تتكاثف الآلام على اليتيم حتى يظن في لحظة أن الحياة أضيق من سمّ الخياط، ولا يعلم أن غياب الوالد المعيل لا يعني أن يد الرحمة الإلهية بعيدة عنه.. وحين يرى ما أوصلته إليه الأقدار يتفاجأ من بعد المنزل بين المبدأ والمنتهى..
هذه حال البنغالي أمين الإسلام الذي انتقل في يد العناية من ضيق اليتم حتى وصل إلى فضاء رجال الأعمال، ليغدو اليوم واحداً من النماذج المميزة التي تخرجت من دار الإمارات النموذجية للأيتام في بنغلاديش.
لم تكتف جمعية الفجيرة الخيرية لرعاية الأيتام في بنغلاديش المشرفة على الدار بتقديم الإعانات الشهرية للمكفولين لديها، بل عززت ذلك بتقديم الدعم النفسي والثقة بالذات ليخرج الأيتام من رعاية الدار إلى عالم النجاح الاجتماعي.
تجربة ناجحة
يقول أمين الإسلام عن تجربته: الحمد لله أن سخر الله لي جمعية الفجيرة الخيرية التي كانت اللبنة الأولى لأعمالي التجارية بفضل من الله، عز وجل، وللمحسنين الكرام الذين بنوا دار الإمارات للأيتام في بنغلادش، فقد احتضنتني الدار منذ صغري، وكانوا يصرفون لي مبلغ الكفالة الشهري بانتظام، حيث قررت في نفسي استثمار الإعانة بدل العيش بها.
عبر إقناع يتيم آخر بالدار بتجميع جزء من مبلغ الكفالة والصمود بالعيش بما يتبقى منها، إلى أن نتمكن من توفير المبلغ المناسب الذي يمكننا من فتح مشروع تجاري متواضع.
وأضاف: نجحت في افتتاح مكتب لطباعة المستندات والتصوير ووفقت في توفير فرصة عمل لاثنين من الأيتام أيضا وبعد ذلك استقل الأيتام الذين بدأوا معي المشروع في محال تجارية منفصلة وتوسعت دائرة الفرص إلى إخوانهم الأيتام الآن بحمد الله.
كما ووصل عدد المحال التجارية التي يديرها الأيتام إلى 8 محلات تصوير مستندات وطباعة وإعداد بحوث وخدمات إنترنت وكمبيوتر.
وأشار إلى أن لجمعية الفجيرة الخيرية بعد الله تعالى الفضل في تكوين شخصيتي حيث تعلمت وتربيت في دار الإمارات النموذجية على كرم الأخلاق والآداب، وتعلمت كيف اكون صادقا مع نفسي والآخرين، والآن حصلت على موقع تجاري مميز في برج استثماري أتوقع أن يفتح أمامي فرصاً أخرى للاستثمار.
وأضاف: ساعدني النهوض بذاتي أن أتزوج، ورزقت بفضل الله بطفلي مصطفى وأقدم المساعدة لكل من أستطيع.
وحول أشقائه الأيتام الذين تخرجوا من دار الإمارات، يتحدث أمين الإسلام بأنه على تواصل دائم بهم وهم عمران الذي يعمل إمام مسجد في قطر وعبدالعليم إمام مسجد في ولاية نرين غونج ومعين مساعد مدرس في إحدى الجامعات وحضرت علي مدير قسم الكمبيوتر في إحدى الشركات.
ابتسام الشاعر/البيان