برحلة إلى خورفكان والفجيرة توّج أطفال مخيم الأمل ال 27 (بطريقتي أتعلم) يومهم الثاني أمس، حيث انطلقت قافلتهم إلى هناك للتعرف إلى أهم المعالم السياحية والاستمتاع بالطقس الجميل فكانت أولى المحطات في حديقة المطلاع بمدينة خورفكان.
بدأت الفعاليات بإحياء ذكرى المتطوعة الأسترالية هيلين شريدر التي غادرت عالمنا العام الماضي ، وكانت حريصةً لسنوات طوال على المشاركة في مخيم الأمل وتنظيم الورش الفنية الممتعة والمفيدة للأطفال ذوي الإعاقة بهدف إسعادهم ومشاركتهم الفرحة. واطلع الجميع على الرسالة التي توجهت بها سيسيل ابنة المتطوعة هيلين، وأكدت فيها أن هيلين لا تريد لذكراها إلا أن تكون مصدر سعادة وبهجة للأشخاص ذوي الإعاقة والمتطوعين ، لأنها كانت تحب الحياة واكتساب الصداقات الجديدة من مختلف الثقافات ، وكانت علاقتها مع أطفال المخيم والمتطوعين فيه من أجمل وأعمق هذه الصداقات.
بعد ذلك اندمج أطفال المخيم في الألعاب الترفيهية والمسابقات المنوعة، كما شاركوا بفعالية في ورش الرسم والتلوين وغيرها من الأنشطة والفعاليات المميزة التي ساهمت فيها (مراكز الأطفال) بمشاركة متطوعين من جمعية (مواليف) الإماراتية التطوعية في خورفكان بصحبة موسيقى الأغاني الشعبية من التراث الإماراتي ، بما ينسجم مع رسالة المخيم المرتبطة بالتعليم ، وحق الأشخاص ذوي الإعاقة نهل العلم والمعرفة بطريقتهم وبما يتناسب مع إمكاناتهم الفردية، واختتمت الرحلة بزيارة إلى سوق الجمعة في الفجيرة.
وعبّر جيل جا هوانغ أحد المشرفين على الوفد الكوري عن السعادة الكبيرة بهذه التجربة ، مؤكداً أن التركيز على موضوع التعليم يدل بوضوح على ثقافة المنظمين وإدراكهم الكبير لأهمية التنوير المعرفي في مستقبل الشعوب وضرورة تسليط الضوء عليه وتوعية المجتمع به، كما أكد أن مخيم الأمل بتنظيمه المتقن وفعالياته العديدة، الغنية، ورسالته الإنسانية الاجتماعية العميقة يثبت دون شك أنه تظاهرة عالمية تستحق كل الاحترام والتقدير.
وبالنسبة لتكوين الصداقات الجديدة والتعرف إلى الثقافات الأخرى أوضح جيل أن أطفال الوفد يتواصلون بشكل جيد مع أقرانهم من بقية الوفود ، وعلى الرغم من عائق اللغة الذي يتم التغلب عليه بطرق متعددة، وعلى الرغم من أنه لم يمض على انطلاق المخيم إلا يوم واحد إلا أن الأجواء أخوية بامتياز ، وهناك إحساس لدى الجميع بأن الأيام المقبلة ستكون على نفس القدر من الروعة إن لم تكن أروع.
وأشادت المشرفة من وفد زنجبار تنزانيا ، وحيدة داهيبو، باللفتة الذكية لمنظمي المخيم وانتقائهم شعاراً يؤكد حق الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعلم ، ويؤكد ضرورة التوعية بهذه القضية ليدرك الجميع أن توفير الظروف المواتية ليتعلم الأشخاص ذوو الإعاقة ضمن أفضل الظروف الممكنة ركيزة أساسية من ركائز تقدم ورقي الأمم.
وعبّرت عن سعادتها الكبيرة بهذه المشاركة وهي الأولى من نوعها لأطفال الوفد ، لكنها تمنت بصدق ألا تكون الأخيرة وأن يشهد المستقبل مشاركات طيبة أخرى ، نظراً لأهمية هذه الفعالية وأثرها الإيجابي في الأطفال ذوي الإعاقة.
وكان الأطفال المشاركون والمتطوعون قد انطلقوا أمس الأول في رحلة شاهدوا فيها أهم معالم الشارقة. وعلى أرض المخيم اجتمعت الوفود في يوم التراث الإماراتي الذي ازدانت فعالياته بروح الماضي الجميل ، فقدم مجموعة من الرجال الإماراتيين فن الليوى والهبان ، كما استمتع الجميع بالألعاب التراثية المسلية التي قدمها المتطوع عبد اللطيف القاضي والذي كان حريصاً على إدخال البهجة والسرور إلى نفوس وقلوب الأطفال من ذوي الإعاقة وهم يمرحون بالألعاب التراثية والمعاصرة.
وأشاد خميس إسماعيل المطروشي المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام بفكرة المخيم الرائدة وتطبيقها اللافت على أرض الواقع ومساهمة جميع المتطوعين في دمج الأطفال ذوي الإعاقة والترفيه عنهم ، بالإضافة إلى تقديم العروض الفنية والمسابقات التفاعلية التي كانوا حريصين من خلالها على رسم البسمة على وجوه الأطفال ذوي الإعاقة.
وألقى الشاعر والباحث التراثي سلطان بن غافان أمام وفود المخيم والمتطوعين فيه ، مجموعة من أشعاره و(شيلاته الشعبية) التي تماهت إلى حد كبير مع أجواء اليوم التراثي ، وشكلت بالإضافة إلى طقس الإمارات الساحر في هذه الفترة لوحة جميلة قابلها الجميع بالتصفيق والإعجاب.
وكانت فاطمة المغني الخبيرة في التراث الإماراتي ضمن ضيوف المخيم مساء أمس الأول ، وأكدت إعجابها الكبير بجميع الفعاليات التراثية التي تصاحب المخيم عاماً بعد عام في تأكيد على الأصالة الإماراتية وأهمية الإرث الذي تركه الأجداد للمحافظة عليه.
كما شهد اليوم التراثي زيارة الفنانة البحرينية شيماء سبت رئيسة جمعية (متواجدين) التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والمتقاعدين وكبار السن.
وأكدت سبت أنها المرة الأولى التي تزور فيها مخيم الأمل ، لكنها أكدت أيضاً أنها ليست الأولى التي تسمع به ، فشهرة المخيم أصبحت لا تقتصر على المنطقة أو الوطن العربي بل غدت عالمية بامتياز. وأشادت بالرسالة التعليمية الهادفة التي رفعها المخيم شعاراً هذا العام وأهمية التوعية الاجتماعية بحق الأشخاص ذوي الإعاقة أن يتعلموا باستخدام أحدث التقنيات المساندة ومراعاة الفروق الفردية بينهم ، ليثمر هذا التعليم النتائج المنشودة.
ورحبت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي ، رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمخيم ، بجميع الضيوف وأكدت خلال ترحيبها بالفنانة البحرينية ووفد الممثلين المرافق لها أهمية الفن في إيصال الرسائل التوعوية إلى قطاعات واسعة من الجمهور بطرق غير مباشرة ، تساعد على ترسيخ هذه الحقوق والرسائل في أذهان الجميع.
وأوضحت الدور الكبير للبحرين في الانطلاقة الرائدة للمخيم وخاصة في دوراته الثلاث الأولى ، حيث لعب المتطوعون البحرينيون الدور المهم والمؤسس في نجاح المخيم.
وفي لفتة كريمة من الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي دعت جمعية (متواجدين) لحجز مقعد لها ضمن الوفود المشاركة بمخيم الأمل ال 28 الذي ستنظمه المدينة العام المقبل ، ولاقت الدعوة كل الترحيب والاحترام من شيماء سبت وزملائها الممثلين سامي رشدان، وعبد الله سويد، وسودابة خليفة، وخالد جناحي.
مسابقات ثقافية
في حفل السمر الذي نظّمته لجنة البرامج والأنشطة بالتعاون مع لجنة الإعلام ، رحب مقدم الحفل الإعلامي فيصل العطار عضو مجلس الإمارات للشباب بجميع الأطفال ذوي الإعاقة ودعاهم للمشاركة بحماسة في فقرات الحفل الترفيهي ، والاندماج مع زملائهم القادمين من مختلف البلدان ، بينما تولى الأستاذ وائل سمير مهمة الترجمة إلى لغة الإشارة حرصاً على تفاعل واندماج الطلبة الصم.
تضمّن حفل السمر العديد من الفقرات المنوعة والممتعة كفقرة (الساحر) والمسابقات الثقافية والفنية والترفيهية التي ساهم في رونقها وإضفاء الطابع الجميل عليها ، تلك الابتسامة التي ما فارقت وجوه الأطفال ذوي الإعاقة وهم يتعلمون ويلعبون على مسرح حفل السمر.
بعد ذلك قدمت لجنة الإعلام مسابقة المصور الصغير التي شاركت فيها بصور التقطها أطفال مثّلوا الدول المشاركة في المخيم ، وقد فازت صورة الوفد الكوري بالجائزة، وكان قد سبق كل ذلك تنظيم لجنة الإعلام لورشة تدريبية للمصورين الصغار وكيفية التقاط الصور.
الخليج