قال المهندس محمد سيف الأفخم، مدير بلدية الفجيرة، إن الإمارة تشهد الكثير من الخطط التطويرية الشاملة وستشهد خلال الفترة المقبلة افتتاح وتدشين مشاريع واعدة.
موضحاً أنه بفضل جهود ودعم القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حققت الإمارة عدة إنجازات على جميع المستويات والمجالات، وكان لبلدية الفجيرة دور ملموس في تنفيذ توجهات الحكومة وترجمة الرؤية إلى واقع ملموس لدفع عجلة التنمية والازدهار.
وقال الأفخم في حوار مع «البيان»: إن البلدية تكمل عامها الـ 50 في خدمة الجمهور، موضحاً أنه في بداية العام الجديد تم الاطلاع على تصاميم هندسية لمبنى مستدام وأخضر للبلدية سيتم إنشاؤه في الموقع الحالي نفسه، ليكون بحلة جديدة وبتصاميم عصرية وخدمات جماهيرية إلكترونية .
إضافية، قائلاً: «ارتأينا أن نخطو إلى الأمام لكي نستوعب متطلبات المرحلة المقبلة بتقديم خدمات متميزة في مبنى صديق للبيئة يصمم وفق أعلى المعايير العالمية، تماشياً مع التطور الذي تشهده الإمارة».
محطة رئيسية
وكشف الأفخم عن توقيع اتفاقية حجز حرم مسار مشروع السكك الحديدية بين بلدية الفجيرة وشركة الاتحاد للقطارات المطور، المشغل لشبكة السكك الحديدية الوطنية في الإمارات، تتضمن إقامة محطة قطار للركاب والشحن بمساحة بناء تقدر بنحو 35 ألف متر مربع المزمع إنشاؤها في مدينة الهلال المقابلة لميناء الفجيرة، لتكون المحطة الرئيسية لخدمات النقل اللوجستية.
موضحاً أن مشروع قطار الاتحاد سيحقق نقلة نوعية، ما سيسهم في التعزيز من مسيرة التنمية الاقتصادية بالدولة وإمارة الفجيرة.
معايير عالمية
وأكد أن مدينة محمد بن زايد تعد الأولى من نوعها في الإمارة التي تقع في منطقة الحيل القريبة من شارع الشيخ خليفة، حيث روعيت فيها أعلى المعايير العالمية والبيئية في تصميمها، تشمل 1100 وحدة سكنية على مساحة 2.15 مليون متر مربع على بعد 3 كيلومترات من مطار الفجيرة.
حيث تم الانتهاء من إنجاز المساكن بالكامل بنسبة 100% وتزويدها بأجهزة التكييف والمظلات المخصصة لمواقف السيارات، ورصفها بأرضيات من الإنترلوك وتركيب خزانات الماء، لتوفير البيئة المناسبة التي تسهم في استقرار وراحة قاطنيها.
وقال إنه جارٍ العمل على البنية التحتية من كهرباء وصرف صحي وطرقات، وسيتم أيضاً توفير كل المرافق الخدمية للمدينة من مساجد ومدارس ومركز صحي ومركز للدفاع المدني، لمواكبة المعايير الحضارية للمدن بما يتناسب مع الواجهة التنموية للدولة، التي تعكس جهود القيادة الرشيدة وحرصها على توفير سبل الراحة للمستفيدين بها من المواطنين بعد تسليم المساكن لهم.
وثمّن الأفخم الدعم الكبير الذي توليه لجنة مبادرات رئيس الدولة بمشاريع البنية التحتية والمساكن بإمارة الفجيرة التي تعزز من المسيرة التنموية وتتماشى مع النهضة التي تشهدها البلاد.
ووجّه الشكر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على اهتمامهما الكبير ودعمهما اللامحدود بتوفير مقومات العيش الكريم والحياة المستقرة لكل أسرة إماراتية.
خدمات إلكترونية
أضاف: «نسعى خلال شهر مارس المقبل إلى افتتاح مركز خدمة عملاء خارجي وشامل في مركز التسوق بالفجيرة مول، سيعمل طوال أيام الأسبوع، لتقديم باقة من الخدمات لتخليص المعاملات بسرعة في أجواء من الراحة بعيداً عن الأجواء الرسمية، لتشكل خطوة مهمة نهدف من ورائها إلى تقديم خدمات ميسرة للجمهور، حيث بإمكان المتسوقين وزائري المول إنهاء معاملاتهم بكل يسر وسهولة من دون الحاجة إلى مراجعة مبنى البلدية».
وأعرب عن سعادته بفريق العمل في البلدية وعن نجاح برنامج الخدمات الإلكترونية الذي استطاع إنجاز أكثر من 216 ألف خدمة منذ انطلاقه، منها 70 ألفاً و167 خدمة إلكترونية أنجزت في العام الماضي
مُضيفاً: «استطعنا تحقيق نجاحات متتالية في تدشين خدمات إلكترونية وأخرى ذكية وخدمات خارج مبنى البلدية منها خدمة دريشة النافذة المبتكرة التي تتيح للمراجعين تلقي الخدمة وهم في سياراتهم وإنجاز المعاملات في وقت قياسي لا يتعدى7 دقائق.
حيث أنجزت النافذة المبتكرة منذ إطلاقها 13 ألفاً و579 معاملة منجزة، منها 4882 معاملة في عام 2018 و5262 معاملة في عام 2017، وسهلت خدمة «دريشة» كثيراً على كبار المواطنين وأصحاب الهمم إنجاز المعاملات بكل سهولة ويسر، وندرس حالياً التوسع في الخدمة في موقع آخر لتلبية احتياجات المراجعين للبلدية».
واستطرد: «هذا النجاح يدفعنا دوماً لمواصلة خططنا التطويرية مواكبة لاحتياجات العصر وتجسيداً لرؤية الإمارات لاستشراف المستقبل بوضع الخطط الاستباقية البعيدة المدى لتحقيق إنجازات نوعية، خاصة أننا من أولى الجهات بالإمارة التي حوّلت خدماتها إلى ذكية من خلال تطبيق سمارت فجيرة».
ندرة الأراضي
تابع مدير بلدية الفجيرة تصريحاته قائلاً: «هناك تحديات تواجهنا وتدفعنا دوماً، نحن بلدية الفجيرة، إلى البحث عن حلول ناجعة من أجل أن نواصل مسيرتنا نحو الأمام، التي من أبرزها ندرة الأراضي السكنية والخدمية في الإمارة، ولدينا توجّه جديد في عام 2019 بتقليص مساحات الأراضي الممنوحة للمواطنين في ظل التضاريس الجبلية الصعبة التي تشكل جغرافياً معظم معالم الفجيرة.
حيث نهدف من وراء هذا التوجه إلى سرعة توفير المساكن المناسبة للأسرة المواطنة في المناطق التي تندر فيها الأراضي السكنية، تماشيا مع الأجندة الوطنية وحكومة الإمارات بتلبية احتياجات المواطنين في المناطق الصالحة والمهيئة للسكن وفق بيئة صحية ومعايير عالمية».
وجهة سياحية
وعن افتتاح منتجع بلو دايموند السلام على كورنيش الفجيرة قال الأفخم إن افتتاح المنتجع يمثل إضافة رفيعة المستوى إلى قطاع الضيافة والفندقة في الإمارة، وسيسهم في تعزيز مكانة الفجيرة بوصفها وجهة سياحية مهمة، كما سيلبي حاجة السياح وزوار المنطقة، خاصة أن الإمارة تتمتع بجاذبية عالية لطبيعتها الخلابة وموقعها الجغرافي.
وتضاريسها المتنوعة من جبال وسهول وشواطئ، حيث باتت الفجيرة مقصد آلاف السياح والزوار من داخل الدولة وخارجها، الذين يرغبون في الخصوصية والهدوء، الأمر الذي يصل بمعدلات الإشغال بالفنادق خلال العطلات والإجازات إلى 100%، وأصبحت الإمارة في حاجة إلى فنادق تخدم وتلبي هذا الإقبال.
جسور وأنفاق
واستطرد: «هناك عمليات تحديث للطرق بالإمارة وفق مواصفات عالمية تنفذها وزارة تطوير البنية التحتية، أبرزها شارع حمد بن عبدالله، حيث تعمل على إعادة هيكلة الطريق ورفع كفاءته وتوسعته لـ 3 حارات ليستوعب الزيادة المطردة في عدد السكان ويمنع الاختناقات المرورية.
وتم إزالة الدوارات واستبدالها بجسور وأنفاق وممرات للمشاة وإضافة إشارات ضوئية، الأمر الذي سيغير قريباً من ملامح الإمارة لتكون في أبهى صورها في نهاية عام 2019، وسيعمل على إحداث ثورة تنموية كبيرة وتطور ملموس في البنى التحتية».
ومؤخراً تم التوقيع لإقامة نفق يمتد في الطريق المقابل لميناء الفجيرة التي تقوم بتنفيذها وزارة تطوير البنية ضمن شبكة الطرق الجديدة، بالتنسيق مع دائرة الأشغال والزراعة بحكومة الفجيرة، لخدمة الأحجام المرورية التي سوف يولدها مشروع توسعات ميناء الفجيرة، ليستوعب الزيادة الكبيرة في عدد المركبات ويحقق الانسيابية ويمنع الاختناقات في المكان.
شاطئ المظلات
وعن خطط تطوير شواطئ الفجيرة، قال مدير البلدية: «خططنا التطويرية التي تستهدف شواطئنا جاءت انطلاقاً من حرص الحكومة على تطوير كل المرافق السياحية، التي تهدف إلى إسعاد المجتمع وتحقيق أرقى مستويات العيش والرفاهية والخدمات الحديثة التي تلبي تطلعات الناس واحتياجاتهم».
متنفس عائلي
قال محمد الأفخم: «نركز حالياً على تطوير شاطئ المظلات بوصفه متنفساً عائلياً يستقطب مئات الزوار، حيث جرى زراعة المساحة الأمامية للشاطئ بأشجار النارجيل، وإقامة ممرين لركوب الدراجات الهوائية ولممارسة رياضة المشي على طول امتداد المكان، كما تم وضع حواجز حديدية في الأماكن المخصصة للجلوس واللعب، لتأمين سلامة مرتادي المكان ومنع السيارات من الدخول.
أما منطقة المظلات فجارٍ العمل على تطويرها لتعزيز إمكانات المكان السياحية ليكون واجهة بحرية تتيح لرواده فرصة ممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية والرياضية وفقاً للمواصفات العالمية، وسيشمل المكان عدداً أكبر من المطاعم والكافيهات المتنقلة وأماكن مخصصة للشواء وتجديد جميع المظلات في المكان بأخرى حديثة».
عائشة الكعبي_البيان