بعد رحلة تنقّلت خلالها بين دراسة إدارة الأعمال، والعمل في القطاعات المصرفية، اختارت الإعلامية مريم علاي النقبي هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، لتواصل مشوار حلمها في المجال الإعلامي، وتحقق طموحاتها بالعمل مقدمة برامج لدى قناة «الشرقية من كلباء» منذ انطلاقتها في العام 2014.
لم يكن الإعلام بالنسبة للنقبي طموحاً وحسب، بل حلماً سعت لتحقيقه بجدّ ومثابرة، فهي الحاصلة على شهادة الماجستير في الإدارة العامة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وتمتلك خبرات عملية في القطاعات المصرفية في الدولة. ومنذ اللحظة الأولى لها في مجال الإعلام توقّعت أن تتولى مهام في أقسام إداريّة أو مالية بحكم تخصصها، لكنها وجدت نفسها مراسلة ميدانية ومعدّة لتقارير للقناة قبل أن تُطلّ على الجمهور عبر برنامج صباحي.
الرسالة أولاً
وضعت هذه الإطلالة مريم النقبي على ناصية العمل التلفزيوني، الذي رافقه الكثير من المواقف والتحديات، وتذكر بداياتها في هذا المشوار قائلة:«في أول الأمر كنتُ مترددة وهذا حال البدايات دوماً، لكنني سرعان ما اعتبرتها محطة جديدة في حياتي، وعزمت على أن أؤكد حضوري فيها».
وتابعت: «واجهتني الكثير من التحديات خلال فترة عملي مذيعة برامج، أهمها الحرص على أن يكون كلّ ظهور لي على الشاشة مهما كانت مدّة البرنامج هادفاً ويحمل رسالة، ويقدّم إضافة للمشاهد، وأن أجتهد وأعمل على تطوير مهارات وخبراتي وأطلع على كلّ ماهو جديد في المجال».
وتابعت:«يعتقد الكثيرون أن مهمة المذيع التلفزيوني سهلة، لكنها على العكس تماماً، إذ إن الخطأ في نقل المعلومة يفقد الإعلامي مصداقيته أمام الجمهور، لهذا يجب أن يبقى دائم الاستعداد، ويمتلك قدرات البحث والاستعداد لتقديم المضمون بشكل يسهم في إثراء ذائقة ومعارف المتلقين».
ولاتنسى النقبي، كما تؤكد، زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مبنى القناة، يوم افتتاحها، ومحاورة سموه فريق البرنامج وتقديمه النصح والتوجيه بأن تكون «الشرقية من كلباء» صرحاً يعكس منظور وتوجه الإعلام الإماراتي.
وتقول: علّمتني هذه الزيارة ماذا تعني المسؤولية الإعلامية، فصاحب السمو حاكم الشارقة المثل والقدوة لكل إعلامي، إذ إن سموه لا يتوانى عن تقديم المعلومة والنصيحة والتوجيه، ويحرص على أن تتعزز في داخلنا اللغة العربية ومحتواها، سواء على صعيد التحدث، أو اختيار المفردات الصحيحة، التي تثري الحديث وتسهم في إيصال الرسالة الإعلامية بكل سلاسة وفهم للمتلقي، كما لا أنسى محاضرات سموه الرمضانية التي جمع بها طيفاً من الإعلاميين ليمدهم من مخزون فكره ومعارفه الثريّة على صعيد اللغة العربية والتاريخين الإسلامي والعربي».
مصداقية
تحرص مريم النقبي على تأمل أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الإعلام، وترى أن التحدي الذي يواجه التقليدي منه يتمثل في هجرة البعض من شاشات التلفزيون إلى هذه الوسائل، لكنها في الوقت ذاته ترى أن المنصات الجديدة تتلاقى بشكل أو بآخر مع الأنواع التقليدية في المحتوى، مع فارق أن الأولى تفتقر إلى عناصر الكتابة ولا تلتزم بضوابط الصحافة التي تعمل بها المؤسسات الإعلامية، ما يجعل الباحثين عن المصداقية يعتبرون وسائل الإعلام التقليدية مرجعاً وأدوات مهنية لنقل المعلومة الصحيحة بحرفية.
وتضيف:«نعيش اليوم واقعاً متطوراً باتت فيه المنصات الرقمية من حولنا منافساً للإعلام التقليدي، لهذا يجب على المؤسسات الإعلامية تقديم برامج تبتعد في طرحها عن المعتاد، سواء على صعيد المحتوى أو التصوير أو الإخراج، وتقدّم أعمالاً مبتكرة تعكس أفكار الشباب وتطلعاتهم وتعبّر عنهم، إلى جانب ضرورة الاستفادة من طاقاتهم الإبداعية بما يتعلّق بصناعة المحتوى المرئي».
مجلس
إلى جانب اجتهادها ودورها في المجال الإعلامي، اختيرت مريم النقبي عضواً في مجلس الشارقة للشباب، وترى أن هذا يمنحها فرصة لتجسيد أفكار هذه الشريحة على أرض الواقع، ويجعل من الشاب الإماراتي نموذجاً للطموح والإنجاز. وتقول«فئة الشباب تحمل على عاتقها مسؤولية حماية حضارة الأمة والارتقاء بها وتطويريها، فالكوادر الشبابية في مجالنا قادرة على صنع مستقبل الإعلام الإماراتي المعبر عن الهوية الوطنية».
الخليج