نظم بيت الشعر في الفجيرة التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، بالتعاون مع مجموعة “منتدى الشعراء والكتّاب”، أمسية شعرية افتراضية عبر برنامج زووم، بحضور الأديب خالد الظنحاني رئيس الجمعية والدكتور شهاب غانم مدير المجموعة، وجمهور افتراضي لافت من الشعراء والمثقفين والمهتمين.
شارك في الأمسية كل من الهنوف محمد رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وسعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، وطلال سالم الصابري، الحائز على جائزة الشارقة للشعر العربي في نسختها الـ 10، والكاتبة والإعلامية ميسون أبو بكر، والأكاديمي الدكتور محمد مقدادي، وقدمتها الشاعرة سليمة المزروعي مديرة البيت.
افتتح القراءات الشعرية الشاعر سعيد الصقلاوي الذي تغنى بقصائد وجدانية ومما قرأ:
“عادَ القطارُ ولمْ تعودي/ لكنْ وجودُكِ في وجودي/ يمضي النّهارُ بِلا وعودٍ/ والمساءُ بِلا وعودِ/ وأنا أحدّثُ فكرتي طَوراً/ وأستدعي شرودي/ ماذا… وماذا… ثم ماذا…/ فالربيعُ بِلا ورودِ/ وهواجِسي تَتْرى تَجيئُ/ ومَرةً يحْلو نشيدي/ وحفيفُ أشجارٍ يؤانسُني/ ويسألُ في برودِ الْمقعدُ الخالي/ وأعمدة الإنارةِ/ في هجودِ النّاسُ واللحظاتُ والجدرانُ/ أعْيُنُهمْ شُهودي..”
الشاعرة الهنوف محمد قرأت قصائد عاطفية وأخرى تحمل أبعاداً إنسانية تفاعل معها الحضور، ومن قصيدة “ذاتية” قرأت:
“جئتني فلم أجدني/ تركت حذائي خلف الباب/ فلم أجد سوى خطوات أقدام/ قد لا تكون لي/ تركت قلادتي على النافذة/ فظلَّ قلبي يخفق خارج قفصي الصدري/ بحثت عني ثانية/ فوجدت الأحزان ممدودة ذراعاها / كالأشرعة التي لا ميناء لها/ جئت أبحث عن نفسي ثالثة/ فوجدت الآخرين/ يشغلون جميع الأماكن/ فلا مكان لي عندي/ الآخرون هم الجحيم..”.
وأبدع الشاعر طلال سالم بأعذب القصائد الوجدانية الحالمة، ومن قصيدته “لا شىء” قرأ:
لا شيء إلا موعدٌ متسامي
وغواية أخرى على أحلامي
جاءت قبيل الفجر تنشد عطرها
وتتوه في روح الشقي الظامي
جاءت كبعض الشعر يأفل كونه
ويضيع في عينيه كل كلامي
زمنٌ يشيب به المدى وكهولةٌ
ضافت على وجهٍ هناك ملامي
وأنا على تعب السنين أمرني
ولهاً على وجع الرصيف الدامي
فقرٌ به بعض ابتساماتٍ أتت
وتلوح بالأحلام في الأنغام
الشاعرة ميسون أبو بكر أطربت الحضور بقراءاتها الشاعرية التي أبدعتها، ومن قصيدة “سماء ثامنة” قرأت:
“يبحثون عنك في دفاتري/ يقرأون آخر ما كتبت/ ويتسللون إلى الكلمات التي لم أكتبها بعد/ تلك التي بقيت في بنات أفكاري/ يبحثون عنك تحت أظافري/ وعلى جلدي الرطب بعطرك المعتق/ كل كلمةٍ كتبتها هي كمين يرشدهم إليك/ وكل وردةٍ زرعتها على وسادتي تحمل بصمتك/ وكل قبلة منحتني لم أنج من سكرتها/ وكلما حاولت تضليلهم/ استدلوا عليك بحواسي التي تستيقظُ قربك..”
الشاعر الدكتور محمد مقدادي شارك الجمهور بشِعره المتفرد، ومن قصيدة “وحدي”، حيث قرأ:
“وحدي أهيم/ على دروب الرمل/ منكسر الخطى/ وأسير وحدي/ وجع يحاصر ما أتوق له/ من الحلم القديم.. وأشتهي/ أن تحتمي امرأة/ بظل قطوفي الأولى/ وترفع في حضور الموج/ أشرعة العناق/ وحدي/ وأشرب ما يتاح من السراب لأرتوي/ مملوءة قربي بماء الصبر، والسلوان/ وحدود منفاي البلاد/ ولا أرى/ إلاي في ساح الوغى/ وحدي”.