تمتلك المنطقة الشرقية مجموعة من الشواطئ والوجهات البحرية المهمة والتي تمتاز عن مثيلاتها في باقي إمارات الدولة بعدة خصائص فريدة من نوعها بسبب تنوعها الجغرافي والبيئي وإطلالتها المميزة التي تستقطب الزائرين من داخل وخارج الدولة، حيث صارت محط أنظار الجميع، خاصة محبي رياضة الغوص واكتشاف الحياة البحرية لما تملكه من خصائص فريدة من أحياء بحرية كالسلاحف الخضراء التي تجوب شواطئ كلباء لوضع بيضها، وبعض الكائنات البحرية التي ترى في شواطئ الشرقية الملاذ الآمن للتزاوج والتكاثر داخل سواحلها وعلى شواطئها الممتدة، وذلك بفضل رعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتسعى حكومة الشارقة بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعة بالشارقة إلى تطوير وحماية شواطئها، ووضع الضوابط المنظمة لاستخداماتها بما يضمن حمايتها وتعمل إدارة البلديات بالتنسيق مع فرق الغوص التطوعية على تطهير الشواطئ بشكل دوري من أي نفايات أو مخلفات للصيد، ومتابعة ورصد أي ملوثات خارجية أو تسربات نفطية من المياه الدولية تقذفها الأمواج قرب الشاطئ، والتعامل الفوري والسريع معها لكي لا تؤثر في المكون البيئي للمنطقة.
يعتبر كورنيش مدينة خورفكان عروس الساحل الشرقي وجهة مثالية للباحثين عن الاستجمام والهدوء بعيداً عن زحام وضجيج المدن الكبيرة، لذا تجده يعج بالزوار من مختلف مناطق ومدن الدولة الباحثين عن السياحة الداخلية، لقضاء أوقاتهم وممارسة هواياتهم البحرية والألعاب المائية على رمال الشاطئ البيضاء الناعمة.
يقع كورنيش خورفكان على امتداد الساحل الشرقي، ويتميز بإطلالة مميزة على خليج عمان، بينما تحفه الجبال بصورة فنية فريدة من نوعها.
ويضم كورنيش خورفكان العديد من الخدمات التي تساعد على جذب السياح، وأبرزها الأعداد الهائلة من الأشجار على امتداد 7 كيلومترات تقريبا، وعدد من المطاعم التي تقدم أصنافا عديدة من المأكولات والمشروبات. كما يضم الممرات المرصوفة التي تساعد ممارسي رياضة المشي على تلبية هواياتهم، وتجمع عروس الساحل الشرقي بين جمال البحر وروعة الجبل وكرم الخضرة، وتمتاز شواطئها بمياهها المتماوجة بين الزرقة والاخضرار.
وتمتلك مدينة خورفكان عدة شواطئ أخرى بجانب شاطئ خورفكان الرئيسي وهى شواطئ اللؤلؤية والزبارة إلى جانب محطات قلقلي وجزيرة القرش، وصخرة مرتيني وثقب الجدار وهي مناطق يرتادها الغواصون من داخل وخارج الدولة وتمتاز عن مثيلاتها بالسحر والغموض لما تمتلكه من تنوع بحري كبير من حيث التركيب الجيولوجي لقاع البحر وتعدد الأحياء البحرية التي تستوطن المنطقة كأسماك البخاخ، و السلاحف البحرية الخضراء التي تعتمد على الشعاب المرجانية في غذائها، وتكثر بها أسماك العصفور العربي، وأزواج الحبّار، وأسماك الببغاء والصندوق وأسماك النمر والأحمر والثعابين البحرية، ويضفي التنوع المرجاني على الصخرة لمسة سحرية نتيجة خليط الألوان الرائع بين الأخضر والبرتقالي والوردي.
أهم مواقع الغوص السطحي
يقول كابتن أدم الرئيس مؤسس فريق الإمارات للغوص التطوعي أن هذه المناطق تعد من أهم مواقع الغوص السطحي في دولة الإمارات، ويرجع تسميتها بهذه الأسماء على حسب خصائص ومميزات كل منها من ناحية الشكل والتكوين الجغرافي وطبيعة الحياة البحرية بها، فجزيرة القرش يقال إن أصل تسميتها بهذا الاسم يعود لوقوعها في مسار هجرة القرش في فصل الشتاء من فصيلة الحوت أو ما يسمى بالرقطاء وهو لا يمثل أي خطورة على الإنسان ويسبح بجانبه الغواصون فهو يتغذى على الهوائم وهي أسماك وديعة وغير مؤذية بالرغم من حجمها الكبير.
أما صخرة مرتيني فهي صخرة ضخمة مغطاة بالشعاب المرجانية وتوجد قبالة الساحل البحري لمدينة خورفكان، وتحديداً في أعماق البحر، ويقال إن تسميتها تعود لمكتشفها وهو شخص أجنبي يدعى «مارتيني» ومن هنا أطلق عليها اسم صخرة «مارتيني» وترجع تسمية منطقة ثقب الجدار أو ما يعرف في أوساط الغواصين بكهف الموت لما تمثله هذه المنطقة ذات التركيب الجيولوجي الغريب والذي لا يعرف أسبابه على وجه التحديد لاحتوائه على نتوءات داخل الصخر بأشكال غريبة وثقوب متداخلة وهذا ما دعا الغواصون لإطلاق اسم كهف الموت أو الفجوة على هذه المنطقة وعلى الرغم من خطورتها إلا أنها تجذب المزيد من الغواصين والمكتشفين وهواة حب المغامرة لاستطلاع الأمر.
مكوناته لا تقل خطورة عن شكله المخيف، فالبيئة البحرية المحيطة بالكهف تضم العديد من الأسماك المخيفة والسامة التي تنتشر بين تكويناته الصخرية المظلمة.
خدمات ومرافق على الشواطئ
يقول المواطن خميس النقبي إن أساسيات دعم الحركة السياحية هي وجود خدمات ومرافق على الشواطئ وكل ذلك موجود ومتاح على شاطئ خورفكان بشكل حضاري ومنظم ولكن شاطئ اللؤلؤية ينقصه بعض الخدمات البسيطة مثل مسجد صغير لخدمة رواد الشاطئ والزائرين من المناطق المختلفة وأيضا تحتاج عملية التطوير لوجود أكشاك صغيرة لبيع الأغذية والمشروبات والأكلات الخفيفة لرواد الشاطئ من الأسر المنتجة للمساهمة في مساعدة هذه الأسر بشكل تنظيمي وتحت إشراف البلدية.
فيما أكد عبد الله الصم النقبي رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان ان المجلس وإدارة البلدية قاما بتوفير بعض الخدمات والمرافق على شاطئ اللؤلؤية والزبارة لحين البدء بتنفيذ التصور الشامل للشواطئ من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة ومن هذا المنطلق تم تخصيص أماكن لبيع منتجات الأسر المنتجة بعد منح الترخيص لها من قبل دائرة الخدمات الاجتماعية للمساهمة في مساعدة هذه الأسر لتكون تحت إشراف قسم الصحة العامة في البلدية وأيضا قمنا بمنح تراخيص للدراجات المائية ووضع ألعاب للأطفال بامتداد الشاطئ وإنشاء حمامات ودورات مياه للرجال والنساء لخدمة رواد الشواطئ.
وأضاف أن العمل قائم على تطوير وحماية شاطئ خورفكان في المنطقة الواقعة جهة فندق الأوشانيك، وجميع الخدمات والمرافق تعمل بشكل جيد وتخضع لعملية صيانة دورية بجانب ألعاب الأطفال للحفاظ على أمن وسلامة الأطفال أتناء اللعب.
ونتمنى أن تقوم هيئة الاستثمار شروق بإنجاز الأعمال المنوطة بها من تطوير وحماية الشاطئ حسب المخططات الموضوعة خلال العام القادم ليكون الشاطئ على أتم الاستعداد لاستقبال الزائرين والسائحين في ثوب جديد يليق بمكانة المدينة السياحية.
على ضفاف بالبحيرة
في الجهة الأخرى تمتلك مدينة كلباء شاطئاً يعد الأطول في المنطقة، فهو ممتد بطول ساحل المدينة وبحيرة تعد متنفسا مهما لأهالي المدينة والمدن المحيطة والقريبة لما تمتلكه من مساحات خضراء مرتبة بشكل هندسي رائع تحافظ من خلاله على خصوصية العائلات التي ترتاد البحر للجلوس والاستمتاع بالمناظر الطبيعية ويقصدها أيضاً هواة ركوب الدراجات ومحبي ممارسة رياضة المشي على الممر المعد خصيصاً لذلك على ضفاف البحيرة.
ومن المناطق السياحية في كلباء كذلك، بالإضافة إلى الشاطئ والبحيرة، محمية القرم، والتي يقصدها الزوار والسياح من المناطق القريبة والبعيدة، للاستمتاع بمشاهدة أشجار القرم التي تحيط بالمحمية وسماع أصوات الطيور.
يقول المواطن سلطان الزعابي: بعد ما تم الانتهاء من دفان بحر كورنيش كلباء صار متنفساً جميلاً للقاطنين في المدينة والمناطق المجاورة والزوار من خارجها، حيث أنه وفر المكان المناسب للعائلات وكذلك الشباب وصار مكاناً جيداً لمزاولة رياضة المشي نظراً لامتداده على طول 3 كيلومترات تقريباً، وفي السابق كانت المناطق محدودة لكن بعد عملية الردم صارت المنطقة أكثر اتساعاً وكذلك الكواسر على امتداد الشاطئ أعطته منظرا جميلا.
دوريات لمراقبة المكان
وثمن المواطن علي الزعابي دور بلدية كلباء على الاهتمام بالشاطئ من حيث النظافة من خلال توفير أماكن لوضع المخلفات وبقايا الفحم وتسير مراقبين خلال فترات تواجد الزائرين للشاطئ لمراقبة عملية النظافة وإرشاد الزوار بضرورة الحفاظ على المكان نظيفاً.
وتقدم بالشكر إلى شرطة كلباء لتواجدها الدائم على الشاطئ وتسيير دوريات لمراقبة المكان لحفظ الأمن وسلامة الزائرين.
وطالب عدد من الزوار ومرتادي شاطئ الكورنيش والبحيرة بضرورة السماح بفتح أكشاك لبيع المشروبات والوجبات السريعة وإنشاء حمامات عامة لخدمة رواد الأماكن السياحية لتكتمل هذه المنظومة الرائعة التي تعد الواجهة الأمثل للمدينة.
متنفس للأهالي
وأكد المهندس خلفان الذباحي مدير بلدية مدينة كلباء أن إدارته قامت بترخيص لأول سيارة «بقشة» على كورنيش البحيرة لبيع الوجبات الخفيفة والمشروبات وذلك بعد إتمام الاشتراطات التي وضعها المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة وتخضع للرقابة الصحية من قبل البلدية.
وأضاف أن عملية تطوير شاطئ الكورنيش مستمرة من تشجير وتركيب ألعاب للأطفال ومظلات لرواد الشاطئ وذلك لحين وضع تصور كامل لتطوير الكورنيش والذي صار متنفس للأهالي في إقامة الأفراح والمناسبات والمهرجانات بجانب المساحة الكبيرة المخصصة لانتظار السيارات التي ساهمت بشكل كبير في تفريغ شوارع المدينة من الزحام أثناء إقامة الأعراس والمناسبات.
مساحات خضراء
وفي دبا الحصن على الرغم من محدودية مساحة المدينة وصغر حجم الشاطئ المطل على البحر والذي لا تتعدى مساحته ال 400 متر تقريباً لكنه يعد متنفسا للعائلات ومحبي الاستمتاع بنزول البحر وممارسة الرياضة على شاطئه الرملي الناعم الملحق بحديقة دبا الحصن والتي تحتوي على جميع الخدمات من مساحات خضراء وحمامات عامة وألعاب أطفال. ويعمل المجلس البلدي بتعاون مع إدارة البلدية على تخصيص مساحة 200 متر للعائلات بناء على أوامر صاحب السمو الحاكم لتكون هذه المساحة مخصصة للعائلات والنساء بما يتيح لهم خصوصية تتناسب مع طبيعة المدينة وسكانها.
ويقول المهندس على بن يعروف رئيس المجلس البلدي لمدينة دبا الحصن إن المجلس يعمل بالتعاون مع البلدية على تطوير الشاطئ من تسوية الرمال وإنشاء حمامات عامة ووضع ألعاب للأطفال وتخصيص جزء من الشاطئ للعائلات والنساء وذلك وفق توجهات صاحب السمو الحاكم للارتقاء بالمرافق الخدمية والترفيهية للمدينة ودعم حركة السياحة والتي زادت في الآونة الأخيرة بعد إنشاء وتطوير المجرى المائي والواجهة البحرية بالكامل.
الخليج