أكد العميد متقاعد حميد خميس حميد اليماحي، أن تجربته العملية بالسلك الشرطي، والتي استمرت 28 عاماً بين وزارة الداخلية بأبوظبي، والقيادة العامة لشرطة الفجيرة، مؤسساً ومطوّراً لقسم الأدلة الجنائية، ثم مديراً لإدارة شرطة المنافذ والمطارات، ولّدت لديه قناعة أن العمل الشرطي يحتاج إلى الصبر وتطوير المهارات.
ونصح الشباب الراغبين في الالتحاق بالعمل الشرطي بعدم التسرع لتقلد المناصب والترقيات، مهما كانت الدرجات العلمية، موضحاً أنه صبر 9 سنوات ثم تسلّم أول منصب له، مديراً في إدارة قسم الأدلة الجنائية بشرطة الفجيرة.
ووصف اليماحي (53 عاماً) فترة التقاعد بأنها المرحلة الأنسب للاستجمام والراحة والسفر ورحلات الصيد، مؤكداً أن التقاعد ليس نهاية المطاف لأي موظف، بل هو فرصة لاكتشاف الهوايات التي لم يمتلك الفرصة لممارستها أثناء الحياة الوظيفية.
* حدثنا النشأة والبدايات الدراسية.
أنا من أبناء منطقة «الحارة القديمة» بالفجيرة، درست بمدرسة سيف الدولة الثانوية، وأشرفت والدتي عائشة حماد الحفيتي على تربيتي نتيجة لوفاة الوالد وأنا بعمر 10 سنوات، وتحقيقاً لرغبتي منذ الصغر، التحقت بكلية الشرطة بأبوظبي عام 1987، وكنا في تلك الدفعة 5 طلاب من الفجيرة، منهم مدير إدارة الدفاع المدني الحالي العميد علي عبيد الطنيجي، والعميد متقاعد سعيد الحلو الذي كان نائب مدير عام العمليات الشرطية بشرطة الفجيرة، والمقدم متقاعد عبيد الصريدي.
* ماذا عن أبرز المحطات بعد التخرج؟
تخرجت عام 1989، وعملت ضابطاً بقسم الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية بأبوظبي حتى عام 1997، ثم نُقلت إلى شرطة الفجيرة وعملت ضابطاً لمدة عامين، إلى أن عُينت رئيساً لقسم الأدلة الجنائية حتى عام 2011، حين ترقيت إلى منصب مدير لشرطة المنافذ والمطارات، وبقيت في الموقع ذاته إلى أن تقاعدت عام 2017.
* ما الإنجازات العملية التي لا تنساها؟
طورنا النظام الإلكتروني بقسم الأدلة الجنائية في شرطة الفجيرة، وتحديداً برنامج بحث الحالة الجنائية الذي يستخرج شهادات حسن السير والسلوك، حيث استفدنا في ذاك الوقت (عام 1990) من برنامج لشرطة رأس الخيمة، وطورناه، أنا وزميلي في العمل أحمد يوسف اليماحي، ثم طبقناه بمواصفات عالمية، لنستعيض به عن استخراج الشهادات التي كانت تكتب بخط اليد.
وأعتز كثيراً بنيلي شهادة خبير بصمات من وزارة الداخلية، والتي تُمنح لقلة من منتسبي الوزارة بحكم الخبرة في عمل أقسام الأدلة الجنائية، إضافة إلى تأسيس وتطوير قسم الأدلة الجنائية بشرطة الفجيرة عام 1999، مستفيداً من خبرة العمل بقسم الأدلة الجنائية بالوزارة.
* من الشخصيات التي شكلت قدوة حسنة لك؟
شخصان أمتن لهما بالكثير، أولاً بوزارة الداخلية بأبوظبي المقدم صالح محمد مدير فرع البصمات آنذاك، وكنا نلقّبه بـ«دينمو الوزارة»، إذ كان من العناصر النشطة التي تحفزنا على حب العمل وعدم التقيد بساعات محددة له وإنجاز المهام بدقة عالية، إضافة إلى الشخصية الملهمة القائد العام لشرطة الفجيرة حالياً اللواء محمد أحمد بن غانم الكعبي، الذي تعلمنا منه حب العمل والسعي الحثيث على تطوير المنتسبين، فضلاً عن الحث على الصبر لنيل ما نصبو إليه.
* أخبرنا عن موقف لا تنساه ما حييت؟
اللحظة التي وصلني فيها خبر وفاة الوالد، رحمه الله، فقد كان يمتهن حفر الطويان (الآبار)، وكان يومها يحفر في منطقة القُرية بالفجيرة لأحد الأقارب، وانهالت عليه البئر ذات صباح، هو وصاحب الأرض، ولم تتمكن قوات الدفاع المدني والشرطة وجهود المواطنين من إخراجهما حتى المساء.
صحيح أنني لم أكن أتجاوز العشر سنوات وقتئذ، ولكن بالرغم من صغر سني، إلا أنه من أصعب المواقف التي مرت علي بحياتي.
كيف تصف علاقتك بكرة القدم؟
انضممت إلى «المراحل السنية» لنادي الفجيرة في سبعينيات القرن الماضي بملاعب النادي القديمة، قبل الانتقال إلى مقر النادي الحالي، ثم تدرجت إلى أن وصلت إلى الفريق الأول بموقع «لاعب ارتكاز»، وفخور بأنني أسهمت في تحقيق صعود فريق الفجيرة إلى دوري الدرجة الأولى مرتين، أولاهما عندما كنت لاعباً في موسم 1985/1986 وسجلت الهدف الوحيد في آخر جولة بالموسم أمام رأس الخيمة، وكانت مؤجلة بسبب الأمطار، وأذكر أن فوزنا ساعد أيضاً في صعود كلباء إلى دوري الأولى، وعنونت الصحافة آنذاك «المنطقة الشرقية تعيش أجواء العيد بسبب حميد».
ماذا عن الصعود الثاني؟
في موسم 2017/2018، عندما كنت نائباً لرئيس مجلس إدارة النادي.
وما زلت أخدم النادي الذي ترعرعت فيه منذ طفولتي، وتحت قيادة مدربين أكفاء كان لهم دور في تكويننا الكروي، أبرزهم المدرب المغربي العزاوي، والمدربان المصريان إبراهيم شعلان وحمدين.
بماذا تنصح الشباب الذين يرغبون في العمل الشرطي أو العاملين به؟
أوصيهم بالصبر على العمل الشرطي، وعدم التسرع للمناصب والترقيات مهما كانت درجات الطالب العلمية، إذ نلحظ إقبالاً لافتاً على سلك الشرطة من الأطباء والمهندسين وغيرهم.
كما أنصحهم بتأهيل وتطوير أنفسهم في مجالاتهم المختلفة، دون كلل أو نظر إلى عامل السن.
ما رأيك بالتقاعد؟
فترة التقاعد هي المرحلة الأنسب للاستجمام والراحة والسفر ورحلات الصيد، وبرأيي أنه ليس نهاية المطاف لأي موظف، كما يعتقد البعض، بل هو فرصة لاكتشاف الهوايات التي لم يمتلك الموظف الفرصة لممارستها أثناء مشاغل الحياة الوظيفية.
جيهان الصافي