تدير آمنة الملا، 18 عاماً، وهي من ذوي الهمم مصابة بمتلازمة داون، كافيه «فيقو» في مدينة خورفكان بإمارة الشارقة، برفقة شقيقها أحمد عبدالله الملا، 25 عاماً، وما يميز هذا الكافيه أن من يعد لك القهوة شخص ذو شخصية قوية ومرحة كما يُعدّها بحب وثقة، وهي التي عرفت بوسائل التواصل الاجتماعي بـ«أمونة».
وتعتبر «أمونة» أحد عناصر فريق العمل المميزين بالكافيه، ولقيت ترحاباً كبيراً من المواطنين والمقيمين الذين قدموا خصيصاً لرؤيتها وهي تعد وتقدم المشروبات والطلبات داخل الكافيه، وقال شقيقها عبدالله «تم افتتاح الكافيه منذ أقل من أسبوع إلا أن التشجيع الذي لاقته آمنة كبير جداً وعدد من جاء من جميع الإمارات وصل لـ60 شخصاً، وقاموا بالتقاط الصور معها أثناء إعدادها القهوة تحفيزاً لها».
وتابع «لم أتوقع حجم التشجيع وزرع الحب والثقة في أمونة من قبل المجتمع، فقد اختلف الواقع أمام أصحاب الهمم بشكل كبير جداً حتى أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، وهو داعم لهم بشكل كبير».
وعن سبب إشراك آمنة في مشروع الكافيه، أوضح «أريد أن أدخر لأختي المال أولاً فهم بحاجته بشكل متساوٍ مع الأشخاص الآخرين، على الرغم من دعم الدولة لهم بشكل خاص والاهتمام بهم إلا أنني أردت أن تنجز وتكسب المال بعد جهد منها لتشعر بأهميتها وكذلك بمسؤوليتها».
وأشار الى أن ذوي الهمم من أكثر الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية، خصوصاً مع تقدم سنهم، إذ ستؤمّن هذه الوظيفة لها المال الذي قد تحتاجه مستقبلاً، بالإضافة لتشجيع والديه له بأن يدمج شقيقته في المجتمع، فقد فتح لها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تشاركه في البث ولديهما جمهور كبير، فعفوية شقيقته جذبتهم لها، الأمر الذي شجعه على فتح الكافيه.
وأضاف الملا أن «آمنة لم تواجه أية صعوبة فهي تعمل بشكل طبيعي لمدة أربع ساعات يومياً، ولكنها تصر في بعض الأحيان أن تكون فترة عملها أكثر من ذلك لحبها للمكان وإحساسها بالمسؤولية، كما أن معلماتها في مدرسة خورفكان لتأهيل ذوي الهمم يدعمنها عن طريق إرسالها لمدة ساعة أثناء دوامها الدراسي حتى تدير الكافيه، ومن أجل تقضية وقتها في المكان الذي تحب وتكون مثلاً رائعاً وإيجابياً لأقرانها في المدرسة ترفع من همّتهم وتعطيهم الأمل في الإنجاز».
ونوّه الملا أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر، وما سوى ذلك لا يحتاج سوى الدعم والتوجيه، مشيراً إلى أن أصحاب الهمم، ومنهم متلازمة داون يحتاجون إلى رعاية، ولديهم أشياء كثيرة مميزة بحاجة لاكتشافها فيهم، حتى إننا نتعلم منهم نحن الأسوياء نقاء قلوبهم وقوة شخصيتهم.
«فيقو»
قال عبدالله الملا إنه كان يريد تسمية الكافيه بـ«كافيه أمونة» إلا أن التسمية رفضت من الجهات الرسمية، فقام بتسميته بالأغنية التي تحبها أمونة، وهي «فيقو» التي ترددها دائماً حتى وهي تعد القهوة لزبائنها.
سمية الحمادي – الإمارات اليوم