يعاني عدد كبير من الصيادين في كلباء الركود الذي أصاب مهنتهم، بسبب تراجع مردود الصيد القائم على سمكة «الخيل» منذ فترة ليست بالقصيرة، مؤكدين أن هذا الموسم هو الأسوأ في مواسم صيد «الخيل» منذ سنوات طويلة، وأن عليهم مسؤوليات تتمثل في أجور البحارة والنواخذة، وأعباء السكن ونفقات عملية الصيد من بترول ومأكل ومشرب، بينما لم يعد صيد سمكة الخيل مجدياً، وفي ذات الوقت لا يمكنهم تغيير طريقة صيدهم، لكون الصيد بالقراقير أو بالألياخ أو بالتحويطة يحتاج إلى مستلزمات صيد جديدة، وعمال متخصصين في كل طريقة على حدة، وهذا أمر مكلف بالنسبة لهم، ويعد فوق طاقتهم وإمكانياتهم المحدودة للغاية، وطالب الصيادون بضرورة أن تنظر الجهات المسؤولة إلى أوضاعهم الصعبة وتخصص لهم معاشاً شهرياً ولو رمزياً لتأمين معيشتهم.
وعلى صعيد متصل، اعتمد 250 صياداً في الفجيرة طرق صيد بديلة لسمكة الخيل بسبب ندرة وجودها في الوقت الحالي، وأكدت جمعية الصيادين في الفجيرة أن الصيادين لديها، وبنسبة 100 % يعملون بجميع طرق الصيد، فإذا تراجعت أسماك الخيل في موسمٍ ما، اصطادوا بالقراقير، أو بالألياخ، فإذا عزت وندرت اصطادوا بالتحويطة، إلا أن الصياد يحتاج إلى تأمين حياته ومعيشته بطرق ليست ذات صلة بمهنة الصيد.
وقال إبراهيم يوسف، رئيس جمعية الصيادين في كلباء: هناك معاناة شديدة يعانيها صيادو سمكة الخيل في هذا الموسم، و معاناتهم ليست جديدة فهي ممتدة منذ الموسم قبل السابق في 2017 حيث بدأت أسماك «الخيل» في التراجع شيئاً فشيئاً، وباتت طريقة الصيد عبئاً كبيراً على جموع الصيادين في كلباء، ويعمل في صيد سمكة «الخيل» بكلباء 250 إلى 300 صياد من إجمالي 380 صياداً مسجلين في الجمعية، وفي المواسم السابقة على موسم 2017 قبل الماضي، كان إنتاج الصيادين في اليوم الواحد ما بين 70 إلى 80 طناً، أي نحو 180 ألف سمكة «خيل» في اليوم الواحد مختلفة الأحجام والأوزان، في حين تصل كميات الإنتاج حالياً في ذروتها من 3 إلى 5 أطنان في اليوم، ما كان سبباً في امتناع المئات عن الخروج للبحر، خوفاً من الخسائر التي قد لا يستطيعون تحملها.
وذكر أن سمكة «الخيل» شهدت تراجعاً في الكميات التي يتم اصطيادها من موسم شهر سبتمبر 2017، حيث تراجعت وقتها من 80 إلى 50 طناً يومياً، ثم في موسم 2018، انخفضت الكميات التي تم اصطيادها إلى 30 طناً في اليوم، ثم 10 طناً فأقل خلال الأشهر القليلة الماضية.
واقترح أن يكون للصياد معاش ولو رمزي.
وقال أحمد الهاشمي نائب رئيس جمعية الصيادين في الفجيرة: على الرغم من أن 250 صياداً مسجلين في الجمعية يقومون بصيد سمكة «الخيل» من إجمالي ما يزيد على 400 صياد، إلا أنهم لا زالوا يعملون، ولكن بعد أن غيروا طريقة صيدهم لأنواع أخرى من الأسماك، مثل الكنعد والشعري، والصال والكوفر وغيرها، وقد سجلت الإحصاءات السابقة خلال الموسمين السابقين، أن حصيلة الكميات التي تم صيدها من سمكة الخيل في ميناء الرغيلات بالفجيرة من 80 إلى 100 طن في اليوم الواحد، الآن ندرت وبشكل كبير، وأصبح الصياد متردداً في الخروج للصيد، لأن حصيلة صيده لا تتجاوز 300 سمكة في اليوم، وسعر السمكة 7 دراهم و35 فلساً، وهو ما لا يغطي نفقات رحلته. وطالب الهاشمي، بإيجاد حلول تحمي الصياد المواطن وتسهم في استقراره، وقال: نتمنى أن يتحقق هذا الاستقرار على مستوى الفجيرة والدولة بشكل عام خلال هذا العام، بتوفير معاش لكل صياد ليس له وظيفة في الحكومة، ولو مجرد معاش بسيط يشعر معه الصياد، وعائلته بحالة من الاستقرار والأمان.
السيد حسن _ الاتحاد