يطرح الشاعر خالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، مجموعة من القضايا التي تهم المبدع الإماراتي، وهو يوجه العديد من الرسائل التي تحمل مقترحات لجهات ثقافية بعينها، كوزارة الثقافة التي يقترح أن تتبنى مشروعاً يدرج المهن الثقافية كالشعر والتشكيل والمسرح والموسيقى، ضمن التصنيف المهني للإمارات، وأيضاً وزارة التربية والتعليم التي يقترح أن تسعى إلى ترسيخ الأدب الإماراتي في المنهاج التعليمي، كما تدرج تاريخ الإمارات وتراثها الثقافي وموروثها الشعبي في المنهاج المدرسي والجامعي. ومن مقترحاته أيضاً، ضرورة تنشيط حركة الترجمة، بوصفها المحرك الفعلي للطاقات الإبداعية المحلية، ولدورها في تحقيق التبادل الثقافي بين المواهب من كل أنحاء العالم.
الأدب الإماراتي
ويتساءل الظنحاني عن أسباب غياب الإبداع المحلي عن مناهج وزارة التربية والتعليم، ويقول: «لعل ما يطمح إليه الكاتب الإماراتي، هو أن يرى أدبه منشوراً في المنهاج التعليمي، وهذا يُثلج صدر المبدع، ويعزز ثقته بنفسه، ويُشعره بالتقدير الكبير لمواهبه وإبداعاته».
ويضيف: «يجب أن يطّلع الطلبة اليوم على النتاج الأدبي الإماراتي عبر مختلف المراحل منذ نشأة الدولة، مروراً بحركة التطور والتجديد التي تأثرت باتجاهات أدبية عربية ودولية، وهو مدخل لتعريف الدارسين بأسماء الكتاب الذين أسهموا في تكوين المشهد الأدبي الإماراتي وتركوا فيه بصمات فارقة».
وفي السياق ذاته، يتطلع الظنحاني إلى إدراج تاريخ الإمارات وتراثها الثقافي وموروثها الشعبي في مناهج التعليم المدرسي والجامعي، بهدف غرسه في عقول ووجدان الأجيال الإماراتية، ما يعزز الهوية الوطنية وقيم الانتماء والوفاء.
وزارة الثقافة
ويرى خالد الظنحاني أنه يجب أن تضطلع وزارة الثقافة بدور أكبر في رعاية الكاتب الإماراتي، بحيث يتقاضى المثقف منها راتباً شهرياً كباقي المهن الأخرى، ولكن بشروط أبرزها: الإجادة والكفاءة والإبداع.
ويقول: «على الوزارة أن تتبنى مشروعاً يقضي بإدراج مهن ثقافية مثل: شاعر، تشكيلي، مسرحي، موسيقار، فنان، ضمن التصنيف المهني لدولة الإمارات».
ويطالب خالد الظنحاني الوزارة بتفعيل دور المراكز الثقافية المنتشرة في أنحاء الدولة، بإقامة الفعاليات والأنشطة الدورية التي تسهم في دعم الحراك الثقافي وتحفز المثقفين على الإبداع والتميز والتفرد، وأن عليها أن تعقد اجتماعات دورية مع المبدعين من كل إمارة أو منطقة، تستطلع من خلالها آراءهم ومقترحاتهم، وتقف على أحلامهم وطموحاتهم وتحدياتهم.
وفي السياق نفسه يقترح الظنحاني أن تتبنى وزارة الثقافة مشروعاً بعنوان «صناعة النجوم» في الشعر، والكتابة الإبداعية، والمسرح، والفن التشكيلي، والغناء والموسيقى، وذلك يمثل من وجهة نظره، خطوة مهمة لدعم استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
الكتاب الراحلون
ويطالب خالد الظنحاني الجهات الثقافية الرسمية بضرورة تخليد أسماء المثقفين والمبدعين الذين وافتهم المنية، ورحلوا عنا تاركين إرثاً إبداعياً مشرفاً، من خلال إقامة متاحف وشوارع وقاعات للمؤتمرات وغيرها، تحمل أسماءهم، وتجعلهم بيننا دائماً، ليبقى ذكرهم قائماً على مر الأجيال.
ويقول: «لا يمكننا أن ننسى حق المثقفين والمبدعين الذين وافتهم المنية ورحلوا عنا، ومن حقهم علينا أن يخلدوا في ذاكرتنا، وأن يعيشوا بإبداعاتهم بيننا حتى بعد رحيلهم».
ثقافة عابرة للحدود
وفي إطار فكرة الترويج للثقافة المحلية في الخارج، يطالب خالد الظنحاني وسائل الإعلام المختلفة بضرورة تسليط الضوء على تجارب المثقفين الإماراتيين، والتركيز على البصمات الإبداعية لهؤلاء المثقفين وربطهم بالجمهور من خلال الوسائل التقليدية والوسائط الإعلامية الرقمية، التي تسهم في ترسيخ هذه التجارب محلياً، وتعبر الحدود نحو العالمية، ما يجعل الحضور الإماراتي في المحافل الثقافية العالمية والمهرجانات الدولية متميزاً دائماً، ومعانقاً للرقم 1.
ويتطلع الظنحاني إلى دور أكبر لوسائل الإعلام، بأن تقوم الصحافة المحلية بتوسيع نشاطاتها وتغطياتها الثقافية والأدبية، بما في ذلك الفعاليات الهادفة والمتميزة التي تقام في مختلف إمارات الدولة، وألا يكون التركيز منصباًعلى إمارات من دون غيرها.
ثقافية الفجيرة
ويوجّه الظنحاني رسائل واضحة إلى «ثقافية الفجيرة» بأن تقوم بتعميم فعالياتها وأنشطتها على مختلف المناطق التابعة للإمارة لتكتشف المواهب الشابة، وتحفزهم على المثابرة والعطاء من أجل إثراء المشهد الثقافي المحلي.
ويقول: «هناك ضرورة لأن تتبنى «ثقافية الفجيرة» المواهب المبدعة وتبرز نتاجاتهم الإبداعية والمعرفية، من خلال طباعة مؤلفاتهم ودعم حضورهم الإعلامي والثقافي في الساحة المحلية والعربية والدولية».
حركة الترجمة
ويشير الظنحاني إلى ضرورة تنشيط حركة الترجمة، ويرى أنها المحرك الفعلي للترويج الهادف للطاقات الإبداعية المحلية وتحقيق التبادل الثقافي بينها وبين المواهب من كل أنحاء العالم. والترجمة بحسب الظنحاني «تنشر الثقافة المحلية لتتجاوز أسوار الثقافات الأخرى، وتعرف بنفسها كجزء لا يتجزأ من حضارتنا».
وفي إطار تأكيده لدعم الحراك الثقافي يتحدث الظنحاني عن الجوائز التقديرية، ويقول: «إن أبرز ما يحتاج إليه المبدع هو لمسة تقدير ودعم ومكافأة على جهوده بجوائز تقديرية، تحثه أكثر على مزيد من المثابرة والحرص على نيل الاستحقاق الحقيقي والتميز الفعلي الذي يجب أن يكون معانقاً لمسيرته في مملكة الإبداع التي لا مكان فيها لأنصاف الموهوبين».
عثمان حسن