حذّر خبراء وعضو في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك من ارتياد البحر في المناطق البحرية قيد الإنشاء؛ لما فيها من خطورة على الأطفال والأشخاص البالغين بسبب التيارات الساحبة والطبيعة الصخرية الصعبة، وكثرة الحفر غير الواضحة التي لا يستطيع الشخص رؤيتها أثناء وقوفه على الشاطئ، ما يزيد احتمالية تعرضه للغرق.
وأكدت بلديات المنطقة الشرقية أنه يتم تحديد المناطق التي يمنع فيها ممارسة رياضة السباحة من خلال وضع لوحات إرشادية، كما يتم وضع لوحات توضح المناطق المسموح بالسباحة فيها حفاظاً على سلامة مرتادي الشواطئ والمناطق التابعة لها، موضحة أن المناطق التي يمنع فيها السباحة تمتاز بالخطورة والتيارات الجارفة والحفر العميقة التي قد تؤدي لحوادث غرق.
وأشارت إلى أن مخالفة القوانين والمجازفة بالدخول إلى المناطق غير المسموح فيها بالسباحة تكون نتائجها غير محمودة، ولا توجد فيها أي ضمانات بأن يخرج منها الشخص سالماً، وعلى جميع مرتادي البحر الامتثال لهذه القوانين حفاظاً على سلامتهم وسلامة أبنائهم من حوادث الغرق التي تحدث نسبة كبيرة منها في المناطق غير المسموح بالسباحة فيها.
وحول المناطق الخطرة التي يمكن لمرتادي البحر رصدها قبل ممارسة السباحة فيها قال مدرب سباحة وإنقاذ بحري معتمد، نبيل آل علي: «الأماكن التي يتم وضع لوحات إرشادية فيها تكون خطرة على مرتادي البحر، وتعتبر من التدابير الرئيسة التي توضح المناطق الخطرة من الآمنة على الشواطئ، إذ تحذر اللوحات مرتادي الشاطئ من الاقتراب أو النزول إلى البحر»، مشيراً إلى أنه في حال سوء الأحوال الجوية فإن دخول البحر يصبح خطراً، خصوصاً حين يبدو لون موج البحر داكناً مقارنة باللون المعتاد للأمواج في الأحوال الطبيعية، لوجود طبقة من الغبار في المستوى الأدنى للبحر.
وأضاف أن المناطق التي يتم فيها إغلاق جزء من الشاطئ لأعمال الصيانة أو أعمال قيد الإنشاء خاصة بمشاريع تطويرية، تشكل خطراً كبيراً على كل من ينزل فيها حتى من كان يجيد السباحة، إذ إن الصدمة النفسية التي تحدث له عندما تفاجئه الحفر العميقة والصخور الكبيرة تحت مياه البحر، تجعله يشعر بأنه غير قادر على إنقاذ نفسه، مشيراً إلى أن احتمالية تعرض الأطفال والمبتدئين في السباحة حال دخولهم إلى مثل هذه المناطق لحوادث الغرق كبيرة جداً.
وأكد أن عملية الإنقاذ في حال حدوث غرق في مثل هذه المناطق لابد أن تنفذ من قبل منقذ محترف خاضع للتدريب على الإنقاذ، ويمتلك الأسس الصحيحة لها حتى لا يكون مصيره هو الآخر الغرق، منوهاً إلى أنه على الأشخاص الذين يكونون على الشاطئ طلب المساعدة الفورية من الجهات المسؤولة في حال شاهدوا شخصاً يغرق.
فيما أشار مدرب السباحة عمرو جابر إلى أنه يجب منع سباحة الأطفال أو الفتيان على الشواطئ بشكل منفرد دون وجود أولياء أمورهم، خصوصاً أنهم قد لا ينتبهون للوحات التحذيرية التي توضح طبيعة المنطقة وخطورتها ومنع السباحة فيها، مؤكداً أن استعمال العوامات الهوائية من قبل الأطفال في مياه عميقة قد يعرضهم للانجراف بالتيار في ظل انشغال أولياء أمورهم بممارسة رياضة المشي أو غيرها على الشاطئ.
من جانبه أكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، أن التقاء التيارات البحرية الساحبة والدوامات، بالإضافة لطبيعة الصخور في كاسر الأمواج، جميعها تعتبر من الأسباب الرئيسة لحالات الغرق المؤدية للوفاة على شواطئ المنطقة الشرقية.
وأشار إلى أن الخطورة من التيار الساحب تتمثل في المكان الذي يلتقي فيه تياران مختلفان، فغالباً ما تتكون بشكل مفاجئ وقريباً من الشاطئ، مؤكداً أن التيارات البحرية الساحبة تحول الطاقة الموجية إلى تيار قوي ومضاد في الاتجاه، ما يزيد من قوة سحب التيار، منوهاً إلى أن مقاومة التيار الساحب غالباً ما تكون نتائجها الغرق، خصوصاً إذا قام الشخص بالسباحة في الاتجاه المعاكس لهذه التيارات، إذ إن هذه التيارات تسحب الشخص أمتاراً عدة داخل البحر، ما يصعب عليه الخروج.
وأكد أنه لا يمكن التخلص من التيارات البحرية بسبب ارتباطها بحركة كرة الأرض الدائرية ودرجة الحرارة والرياح ونسبة المياه وغيرها، وهو نظام فيزيائي موجود منذ وجود الأرض، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية تستطيع أن تقلل حالات الغرق بتحديدها المناطق التي تكثر فيها التيارات البحرية لتجنب السباحة فيها.
إبراهيم الجروان:
• «لا يمكن التخلص من التيارات لارتباطها بحركة الأرض ودرجة الحرارة والرياح».
عمرو جابر:
• «يجب منع سباحة الأطفال على الشواطئ بشكل منفرد دون وجود أولياء أمورهم».
نبيل آل علي:
• «الأماكن التي يتم وضع لوحات إرشادية فيها تكون خطرة على مرتادي البحر».
خطورة مناطق كاسر الأمواج
ذكر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، أنه من الأسباب الأخرى التي تؤدي للغرق توجه بعض الأشخاص للسباحة في مياه مناطق كاسر الأمواج القريبة من السواحل التي تتكون أرضيتها عادة من أحجار كبيرة الحجم بينها فراغات كبيرة، وحين يقوم الشخص بالسباحة فيها فإن أقدامه تعلق داخل هذه الفراغات ما يصيبه بالارتباك والخوف، وأثناء محاولته تخليص نفسه تغمره مياه الأمواج في حال كانت مضطربة.
سمية الحمادي