الأمكنة التي تضج بالذكريات، ويسافر عبقها عبر الزمن تجمع العابرين على ضفافها لاستكشافها من جديد، هكذا صوّب نحو مائة مصور فوتوغرافي ورسام إماراتي وعشرين آخرين من جنسيات عربية وأجنبية من الهواة كاميراتهم، نحو تفاصيل الحياة في السوق القديم في منطقة خورفكان، وتزاحموا على ميناء الصيادين الذي لا يزال يحمل بين جنباته حكايات البحر، والمراكب التقليدية التي تبحر وتعود بالخير الوفير، حيث أراد صاحب المبادرة المصور الفوتوغرافي عبدالله الأستاد أن يروج لهذين المكانين، ليروي كل واحد منهما حكايات غائبة تزدحم بذكريات الزمن، فتتقافز إلى الذهن أصوات من سكنوا هذه الأمكنة، ومن ظلوا على وفائهم الكبير للميناء والسوق القديم الذي لم يتغير عن الماضي ولم يزل يستقبل العابرين بحفاوة بالغة.
يقول عبدالله الأستاد: هذه المبادرة تحمل عنوان «خورفكان التمشية الفوتوغرافية»، بمشاركة نحو 120 مصوراً فوتوغرافياً من الإماراتيين والعرب والأجانب، من بينهم 10 رسامين وضعوا بريشتهم خطوطاً وألواناً لهذين المكانين عبر لوحاتهم، فضج المكان بالفن واعتمر بعيون ترصد وتوثق وتعيد للمكان هيئته، فجاءت الصور واللوحات معبرة عن الجمال الذي يكتنزه ميناء الصيادين، والسوق القديم، لافتاً إلى أنه في خضم هذه الاحتفالية كان الفنانون يتبادلون الخبرات ويدور بينهم حوار حول ذاكرة المكان ومدى اتساعه وجماله.
ويذكر الأستاد أنه اختار ميناء الصيادين لأنه لم يزل على هيئته القديمة، وعلى شطآنه تسكن المراكب التقليدية جنباً إلى جنب مع المراكب الحديثة، فضلاً عن الأجواء التي تسكنه، مشيراً إلى أنه اختار أيضاً السوق القديم لكونه يمثل جزءاً مهماً من هذه المنطقة، احتفالاً بهذا السوق الذي يعبر عن تاريخ عريق بدكاكينه العتيقة وعبقها الثري، لتوثيق ثقافة المكان وتجديد ذكرى السوق والميناء في أفئدة الناس.
اشرف جمعة – الاتحاد