يومان في أحد الكهوف أمضاهما الشاب حمد المرشودي بعد ضياعه إثر رحلة قطعها بين جبال مسافي سيراً على الأقدام بعد أن سحرته أجواء الشتاء، دون أن يكون معه أي وسيلة تواصل، أو ما يكفي لبقائه على قيد الحياة.
المرشودي روى لـ«البيان» تفاصيل مغامرته التي بدأت نزهة ممتعة وانتهت خوفاً تحت وابل الأمطار الغزيرة وأصوات الرعد القوية، لتصل إليه في الوقت المناسب يد منقذي شرطة الفجيرة وتقدم له الرعاية الصحية الطارئة وتعيده إلى بيته.
يقول المرشودي: «قررت عصر يوم السبت الماضي الخروج في نزهة على الأقدام بين جبال مسافي في ظل الأجواء الجميلة التي غطت المنطقة، فمشيت ساعات دون أن أدرك الوقت حتى وصلت إلى مسافة بعيدة جعلتني أفقد المسار الصحيح وأضيع بين الجبال، حاولت الرجوع إلى مساري ولكني لم أستطع، وحل الظلام وبدأ الخوف يتسلل إليّ، فبدأت بترديد آيات وسور وأدعية، وطلبت من الله عزّ وجل أن يرجعني إلى أهلي سالماً، وكان أملي بالله كبيراً ثم بالجهات الأمنية وإمكاناتها العالية بأن يتم إنقاذي، فالجلوس بين الجبال في الليل أمر مخيف ولكني توكلت على الله».
وأضاف: «ساعات مرت وبدأ الطقس في التغير وأصوات الرعد والبرق تدوي في السماء، أسفرت عن هطول الامطار الغزيرة، فاحتميت في كهف جبلي من المطر والرياح الباردة حتى استقرت حالة الطقس، والحمد لله ثم الشكر الكبير لفرق الإنقاذ في شرطة الفجيرة، الذين وصولوا إليّ وأنقذوني، لأعود صباح يوم الاثنين الى عائلتي بصحة وسلامة».
وأشار الشاب حمد إلى أن خروجه دون هاتفه النقال للتنزه في الجبال كان مجازفة كبيرة، حيث توجه إلى مكان جديد جعله يضل طريقه ويعيش مشاعر الخوف يومين، ويأمل ان تكون قصة فقدانه رسالة تنبيه للجميع بأخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة والتعمق في الدخول الى الجبال للحفاظ على سلامتهم.
وكانت شرطة الفجيرة نجحت في العثور على الشاب المفقود وإنقاذه بعد أن علق ليومين في الجبال، وذلك إثر عملية مسح شاملة للمنطقة الجبلية.
وقد حرصت الجهات الأمنية على بث تحذيرات بضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء ارتياد المناطق الجبلية، محذرين من عدم التعمق في الدخول إلى الأماكن البعيدة والمرتفعة، وأهمية التزود بوسائل الاتصال اللازمة والضرورية وخصوصاً الحديثة والذكية منها، التي تبين إحداثيات الموقع، للتمكن من إبلاغ الجهات الامنية في حالات الطوارئ، وضرورة أخذ حقيبة إسعافات أولية، ومستلزمات الرحلات البرية المعروفة، إلى جانب إخبار قريب أو صديق عن الرحلة ومسارها، بأخذ احتياطات الأمن والسلامة والاستزادة بالماء والطعام، وأجهزة الملاحة.
عائشة الكعبي – البيان