على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من إمارة الفجيرة، وبالقرب من حدود سلطنة عمان، تطل قرية أوحلة بقلعتها الأثرية الجميلة.
يبلغ عدد سكان قربة أوحلة نحو 1300 نسمة، وتحاط القرية بسلسة من جبال وأودية وواحات نخيل متناثرة، أضفت منظرا جمالياً جاذباً لزوار المنطقة.
“قلعة أوحلة” تتميز بكونها بنيت من بقايا مبنى دفاعي محصن، يعود تاريخه إلى فترة عصر الحديد في الألفية الأولى قبل الميلاد.
وبحسب مدير عام هيئة السياحة والآثار بالفجيرة سعيد السماحي، فإن قلعة أوحلة رُمّمت بين عامي 2003 و2005 بهدف المحافظة على المعالم الأثرية وحفظها من الاندثار، فأصبحت من أبرز معالم الفجيرة بعد ترميمها، حيث يتردد عليها الكثير من الزوار والسياح من كافة أنحاء العالم.
زادت الأهمية التاريخية والأثرية للمنطقة، بحسب السماحي، عقب اكتشاف بعثة فريق الآثار من جامعة سيدني بالتعاون مع إدارة التراث والآثار في الفجيرة عام 1996، حصناً يعود تاريخه إلى العصر الحديدي بنيت القلعة على أنقاضه، حيث تم اكتشاف الحصن بعد أن لاحظت البعثة وجود جدران سميكة ومغايرة للقلعة الإسلامية، وكذلك وجود قطع كثيرة من الفخار كانت منتشرة على الأرض والتي تم تحديد إنشائها إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
وتبلغ أبعاد الحصن (50X1٠٠ متراً) وسمك جدرانه بحدود (2.4 متر) وله مدخل ضخم وبرج مراقبة، ويعد من أكبر الحصون التي كُشف النقاب عنها في العصر الحديدي جنوب شرقي الجزيرة العربية، كما أن الشكل المعماري للحصن يعطي انطباعاً بأنه مستوحى من جدران المدن الآشورية (نينوى، نمرود وآسور) في شمالي العراق، ولعل هذا ما يؤكد علاقة المنطقة بحضارة العراق القديم والتي عبر عنها أحد النصوص المكتوبة في نينوى.
ويتألف تصميم قلعة أوحلة من بوابة كبيرة عرض مدخلها متر وارتفاعها (2.5 متر)، ويلي المدخل ردهة مستطيلة الشكل مخصصة للزوار، وسقفت من جذوع النخيل، وبداخل القلعة سلالم تصعد بالزائر إلى الدور الثاني ويمكن منها الوصول إلى برج دائري كبير الحجم، يبلغ ارتفاعه 11 متراً وقطره من الداخل 9 أمتار، حيث يتمركز الحراس والرماة، فيما يقع مقر القيادة في الطابق الثاني، وفيه شرفة وفتحات صغيرة لدخول الضوء والهواء.
وعلى غرار تصميم كافة القلاع والحصون المنتشرة في إمارة الفجيرة، توجد في فناء قلعة أوحلة غرفتان، إحداهما تقع على يسار مدخل غرفة الزوار، مستندة إلى الجدار الشرقي للسور، بينما تقابلها الغرفة الثانية التي تستند إلى جدار السور الغربي، وفي الخارج يوجد مجلس مستطيل الشكل جدرانه مزينة من الداخل، إضافة إلى بئر ماء عميقة في الركن الشمالي الغربي من القلعة، ويقدّر عمر القلعة ما يقارب الـ250 سنة.
وترجع تسمية المنطقة بـ”أوحلة” وفق الروايات التي يتناقلها أهالي المنطقة عن أجدادهم إلى انتشار المناطق الوحلية التي تُحدثها الأمطار الغزيرة، ولهذا السبب درجت تسميتها بمنطقة أوحلة، المشتقة من كلمة وحل.
العين الإخبارية