يجذب مسجد البدية القديم والأثري بالفجيرة مئات الزوار، حيث يقع بالقرب من المناطق السياحية والمنتجعات الفندقية بدبا والعقة، ويمثل مزاراً مهماً للسياح الأجانب والمقيمين القادمين من مختلف الإمارات الأخرى،يجذب مسجد البدية القديم والأثري بالفجيرة مئات الزوار، حيث يقع بالقرب من المناطق السياحية والمنتجعات الفندقية بدبا والعقة، ويمثل مزاراً مهماً للسياح الأجانب والمقيمين القادمين من مختلف الإمارات الأخرى، ويعتبر قيمة تاريخية وإسلامية تشد أنظار الزوار إليه، حيث يقع على بعد 35 كم من شمال مدينة الفجيرة، ويبعد 90 دقيقة من إمارة دبي.
معامل
وتزخر الفجيرة بمعالم أثرية عدة منحتها طابعاً في العراقة التاريخية وسمة خاصة جذبت إليها محبي وهواة البحث عن التراث وآثاره العتيقة، ليعيشوا معها تجارب البحث والاستكشاف، ويمثل مسجد البدية بإمارة الفجيرة أبرز الشواهد التاريخية فهو من أقدم المساجد في دولة الإمارات، ويعود تاريخه إلى أكثر من 500 سنة، حيث وضحت نتائج دراسة أجرتها هيئة الفجيرة للسياحة والآثار وبالتعاون مع جامعة سيدني بأستراليا، أن بناءه تم بحدود العام 1446 للميلاد تقريباً، وبني بهندسة فريدة.
ويمتاز بمساحته الصغيرة وطريقة التسقيف، حيث لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه بل يتم دعمها بوساطة عمود مركزي واحد، ويحمل هذا العمود قباب المسجد الأربعة في نظام هندسي بديع، وتتشكل كل قبة من ثلاث دوائر الواحدة فوق الأخرى من الأكبر حتى الأصغر حجماً ذات الرأس المخروطي، مبني من الحجارة والطين المحروق والتبن، محاط بسور وله باب واحد، وتحتوي قاعة الصلاة على محراب ومنبر صغير.
إقبال
وتشهد مواسم الإجازات والعطل الأسبوعية إقبالاً كبيراً على مسجد البدية، خاصة من الجاليات الآسيوية، ليعج المكان بالأفواج، فتجد البعض منهم يتسلق الجبل بجانب المسجد لرؤية القلعة الصغيرة، وآخرون يتجولون حول المكان يتعرفون إليه وإلى تاريخه، ويقوم بعضهم بالصلاة في المساحة المحاذية له لاستشعار روحانية المكان، حيث كانت تؤدى فيه الصلاة سابقاً، ثم أغلق المسجد للحفاظ عليه كإرث تاريخي عريق.
ويشد الفضول وحب الاستكشاف زواراً من مختلف الأديان للاطلاع على تفاصيل هذا البناء الذي مازال ماثلاً ليومنا، رغم ظروف الطقس القاسية في الدولة والحرارة الشديدة ليقف صامداً في تحد مع الزمن، يعكس أصالة المنطقة وتراثها الإسلامي، حيث سمي المسجد باسم المنطقة التي يوجد بها، والتي منحت للمنطقة جواً إسلامياً وتراثياً.
موقع
جمالية المكان وموقعه الاستراتيجي على أحد الشوارع الرئيسية باتجاه منطقة دبا، منحته مكانة مميزة للزوار الذين يجدون فيه معلماً تاريخياً يستوقفهم أثناء مرورهم بالطريق، ليروا إبداعات تلك الحقبة من الزمان البعيد، وقدراتهم الهندسية العالية في البناء، يستشعرون بروحانية وقدسية المكان باعتباره دار عبادة.
وتحرص هيئة السياحة والآثار بالفجيرة على صيانة مسجد البدية بشكل دوري للحفاظ عليه كإرث تاريخي مهم للإمارة، باعتباره أقدم مسجد ماثل في الدولة، حيث يقوم بها أشخاص متخصصون في الترميمات الأثرية لكي يحافظوا على هوية المكان كما هو دون تغيير، باستخدام مواد خاصة.
المصدر: الفجيرة ــ عائشة الكعبي