شيع أهالي مدينة كلباء مساء اليوم شهيد الواجب زكريا سليمان الزعابي إلى مثواه الأخير، وذلك بعد صلاة الجنازة عليه بجامع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بمدينة كلباء.
الشارقة 24 – وليد الشيخ:
في موكب جنائزي مهيب تقدمه الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بخورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بكلباء، شيع أهالي مدينة كلباء شهيد الواجب العريف زكريا سليمان الزعابي إلى مثواه الأخير راضيا مرضيا.
أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد بجامع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بكلباء بعد صلاة المغرب بحضور عدد من أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وكبار المسؤولين وضباط القوات المسلحة وحشد غفير من المواطنين والمقيمين من عموم الساحل الشرقي.
وتضرع المصلون إلى الله عز وجل أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وغفرانه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
فور انتهاء الصلاة تحركت جموع المشيعين إلى مقبرة سور كلباء حيث أقام أهل الشهيد وأقاربه وذويه صلاة الجنازة على روحه داخل المقبرة قبل أن يواري جثمانه الطاهر الثرى.
ويعد الشهيد الزعابي عاشر شهداء مدينة كلباء منذ مشاركة قواتنا المسلحة في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
ولد الشهيد في مدينة كلباء، ويحتل الترتيب الخامس في أفراد أسرته المكونة من 8 ذكور و7 إناث، وتفخر أسرته بكونها عائلة يخدم من أفرادها اثنين في القوات المسلحة، ويشاركان سوياً في حرب تحرير اليمن ضمن قوات التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية، حيث يشارك شقيقة الأكبر محمد سليمان الزعابي ويحمل رتبة رقيب أول، ضمن القوات الإماراتية الموجودة على أرض اليمن.
وأكد نجيب الزعابي الأخ الأكبر، أن شقيقه الشهيد غادر لأداء واجبه الوطني في اليمن ضمن قوات التحالف العربي قبل نحو 6أشهر، مبيناً أن العائلة احتسبته عند الله فداء للوطن هو وأخيه محمد.
وأشار إلى أن آخر تواصل للشهيد مع ذويه كان عبر اتصال هاتفي مع زوجته قبل يومين، ليطمئن على ابنه الرضيع، الذي لم يتجاوز عمره الـ 6أشهر، مؤكداً أن الشهيد كان محباً لوطنه ومستعداً لتقديم الغالي والنفيس في سبيل أداء الواجب ونصرة الحق، “ونحن على هذا الدرب ماضون فكلنا رهن نداء الوطن فداء له أرواحنا جميعا”.
وقال يحيى الزعابي الشقيق الأصغر للشهيد استقبلت اتصال من القيادة باستشهاد أخي في اليمن صباح اليوم وأخبرت والدتي على الفور وكانت صابرة محتسبة، واختلطت علامات الحزن بفقدان أخي بعلامات الفرح لاستشهاده واحتبست الدموع في عينيها، وقالت هنيئاً لك الشهادة يا زكريا لقد كنت تطلبها وها أنت تنالها.
من جهته، قال معاذ الزعابي شقيق الشهيد، كان أخي مثالاً للإنسان الخلوق، المتواضع، وامتلك شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية نظراً لبساطته وحبه للجميع؛ مضيفا كان رحمة الله يقصر على نفسه ليساعد غيره ومثلت القوات المسلحة عشقه الأول منذ الصغر، حيث كان يحلم بالانتماء لصفوفها.
وأجمع أقارب وأصدقاء الشهيد أن رسالة الحق ودعم الشرعية رسالة سامية حملها الشهداء على عاتقهم؛ مؤكدين أن الجميع فداء راية هذا الوطن وقادته ومبادئه الأصيلة.