أكد اللواء محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة، أن القيادة حققت العام الماضي نجاحات لافتة في المجالات الأمنية والمرورية والخدمة المجتمعية، إلى جانب حصولها على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية؛ تعزيزاً للنهج الذي تتبعه، مشيراً إلى أن شرطة الفجيرة تمكنت من تحقيق نسبة أمان عالية؛ حيث بلغت 100%؛ بعد أن نجحت في خفض الجرائم المقلقة بنسبة 32 %، وتراجع عدد وفيات الحوادث المرورية إلى 11 حالة، إلى جانب أن 97.3% من المتعاملين ومراجعي القيادة أبدوا رضاهم التام عن الخدمات المتميزة، التي قدمتها شرطة الفجيرة العام الماضي.
وأرجع في حوار مع «الخليج»، فضل النجاحات التي حققتها إدارته إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ومتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، إلى جانب منهجية العمل بروح الفريق الواحد، وتحديد ووضوح الأهداف؛ طبقاً للاستراتيجية، التي تهتدي ببوصلتها القيادة.
وأكد أن استخدام القيادة لآليات عمل ذكية، إلى جانب كاميرات مراقبة، ونجاحات إدارة مسرح الجريمة وغيرها من أساليب السيطرة الأمنية المتطورة؛ ساهم بشكل فاعل في زيادة القبضة الأمنية، وتحقيق الأمن والأمان، مشيراً إلى أن إدارته تعمل بطاقة 110 كاميرات مراقبة بعد إضافة 40 منها العام الماضي، وأن إدارة مسرح الجريمة نجحت العام الماضي في ضبط 451 أثراً بنجاح تام، فضلاً عن نشر 52 راداراً بالشوارع الرئيسية؛ لتحقيق السلامة المرورية، منوهاً بأن الفريق الشرطي المختص نجح في الحد من مخاطر قيادة الدراجات النارية من قبل بعض الشباب المتهورين؛ بعد أن تم ضبط 796 دراجة مخالفة العام الماضي، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين، فيما تعامل قسم الشرطة المجتمعية مع 40 قضية أسرية، ونجح في معالجة 39 منها قبل وصولها إلى المحاكم. وتالياً نص الحوار:
الكعبي يتحدث ل «الخليج» (تصوير: مشتاق سعيد)
* ما أبرز إنجازات شرطة الفجيرة خلال الفترة السابقة والمشاريع التي تحققت؟
– لا شك أن القيادة العامة لشرطة الفجيرة تعمل بجد في مجالات أساسية؛ تشمل: الأمن والمرور وخدمة مجتمع، والشاهد أن القيادة تمكنت في جبهة الأمن من تحقيق نسبة أمان عالية بلغت 100% إلى جانب انخفاض ملحوظ في عدد الحوادث المميتة، وبالتالي انخفاض عدد الوفيات العام الماضي، فضلاً عن تحقيق نسبة عالية في رضا المجتمع عن الخدمات، التي تقدمها الشرطة؛ حيث بلغت نسبة رضا المتعاملين العام الماضي 97.3%.
كما حصلت على العديد من الجوائز في المجالات الإدارية، وتقديم الخدمات والشؤون المجتمعية والمجالات الإبداعية، وأبرزها حصول القائد العام على ميدالية «كانو» العالمية لرواد الجودة والتميز لعام 2017، ونال العميد أحمد محمد بن كاسب المركز الأول في «وسام رئيس مجلس الوزراء لأفضل مدير خدمة في جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز 2017»، فيما حازت النقيب مريم الهاشمي ميدالية «فايجينباوم العالمية للقيادة النسائية المتميزة لعام 2017»، بينما حصلت الملازم حليمة عبد الله المطروشي على المركز الأول في «وسام رئيس مجلس الوزراء لأفضل موظف إداري في جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز 2017»، كما حازت القيادة في المجال المجتمعي «جائزة سيسكو الخاصة بالقيادة في الشرطة المجتمعية بأمريكا 2017»، فضلاً عن نيل شرطة الفجيرة المركز الأول في «جائزة دبي للنقل المستدام فئة المبادرات المتعلقة بأصحاب الهمم 2017».
كل هذه النجاحات والجوائز، كانت محل تقدير وإشادة تلقتها شرطة الفجيرة من القيادة الرشيدة، والعديد من المختصين في المجال الأمني، ولا شك أن التميز الذي حققته القيادة كان نتاج منهجية عمل تتسم بروح الفريق الواحد؛ وهو سر النجاح؛ حيث قاد فريق العمل المبدع إلى النجاحات بفضل الله، وفضل الاستراتيجية المنبثقة عن استراتيجية وزارة الداخلية إلى جانب توجيهات صاحب السمو حاكم الفجيرة، ومتابعة سمو ولي عهد الإمارة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان.
كيفية التقييم
* بحسب المؤشرات كيف تقيّمون إنجازات شرطة الفجيرة؟ وهل ترى بعض النواقص التي تحتاج مجهوداً لمعالجتها؟
– في تقديري طبقاً للنسب ونتائج المؤشرات، نؤكد أن القيادة متميزة في عملها وفقاً للأرقام المشار إليها، ونطمح لتجويد أكثر خلال العام الجاري، وإن استراتيجينا واسعة وحافلة بالخطط والأهداف، ونعمل وفق المستهدف الكبير، ونهدف إلى تحقيق مزيد من التميز.
ونُقيم دورياً استراتيجيتنا بشكل تفصيلي، اعتماداً على مؤشرات يتم تحليلها وتقيّمها شهرياً وبعضها الآخر فصلي وسنوي، وعلى ضوء التقييم تتم المعالجات إن وجد قصور، وبلا شك إن التجربة العملية تفرز بعض السلبيات، التي تشكل محور عملنا لجهة تجويدها ومعالجتها، ومع ذلك نركز على التحديات وفقاً للتقييم الفصلي والسنوي؛ حيث يتم رصد جميع التحديات التي تجابه عملنا، ونعمل على معالجتها وتحسين مردودنا.
القضايا الجنائية
* ما أبرز القضايا الجنائية التي تعاملت معها القيادة في العام الماضي؟ وماذا عن مسرح الجريمة؟
– نتكلم عن أرقام ونحاسب على الجرائم المقلقة، وبحمد الله ونتاجاً لعمل الفرق الأمنية نجحنا في خفض الجرائم المقلقة بنسبة 32% مقارنة بعام 2016، وهذا مؤشر جيد لعمل القيادة؛ حيث وقعت جريمة قتل واحدة نهاية مارس/آذار العام الماضي، راحت ضحيتها عربية زوجة مواطن بضاحية الفصيل في الفجيرة، وتمكنت القيادة من ضبط الجاني آسيوي الجنسية في مدى زمني لم يتجاوز النصف ساعة، وبالتأكيد هذا نجاح يحسب للقيادة سواء من جهة تخفيض عدد الجرائم المقلقة بنسبة كبيرة أو من جهة سرعة الضبط وقدرة السيطرة على الموقف الأمني.
ومسرح الجريمة إدارة تم استحداثها عام 2011، نجحت العام الماضي في ضبط 451 أثراً بنجاح تام؛ حيث حققت 100 في المئة نسبة الدقة في رفع الأدلة الجنائية، ولا شك أن هذا إنجاز يحسب للإدارة والجهود مستمرة؛ لتطويرها لضمان فاعليتها.
ظواهر أمنية
* هل هنالك ظواهر أمنية برزت في الفجيرة خلال العام الماضي؟ وكيف كان تعاملكم معها؟ وماذا بشأن نظام كاميرات المراقبة بالفجيرة؟
– لا توجد ظواهر أمنية ظهرت على السطح، وطبقاً للمؤشرات والتقييم، نؤكد أن الإمارة آمنة ولا يوجد شيء يقلق، ونؤكد أن الموقف الأمني والمروري بالإمارة برغم التوسع السكاني الذي ينتظم إمارة الفجيرة؛ بفعل نهضتها الاقتصادية والعمرانية تحت السيطرة؛ حيث تعمل القيادة؛ من خلال دوريات أمنية ومرورية، والزيادة المستمرة في عدد الكوادر الشرطية وتدريبها المستمر وتأهيلها الناجع، فضلاً عن استخدام آليات عمل ذكية إلى جانب كاميرات مراقبة، وغيرها من أساليب السيطرة الأمنية المتطورة.
ونعم، تعد كاميرات المراقبة إحدى وسائل وآليات عملنا؛ لتشديد القبضة الأمنية؛ لذلك نقوم سنوياً بإضافة أجهزة جديدة؛ لزيادة السيطرة الأمنية؛ حيث تمت إضافة 40 كاميرا العام الماضي؛ ليصبح مجموع أجهزة المراقبة المتطورة، التي تعمل بها القيادة حالياً 110 كاميرات تغطي جميع المناطق بالتركيز على الجهات الحيوية والمناطق الساخنة.
الواقع المروري
* هل تحدثنا عن الواقع المروري بالإمارة؟من حيث عدد الحوادث المميتة؟ وأكثر الشوارع الساخنة بالإمارة والحلول المقترحة؟ كم عدد الرادارات التي تم تركيبها العام الماضي؟
– في الجانب المروري لا شك أن القيادة تحاسب على عدد الوفيات، التي تشهدها شوارع الإمارة المختلفة؛ لذلك ينصب تركيزنا على الحوادث المميتة، وبيّنت الإحصاءات المرورية وقوع 221 حادثاً بليغاً العام الماضي نتج عنها 11 حالة وفاة، مقارنة ب12 حالة وقعت عام 2016، وهذا يعد إنجازاً يحفزنا لمزيد من إحكام السيطرة المرورية على شوارع الإمارة؛ لتحقيق مزيد من النجاحات في جانب السير.
ويجب أن نشير في هذا الصدد إلى أن ال 11 حالة وفاة وقعت في شوارع مختلفة بالإمارة، ما يعني عدم تركز الحوادث البليغة في شوارع بعينها، كما كان يحدث في الفترة السابقة مثل «شارع الشيخ مكتوم» الرابط بين مدينتي الفجيرة ومسافي؛ حيث كان من الشوارع الساخنة، التي ظلت تشهد وقوع حوادث مميتة، واختلف الحال تماماً الآن في أعقاب افتتاح «شارع الشيخ خليفة»؛ حيث لم يسجل الشارع أي حادث مميت العام الماضي.
تخفيض عدد الوفيات
* إلى ماذا تعزو النجاح في تخفيض عدد الوفيات والحوادث البليغة؟
– في تقديري أن إدارة المرور والدوريات نجحت في مهامها؛ من خلال رصد أماكن تركز الحوادث ودراسة أسبابها ثم معالجتها؛ بتخفيض سرعة الرادارات في الشوارع الساخنة، وزيادة عددها إلى 52 جهازاً؛ لضبط السرعة موزعة على شوارع الإمارة المختلفة إلى جانب تكثيف الدوريات المرورية الثابت منها والمتحرك، فضلاً عن معالجة عيوب بعض الطرق، بالتعاون مع الجهات والشركاء الاستراتيجيين.
الدراجات النارية
* لا زالت ظاهرة الدراجات النارية تقلق سكان الإمارة ماذا تم بخصوص الحد من مخاطرها؟ وكم عدد الدراجات التي تم ضبطها ومصادرتها؟
– تعلمون جيداً أن القيادة شكلت قبل سنوات طبقاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الإمارة، لجنة مختصة؛ للحد من تفلت بعض الشباب؛ مثل: عمليات التفحيط، وقيادة الدراجات النارية بشكل مخالف للنظم والقوانين المرورية والتجمعات الليلة، ونستطيع أن نؤكد أن الفريق الشرطي المختص نجح في القضاء على تجمعات بعض الشباب، وعلى مكافحة قيادة السيارات بتهور وطيش، فضلاً عن الحد من مخاطر قيادة الدراجات النارية. وضبط المخالفين.
وتم ضبط 796 دراجة مخالفة العام الماضي، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين، ونشير إلى أن عمل الفريق الشرطي مستمر حتى الآن، ونشدد على أن الدراجات النارية ليست ظاهرة، وعملنا على معالجتها في وقتها، كما أنها لا تعد جريمة، مع ذلك نتعامل معها بجدية وحرص كبير؛ للحد من مخاطرها.
* تشكلت شرطة مجتمعية بالقيادة منذ فترة طويلة ما مهامها وأبرز النجاحات التي حققتها؟
– الشرطة المجتمعية تم استحداثها عام 2011 طبقاً لهيكلة القيادة الجديدة، ويؤدي القسم أعماله، وينفذ خطط عمله على مستوى الإمارة بشكل متميز، ولعب أدواراً كبيرة في الوصول إلى أفراد المجتمع، وتنفيذ حملات توعوية وتثقيفية في العملية الأمنية، وأبرز النجاحات التي تحققت في مؤشرات انخفاض الحوادث المميتة ورضا المتعاملين ونسبة الخدمات المتميزة تعد في تقديرنا نتاجاً لجهود الشرطة المجتمعية.
ونستطيع أن ننوه بأن الشرطة المجتمعية تعاملت العام الماضي مع 40 قضية، أغلبها يتعلق بالخلافات الأسرية؛ مثل: الإهمال في تربية الأبناء والأحوال المادية باختلافها؛ حيث تمكن قسم الشرطة المجتمعية؛ بفضل كوادره الفنية المتميزة من معالجة 39 حالة، والحيلولة دون وصولها إلى المحاكم.
الجرائم الإلكترونية
* زادت الجرائم الإلكترونية بحكم انتشار وسائل التواصل؟هل تحدثنا عن هذا الجانب؟ وماذا عن المخدرات؟
– اتفق معك بأن الجرائم الإلكترونية في تزايد مستمر؛ نتيجة لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ونعمل لمواكبتها وتطورها عن طريق كوادر فنية متخصصة ومدربة بالقيادة في مجالها، ونشير في هذا الصدد إلى أن شرطة الفجيرة تعاملت العام الماضي مع 67 بلاغاً تختص بالجرائم االإلكترونية منها 24 بلاغاً في الجرائم التقنية.
والمخدرات نشاط إجرامي لا يخلو مجتمع من ممارسة مجرميه، مع ذلك نؤكد أن المخدرات تحت السيطرة؛ بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، وأن النشاط الإجرامي الذي ضبطته أجهزة القيادة المختصة يتمحور حول (جرائم التعاطي)؛ حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة المضبوطين وإحالتهم إلى النيابة العامة.
زمن الاستجابة
* هنالك بعض الملاحظات من الجمهور تتمثل في: أن زمن استجابة الإسعاف الوطني طويلة؛ ما يعرض مصابي الحوادث للمخاطر الصحية، وقلة الدوريات المرورية مقارنة بحجم التوسع السكاني وزيادة عدد المركبات، ماردكم على ذلك؟
– لابد من التنويه أولاً إلى أن القيادة مرتبطة بمزود خدمة في مجال الإسعاف (الإسعاف الوطني)، إلى جانب مزود خدمة في مجال الحوادث البسيطة مع شركة (ساعد ) وأن القيادة تسعى دوماً مع الشركاء؛ من خلال اجتماعات دورية إلى تقليل زمن الاستجابة في الحوادث، ووصول الإسعاف إلى مكان الحوادث بما يحقق السلامة العامة. ونؤكد أن ضعف الاستجابة في بعض الحوادث يتم بتحديد نوعية الجرائم والحوادث الكبيرة ففي الجرائم المقلقة نؤكد أن معدل الاستجابة 6 دقائق العام الماضي وهذا يعد مؤشراً عالمياً متميزاً، فيما تعد الجرائم العادية مثل السرقات البسيطة وغيرها من الجرائم التي لا تحتاج زمن استجابة سريع وفاعل.
خمس قنوات للاتصال الجماهيري
قال اللواء الكعبي: لدينا 5 قنوات للتواصل مع كافة شرائح المجتمع تتمثل في آلية الباب المفتوح؛ حيث نستقبل في مكتبنا كل فرد من أفراد المجتمع، إلى جانب نافذة القائد العام في الموقع الإلكتروني للقيادة، إضافة إلى حسابات القيادة في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن قناتي الشكاوى والآراء، والاتصال الهاتفي المباشر، وجميع الطلبات والشكاوى والملاحظات تصل إلى القائد العام، ويتم التعامل الفوري معها؛ حيث تعاطت شرطة الفجيرة مع كثير من الوقائع مثل إلغاء مخالفات، وإنجاز معاملات وتدوين بلاغات.
خطط مستقبلية
أكد اللواء الكعبي وجود خطة مستقبلية للتفتيش السنوي تستهدف الإدارات؛ لضمان حوكمة الإجراءات، إلى جانب خطة أخرى للتواصل والاتصال الداخلي؛ لمتابعة كافة المعوقات والعمل على حلها، فضلاً عن خطة للاجتماعات الدورية؛ لمتابعة مؤشرات الأجندة الوطنية، إضافة إلى زيارات مفاجئة للمراكز والنقاط الأمنية؛ للاطمئنان على سير العمل، وأن جميع هذه الخطط المستقبلية تأتي ضمن منظومة التطوير المستمر للأداء، وابتداع آليات عمل مرنة وفاعلة.
محمد الوسيلة