترونية إلى ذوي الطلبة، مع نهاية العام الدراسي لهذا العام، باستئناف التعليم الحضوري مع وجود خيار التعليم عن بعد خلال العام الدراسي المقبل، موضحة أن الرسوم في كلا الاختيارين ثابتة، وفضّل الأغلبية التعليم الواقعي.
وأكد أولياء أمور في إمارة الفجيرة لـ«الإمارات اليوم» أنهم اعتمدوا نظام التعليم الواقعي ابتداءً من مرحلة ما قبل رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر للعام الدراسي المقبل، راغبين في أن يختلط أبناؤهم الطلبة مع أقرانهم ودخولهم عاماً دراسياً جديداً بأجواء تعليمية مختلفة تسهم في تحسين مستوياتهم التعليمية.
وأكدت إدارية في مدرسة خاصة في الفجيرة، عائشة محمد، أن معظم ذوي الطلبة فضلوا نظام التعليم الواقعي لأبنائهم خلال العام الدراسي المقبل ولم تقتصر على مرحلة دون أخرى، مشيرة إلى أن غالبية المقاعد الدراسية قد تم حجزها وسداد رسومها، إذ تم حصر المقاعد الشاغرة وتسكين الطلبة الجدد، والتي شملت مراحل دراسية مختلفة، إذ لم تتركز على مراحل رياض الأطفال فقط كالأعوام السابقة.
ونوهت إلى أنه تم تخصيص فريق من الكادر الإداري والتدريسي يعمل طوال فترة الصيف من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساءً لإطلاع الآباء على الفصول الدراسية المعقمة، وكيفية ترتيب أماكن جلوس الطلبة، لتشجيعهم على التسجيل بنظام التعليم الواقعي.
وأشارت إلى أن إدارة المدرسة مستعدة لعودة الطلبة للحرم المدرسي وتطبيق نظام التعليم الواقعي، فقد تمت دراسة جميع الطرق والسبل التي ستسهم في حماية الطلبة والكوادر التدريسية والتربوية والإدارية من الإصابة بفيروس كورونا من خلال إجراءات جديدة سيتم فرضها على الطلبة خلال العام الدراسي المقبل تتمثل في إحضار جميع طلبة المدرسة الجهاز اللوحي الخاص بهم من أجل المشاركة بالأنشطة الصفية وحل التدريبات من خلاله، بالإضافة لتعقيم الفصول وتخصيص بوابة خاصة بأولياء الأمور وأخرى خاصة بالكوادر التعليمية والإدارية، وغيرها من الإجراءات الاحترازية التي سيتم اتباعها خلال العام الدراسي المقبل.
وقالت مديرة مدرسة خاصة، فضّلت عدم ذكر اسمها، إن إدارة المدرسة قدمت خطاباً لوزارة التربية والتعليم، يفيد بإمكانية السماح بإدراج نظامي التعليم الواقعي و«عن بعد» طوال العام الدراسي المقبل كخيار للطلبة، بعد أن أجرت المدرسة استطلاعاً، أبدى فيه معظم ذوي الطلبة رغبة في احضار أبنائهم للمدرسة لتلقيهم التعليم الواقعي.
ولفتت إلى أن معظم أولياء الأمور الذين قاموا بتسجيل أبنائهم الطلبة في نظام التعليم عن بعد، لديهم أسباب منطقية تتمثل في إصابة أبنائهم بأمراض مزمنة تمنعهم من تلقي تطعيم «كورونا»، منوهة إلى أن عدد طلبات عودة الدراسة الواقعية قد ارتفع بشكل ملحوظ، خصوصاً من ذوي طلبة المراحل الأولى ورياض الأطفال، علماً بأن نظام التعليم عن بعد سيكون متاحاً بنسبة 100٪ للطلبة الذين يفضل أولياء أمورهم إبقاءهم في المنازل خوفاً عليهم من الإصابة بالفيروس، وهذا يضمن الاستفادة القصوى من الفصول حتى لو كانت مساحتها صغيرة، كما سنقوم بتوفير عدد أكبر من المشرفين والمنصات عبر الإنترنت لضمان فاعلية تقديم التعليم لجميع الأطفال.
وقالت: «ملتزمون بضمان استمرار جميع طلابنا في التعلم وتحقيق تقدم جيد في جميع مجالات الحياة المدرسية، وسنستمر في الحفاظ على أعلى معايير السلامة من خلال التعقيم المنتظم وتقليل أعداد الطلاب في الفصول والموارد المخصصة».
إلى ذلك نوهت مشرفة قسم رياض الأطفال في مدرسة خاصة تطبق المنهاج البريطاني في الفجيرة، فضلت عدم نشر اسمها، إلى أن أولياء الأمور بدأوا يشعرون بضعف مستويات أبنائهم أثناء تلقيهم الدروس بنظام التعليم عن بعد خلال العام الدراسي السابق، الأمر الذي جعلهم يطالبون بتطبيق نظام التعليم الواقعي المباشر في الفصول الدراسية ليتلقى الطالب تعليمه بشكل واقعي وبأساليب علمية أفضل تسهم في فهمهم للدروس بدلاً من النظام الافتراضي، الذي يلزم ولي الأمر ببذل جهد مضاعف لتحسين مستوى ابنه أو ابنته الدراسي.
وقالت ولية أمر طالب في مدرسة خاصة بالفجيرة، اسما عبدالله الظنحاني، إنها فضلت اختيار نظام التعليم عن بعد لابنها الذي يدرس في مرحلة رياض الأطفال طوال العام الدراسي السابق، إلا أنها واجهت صعوبة كبيرة في تأسيسه، إذ تعتمد هذه المرحلة على المهارات التدريبية لدى المعلم في إيصال المعلومة بكل سهولة وسلاسة، وهذه المهارات غالباً ما تكون غير متوافرة في ولي الأمر. وأكدت أنها اضطرت إلى إلحاق ابنها بدروس خصوصية ليتمكن من القراءة والكتابة بشكل سليم.
وذكرت ولية الأمر منى سالم محمد، أن الأطفال اكتسبوا ثقافة صحية كبيرة وأصبحوا قادرين على استيعاب الشروط الصحية والإجراءات الاحترازية المتبعة في الفصول المدرسية، خصوصاً أنهم أصبحوا يخرجون للأماكن العامة بشكل أفضل عن الفترة السابقة.
ولفتت إلى أنها اختارت التعليم الواقعي لابنتها التي تدرس في المرحلة الثانوية على الرغم من إصابتها بمرض مزمن، إلا أنها أنهت جميع جرعات اللقاح ضد فيروس كورونا، الأمر الذي شجعها على اتخاذ مثل هذه الخطوة.
سمية الحمادي