أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة استشهاد الرقيب أول ناصر غريب المزروعي، أحد جنودها البواسل متأثراً بجراحه، إثر إصابة سابقة خلال مشاركته في عملية «إعادة الأمل»، مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
والد الشهيد: ابني ليس أغلى من الشهداء الذين سبقوه.
وتقدمت القيادة العامة للقوات المسلحة بخالص تعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهيد البطل، سائلة الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته، وأن يتغمده بواسع رحمته. وكان شيع أهالي مدينة كلباء عصر أمس، جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، بعد صلاة الجنازة عليه بجامع سيد الشهداء ودفن بمقبرة كلباء، وتضرع المصلون إلى الله عز وجل أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وقال والد الشهيد الذي يعمل طبيب جراحة وطوارئ في مستشفى كلباء: «آخر مرة سمعت فيها صوت ابني كانت منذ سنتين، بمكالمة أخيرة قبل الضربة الغادرة التي تلقاها أبناؤنا الأوفياء، فقد كان على تواصل يومي معي ومع والدته ليطمئن على أحوالنا وأحوال أبنائه وإخوته، فهو حريص على كل فرد من عائلته».
وأشار إلى أنه تلقّى خبر إصابة ابنه من القوات المسلحة التي سهلت له الذهاب إلى السعودية، وقال إن «أطباء مستشفى الأمير سليمان لم يقصروا في مراعات أبنائنا المصابين ومحاولة إسعافهم بأحسن الطرق، إذ قاموا بواجبهم تجاه أبنائنا المصابين، على الرغم من كثرة أعداد مصابيهم».
ونوه بأنه «أبلغ بأن ابنه تلقّى أربع شظايا صاروخية في مؤخرة رأسه، واحدة منها اخترقت النخاع الشوكي، مسببة له كسراً وغيبوبة استمرت لمدة عامين»، وتابع: «لمدة عامين قام القادة الفضلاء بتسهيل نقل ابني الشهيد من السعودية إلى ألمانيا، إلا أنهم أبلغونا عن استمراره في الغيبوبة لشدة إصابته، وبالفعل قمنا بنقله إلى مستشفى زايد العسكري بإمارة أبوظبي، الذي ظل يراعيه ويقدم له أحسن الرعاية حتى سلمت روحه لبارئها».
ولفت إلى أن ابنه الشهيد هو البكر من أبنائه التسعة، ولديه ابنه (جوري-3 أعوام) وحمد (عام ونصف العام)، الذي لم يتسنَّ للشهيد أن يراه، فقد ولد بعد أن دخل والده في الغيبوبة، مؤكداً أنه «سيربي ابنه كما ربّى والده على حب الوطن والتضحية»، معرباً عن فخره بما قدمه ولده الشهيد في سبيل الوطن الغالي، الذي ترخص له الأرواح والأبناء، وقال إن «ابنه ليس أغلى من 45 شهيداً زفوا إلى بارئهم بأحسن خاتمة». وذكرت لطيفة المزروعي أخت الشهيد، أن أخاها كان يتمتع بصفات حميدة وأخلاق فاضلة، وشغفه الشديد بالتضحية في سبيل الوطن دفعه إلى أن يلتحق بالحياة العسكرية، على الرغم من أن والده كان يرى فيه دكتوراً بأحد مستشفيات الدولة، إلا أن الله اختار له أن يسلك السلك العسكري، لينال الشهادة والمكانة العالية بمنزلة الأنبياء والصالحين.
سمية الحمادي