إن القرارات السيادية في دولة الإمارات أسهمت في النهوض بالمرأة في وقت قياسي، وباتت تشغل أعلى المناصب في جميع المجالات، حيث اقتحمت المرأة الإماراتية بالثقة التي منحت لها من القيادة الرشيدة أبواب عمل جديد كانت مقتصرة على العنصر الرجالي، ومنها منصب مدير بلدية.
إلا أن المهندسة فوزية راشد القاضي من مدينة خورفكان غيرت هذا الواقع بعد الثقة الغالية التي أولاها لها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث باشرت القاضي عملها مديرة لبلدية خورفكان رسمياً من تاريخ صدور قرار المجلس التنفيذي رقم (28) لسنة 2013 بترقيتها وتعيينها مديرة للبلدية بعد أن كانت تشغل مسؤولة بناء.
وتطوير الأعمال الهندسية الخدمية داخل البلدية، فتبوأت في نهاية المطاف منصب القيادة في هذه المؤسسة التي يعتمد عملها بالأساس على توفير الخدمات للمواطنين بشكل دقيق وسريع وذي جودة، ولتصبح بذلك السيدة الأولى التي تعين في هذا المنصب الخدمي منذ تأسيس البلدية في عام 1973. بعدما ظلت طيلة العقود الماضية، حكراً على الرجال.
وقالت: لقد كنت محظوظة بهذا التكريم والثقة الغالية، وأفتخر أنني أول سيدة إماراتية تتولى رئاسة بلدية على مستوى الدولة وأستطيع القول بثقة تامة إن هذا المنصب الخدمي له مكانة مرموقة على خارطة منظومة القطاع الخدمي محلياً ودولياً، ويمثل الواجهة الرئيسة للمدن والمناطق التي يمثلها. وأنا سعيدة في أن أمثل هذا القطاع وأن أخوض تجربته الفريدة.
وعن توفيقها بين منصبها الحالي ورعاية أسرتها، أوضحت أن المسألة هي التوفيق بمعنى «تنظيم الوقت» من جهتها والتعاون والتفهم الذي تبديه الأسرة حيال عملها. وقالت: «صحيح أنه يتطلب جهداً إضافياً، لكن الحكومة الرشيدة التي وضعت ثقتها بها تستحق هذا الجهد وأكثر».
وأشارت إلى أنها متفائلة بأن المرحلة المقبلة لهذا القطاع قد تشهد قياديات نسائية لرؤيتها بأن دولة الإمارات تؤمن بتكافؤ الفرص، وكفاءة الموظف هي الأساس. وطاقم البلديات بالدولة وليس فقط في خورفكان يضم في تركيبته الحالية عناصر نسائية مميزة قادرات على القيام بالمهام المنوطة بهن على أتم وجه.
وتشير بحصولها على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات العربية المتحدة سنة 2003 – 2004. وتؤكد أن نجاحها في بلدية خورفكان بدأ منذ العام 2005 بمسمى وظيفي مهندس معماري.
وتقلدت عدداً من المواقع القيادية في المؤسسة رئيسة لقسم الشؤون الفنية، وتولت مهام القائم بأعمال مدير البلدية بالإنابة مطلع يوليو الماضي بموجب قرار صادر عن مدير البلدية السابق طيلة مدة خروجه في إجازة مرضية مفتوحة المدة.
فيما تبوأت منصب مدير البلدية بناء على قرار المجلس التنفيذي بالشارقة في عام 2013. حيث تعهدت للقيادة الرشيدة ولموظفي البلدية بالحفاظ على النظام الخدمي مهنياً مستقلاً متكاملاً يتميز بالنضج والاستمرارية نحو الأفضل دائماً.
ابتسام الشاعر