حكاية بدأت منذ تسع سنوات.. منذ انضمام البطل المغفور له شهيد الميدان بإذن الله عبد الله حسن راشد حيايي الملقب بيننا بابن زايد، ذاك الشاب الخلوق المميز القوي الطيب القائد لزملائه اللاعبين.
أذكر قبل ثلاث سنوات منذ عينت عضواً بمجلس إدارة نادي خورفكان للمعاقين رئيس اللجنة الرياضية التقيت باللاعبين بميدان الرمي، وهم في مرانهم اليومي، ومن أول وهلة تعرفت بها على الفقيد، لمست منه لغة القائد وحرصه على زملائه وتصدره كل مشاكلهم ومطالبهم وإيصالها بأمانة للإدارة وبالأخص لي، حيث توطدت علاقتي بالمجموعة من خلال بن زايد وكان على اتصال مباشر بي في كل الأوقات ووضعنا له وزملائه خطة للوصول لأولمبياد ريو بالبرازيل 2016 وحققنا الحلم وأدخلناه ضمن نسيج اللجنة، ممثلاً لزملائه.
وقد حباه الخالق بطيبة الرجل الشهم والمباشرة بطرح الأفكار ومتابع لما هو جديد ومحب للوطن إلى أبعد حد وهو طموح.. طموحه تخطى كونه لاعباً ناصحاً لزملائه حازماً وقت التدريب، وللأمانة لا أذكر يوماً تغيب أو تأخر عن الحصص التدريبية حقق العديد من الإنجازات ورفع علم الإمارات في المحافل العالمية وحلمه لم ينتهي.. نعم يا تراب لندن وميادينها، شهدت وفاة رجل استثنائي فذ أراد له الخالق أن تفارق روحه جسده بالمكان الذي يعشق في مقاطع الرمي الذي شهدت بسالته وبيده الجلة الحديدية التي هي جزءاً من كيانه والتي نحت عليها بالهمم نتربع بالقمم.
نعم فراقك صعب يا صديقي نعم.. بكت عليك أروقة النادي وزواياه.. نعم تلك الأجهزة رغم هيبة أشكالها وتنوع أوزانها ودها تنطق سنفتقدك يا غالي فكم بيدك اهتززنا وبعزيمتك انتفضنا نعم سنفتقدك كلنا بلا استثناء ابتداءً من رئيس النادي وأعضاء مجلسه والمدير الفني والتنفيذي والمحاسب والإعلامي والعلاقات والمدربين واللاعبين والمعالجين وجميع العاملين لكن ذكراك ستظل وأحلامك ستنير بصيرتنا والهام سيرتك ستدرس وابتسامتك ستبقى.. رحل بن زايد وبداخله أمانة يجب أن أفصح عنها بحكم قربي منه أن المعاق لا يحتاج للعطف بل يحتاج للثقة والجزاء والمحاسبة مثل أقرانه بذلك ستصنع همم.. رحمك الله يا غالي.. نم قرير العين بذكراك ووصاياك سنمضي.
لؤي سعيد النقبي