حمل مجموعة غواصين في مركز الفجيرة للمغامرات على عاتقهم مسؤولية دعم وإثراء الحياة البحرية عبر بناء شعاب مرجانية اصطناعية في مياه البحر قبالة الساحل الشرقي للدولة تم جلب أساسها من شعاب مرجانية طبيعية.
وبحسب تقرير أعده ألكسندر كورنويل لوكالة «رويترز» الإخبارية، فإن الغواصين يأملون أن تؤدي مبادرتهم لعودة الحياة البحرية التي تدهورت على مر السنين بسبب تغير المناخ وعوامل أخرى عديدة، إذ قام الفريق رفقة متطوعين آخرين بزراعة أكثر من 9000 مرجان على مساحة تقدر بـ600 متر مربع خلال العام الماضي وفي غضون خمس سنوات، يأملون تغطية 300 ألف متر مربع بنحو 1.5 مليون من الشعاب المرجانية.
وأفاد الغواص سعيد المعمري لوكالة «رويترز» بأن بيئة المياه في المنطقة خصبة لنمو الشعاب المرجانية وقد بدأ هذا التنوع بالانتشار وساعد على إعادة الحياة البحرية، علماً أن الشعاب المرجانية بيئة ثرية وخصبة لبقاء العديد من الأنواع البحرية، كما أنها تعمل حاجزاً ضد الموجات التي يمكن أن تساعد على الحد من التآكل.
تغير المناخ
وكما هو الحال في أماكن أخرى، عانت الشعاب المرجانية في الإمارات تدهوراً كبيراً على مدى العقدين الماضيين ويرجع ذلك في الغالب لعوامل تغير المناخ واستصلاح الأراضي.
ويطمح الفريق إلى أن تساهم الشعاب الاصطناعية في استعادة الشعاب المرجانية الطبيعية موطن الحياة البحرية ناهيك عن مكافحة تبيض الشعاب المرجانية (فقدان لونها)، وأي تدهور آخر يسببه تغير المناخ.
وأعرب عالم الأحياء البحرية والأستاذ المساعد في جامعة نيويورك بأبوظبي، جون بيرت، أن الأمر قد يستغرق ما بين 10 و15 عاماً حتى تبدأ مستويات بتأثير ملحوظ من الشعاب المرجانية الطبيعية في الشعاب الاصطناعية، قائلاً: «هذا البرنامج سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يتمكن من إثبات فعاليته في ما يتعلق بإعادة تأهيل الشعاب المرجانية».
ووفقاً لرويترز، يحظى المشروع في الفجيرة بدعم حكومي بخبرة فنية تقدمها وزارة تغير المناخ والبيئة وفي الفجيرة توجد معظم مواقع الغوص الشعبية القليلة في الإمارات ويأمل المسؤولون أن تساعد الشعاب المرجانية على تعزيز مصائد الأسماك المستدامة والسياحة البيئية.
وقال أحمد الزعابي، مدير إدارة بحوث البيئة البحرية بوزارة التغير المناخي والبيئة: «إننا نعيد إنشاء بيئة ونظام الشعاب المرجانية التي ستستعمرها الأسماك وتزيد التنوع البيولوجي وتصبح موطناً لأنواع أسماك مهددة فضلاً عن تهيئتها لتصبح بيئة جميلة لسياحة الغوص».
اليازية البدواوي