تجذب «بيضة النعامة» في متحف الفجيرة أنظار الزائرين من السياح للمكان وهم يشاهدون حجمها الكبير ومحافظتها على شكلها البيضوي كل هذه السنوات الطويلة، يستوقفهم الأمر ليقوموا بتصوير هذا الاكتشاف الأثري الكبير، والذي يعكس تاريخ المنطقة في تلك الحقبة من الزمان.
وجدت بيضة النعامة في المدفن رقم «1» في قرية قدفع بالفجيرة شمال الفجيرة، في عام 1986 أثناء عمليات التنقيب عن الآثار، حيث كانت البيضة مدفونة مع الموتى وبعض الأواني الفخارية.
وكانت تستعمل كإناء للشرب في تلك الفترة من الزمان، ويقدر العمر الزمني لها في النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد ما بين (1000-1500 ق. م) استناداً إلى قطع الفخار التي عثر عليها بداخل المدفن، ويذكر أن النعام كان يعيش في أرض الجزيرة العربية وبشكل واسع في الماضي، وهو ما يؤكد عراقة المنطقة وحقيقة استيطانها منذ آلاف السنين.
كؤوس الملوك
الجدير بالذكر أن النعام عرف منذ القدم لدى الإغريق، حيث كانوا يستخدمون بيضه الكبير ككؤوس للملوك والأمراء، وأيضاً في العصر الفرعوني وكانت تستخدم كإناء ملكي للشرب، وفي العصر الإسلامي استخدمت بيضة النعام كأوانٍ، واستخدمت أيضاً في الزخرفة الإسلامية. وتعد النعامة الشرق أوسطية أو النعامة العربية نوعاً منقرضاً.
وكانت تعيش سابقاً في شبه الجزيرة العربية وفي الشرق الأدنى منها، وأن مداها كان كبيراً في العصور قبل التاريخية، وكان لها مكانة مهمة في حضارات المنطقة.
اكتشافات أثرية
ويعتبر مدفن قدفع رقم (1) التي اكتشفت فيه بيضة النعام من أهم الاكتشافات على مستوى الدولة، وهو عبارة عن مدفن جماعي على شكل حرف (U) له مدخل ضيق من جهته الشرقية، وبني من الحصى والأحجار المسطحة من دورين، حيث يعود الدور السفلي إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، والجزء العلوي فوق مستوى تلك الأحجار يعود إلى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد.
عائشة الكعبي