تعيش أندية الساحل الشرقي وضعاً مأساوياً واضحاً في مجال المنشآت الرياضية، والملاعب ، فمنشآتها التي بُنيت في فترات سابقة تصل لأكثر من 30 عاماً كاملة لم تطالها أيادي التغيير والتجديد والإحلال، فبقيت تراوح مكانها بلا أي تطوير، حتى أصبحت معظم الأندية كالأطلال .ويتراوح الوضع بين الأندية الستة على الساحل الشرقي، فهناك أندية ما زالت تعيش في الماضي رغم ريادتها سابقاً في المنشآت، وهناك أندية دأبت على إطلاق صرخات الاستغاثة كل عام من أجل توفير البنى التحية اللازمة للمحافظة على هوية النادي الرياضية ومطالبها المستمرة في بناء صالات رياضية متطورة بينما تعاني مجموعة من الأندية من عدم توفر المساحة اللازمة لعمل منشآت جديدة داخلها!
ومن أجل أن ننقل الواقع الحقيقي لهذه القضية إلى الساحة، فقد انتقلنا إلى الأندية لمعرفة وجهة نظرها، فرفضت ناديا الخليج والعروبة التصريح حول هذه القضية رغم حاجة الناديين الفعلية إلى منشآت حديثة وملاعب مجهزة.
وتحدث راشد بن عبود عضو مجلس إدارة نادي دبا الفجيرة المدير التنفيذي للنادي، عن مشكلة المنشآت القديمة والمتهالكة في ناديه، فقال: «بصريح العبارة إنها منشآت أكل عليها الدهر وشرب»، وأضاف: «النادي يحتاج إلى إحلال فوري للعديد من المباني، وكذلك الملاعب لأنها تجاوزت المدة الزمنية للاستعمال»، وأشار إلى أن اللاعبين يتسربون من النادي يومياً بسبب هذه العوامل التي تشكل عبئاً على النادي، لأن تغيير هذه المباني يحتاج إلى وقت وجهد وإلى أموال كثيرة وميزانيات لا يستطيع النادي الوفاء بها».
وقال: «النادي طالب الهيئة العامة للشباب والرياضة منذ سنوات بإنشاء صالة رياضية في النادي أو حتى في مدينة دبا الفجيرة لخدمة أبناء المنطقة وليس النادي فقط»، وأضاف: «النادي لا يستطيع تنظيم أي فعالية بالنادي لعدم توفر صالة رياضية ومسرح وسائر الأمور الأخرى المهمة للأندية، لأن الصالة لن تخدم النادي ولاعبيه فقط، إنما تخدم كل مناطق المدينة التي بها كثافة سكانية كبيرة، ونحن نعاني كثيراً من عدم وجود هذه الصالة، ونضطر في بعض الأحيان إلى الاستعانة بصالة نادي دبا الحصن وفي أحيان أخرى لا نستطيع سوى أن نعتذر عن كل النشاطات».
وأكمل: يحتاج النادي إلى منشآت حديثة كسائر الأندية، وكذلك فإن البنية التحتية المتطورة لن تفيد النادي فقط، بل ستعيد دور الأندية الحضاري في المجتمع، حيث سيجتمع في هذه المنشآت اللاعبون وستعود الحياة للملاعب.
وتمنى بن عبود أن تُحل مشكلة ناديه على صعيد المنشآت والملاعب والصالة الرياضية، مبيناً أن تلك أحلام السنوات التي لم تتحقق لغاية الآن.
من جانبه قال أحمد إبراهيم مدير نادي الفجيرة البحري مشرف الألعاب الفردية بنادي الفجيرة سابقاً، إن الألعاب الفردية والجماعية تعاني الكثير من تهالك الملاعب والمنشآت الرياضية وعدم توفرها على الإطلاق في كثير من الأحيان.
وأضاف: من واقع خبرتي الميدانية في الإدارة أرى أن الكثير من الأندية في الساحل الشرقي تعيش واقعاً أليماً صعباً على صعيد البنى التحتية، وعلى صعيد توفر الميزانيات المطلوبة لإدارة الأنشطة.
وضرب أحمد إبراهيم مثالاً لمعاناة لعبة فردية من عدم توفر المنشأة بقوله إن السباحة على أهميتها في المنطقة، لا يوجد لها مسبح، وكثير من السباحين يضطرون إلى الذهاب لمسابح الفنادق أو المناطق البعيدة من أجل التدريب رغم أن حل هذه المشكلة يكون ببناء مسبح بالمواصفات العالمية تستفيد منه المنطقة وليس النادي فحسب.
وأضاف: كذلك الأمر بالنسبة إلى لعبة الدراجات المهمة التي لا تجد الإمكانيات للتدريب أو حتى المكان المناسب لكي يتم تدريب اللاعبين فيه وقِسْ على ذلك الألعاب الأخرى سواء الجماعية أو غيرها، وقال أيضاً: المشكلة تتطلب الحل عبر المؤسسات الرياضية الحكومية التي من المفترض أن تسهم في حل مشكلة المنشآت في الأندية التي لا تملكها، لأن أغلب الملاعب والمنشآت قد أقيمت منذ بداية الاتحاد وبعضها أكمل أكثر من 30 عاماً دون تطوير وهي مدة طويلة بلا شك وتنبئ عن لا مبالاة بمصير هذه الأندية ومنتسبيها في الألعاب المختلفة.
ويتجاور ناديا دبا الفجيرة والحصن فلا يفصل بينهما في المساحة الجغرافية سوى أقل من 10 كيلومترات فقط، لكن التباين واسع بين حالتي الناديين، فدبا الفجيرة يُعاني من عدم توفر المنشآت وتقادمها وعدم توفر الصالة الرياضية رغم المساحة الجيدة التي يقع بها النادي وسهولة بناء الملاعب والمنشآت، أما جاره نادي دبا الحصن التابع لمجلس الشارقة الرياضي، فهو لا يعاني إطلاقاً من قدم المنشآت والملاعب، فأغلب منشآته حديثة وصالته الرياضية من أفضل الصالات الرياضية التي تتدرب بها فرق الألعاب الجماعية، فهو يعاني فقط من عدم توفر المساحة اللازمة لبناء الملاعب اللازمة للتدريبات بسبب صغر المدينة ومساحة النادي، كما أكد جاسم درويش أمين السر العام بالنادي، وهي من المشكلات التي لن تجد الحل في القريب العاجل.
فيصل النقبي (الفجيرة)