تحتوي إمارة الفجيرة على عدد كبير من الحدائق والمتنزهات العامة، تشكل متنفساً طبيعياً حيوياً، تقصده الأسر كما الأفراد، للاستجمام والاستمتاع في أوقات العطلات والأعياد الرسمية، على بساط المسطحات والأشجار الخضراء. ويُعد منتزه الفجيرة الوطني أحد أهم الحدائق التي تشتهر بها الإمارة، نظراً لموقعه الذي يتوسط المجمعات السكنية في مدينة الفجيرة، ولكونه مخصصاً للنساء والأطفال، ما جعله مقصداً للعائلات، يمنح مرتاديه الراحة ويبعث في نفوسهم الشعور بالسعادة.
بعيداً عن أجواء المنازل، تجتذب حدائق الفجيرة زوار المنطقة إليها، للاستمتاع بالهواء النظيف، والجلوس وسط المساحات الخضراء، وتوفر متنفساً عائلياً يمنح شعوراً بالاسترخاء والراحة، ويتيح المجال للأطفال للركض واللعب وإخراج طاقاتهم بالشكل الذي يبهجهم ويقوي أبدانهم. ومن أهم هذه الحدائق حديقة منتزه الفجيرة الوطني، أو «حديقة المنتزه للسيدات والأطفال»، التي يتوافد إليها الناس بأعداد كبيرة في العطلات الأسبوعية والإجازات، لما تحتله من موقع متميز في مركز المدينة، حتى إن من يرغب في زيارة المنتزه في هذه الأيام يصعب أن يجد موقفاً لسيارته، أو مكاناً داخل المنتزه، خصوصاً في الفترة المسائية.
قمنا بزيارة إلى «منتزه الفجيرة الوطني»، حيث شاهدنا الأجواء العائلية الجميلة التي تسودها السكينة والراحة، وتتخللها الأحاديث والقصص الطريفة، وأصوات ضحكات الأطفال الذين لا يتوقفون عن اللهو واللعب، واجتماعات الأصدقاء والمعارف بين الطبيعة. وفي ذلك المنتزه المخصص للنساء والأطفال، كانت لنا بعض اللقاءات مع عدد من الزائرات.
تؤكد لنا أم محمد، إحدى الزائرات اللاتي التقيناهن، حرصها على زيارة المنتزه بشكل أسبوعي، وأثناء العطلات والإجازات الرسمية، لما تتسم به الحديقة من تنسيق جميل يبعث الهدوء والراحة في النفس، وهو شعور يزيده النظر إلى المسطحات الخضراء والأشجار بأنواعها المختلفة، إضافة إلى أنها توفر الوسائل التي تمكن الزائر من الاستمتاع بوقته، إلى جانب ألعاب الأطفال المختلفة. وتضيف: تحتوي «حديقة النساء والأطفال»، كما يشتهر المنتزه بين سكان الفجيرة، على عدد من عناصر الترفيه والتسلية، ويمكن ممارسة الأنشطة الرياضية فيها، وتتميز بالنظافة، وقربها من المناطق السكنية، ما يحفز الأمهات على قضاء الأوقات مع أطفالهن.
أما أم ريم فتصف الحديقة بقولها إنها تمثل راحة للأمهات، ومتنفساً ترفيهياً للصغار، وبنداً مهماً على الجدول اليومي للكثيرين من سكان الفجيرة، كما أنها تخدم نساء المنطقة، خصوصاً الحوامل، اللاتي يحتجن إلى ممارسة رياضة المشي. تقول: كانت فكرة ممتازة إنشاء حديقة في منتصف مدينة الفجيرة، وتجهيزها بالألعاب للترفيه والترويح عن الأطفال، وبذلك اختصرت على الأهالي المسافة والوقت، بدلاً من التوجه بصحبة أطفالهم إلى المراكز التجارية، فضلاً عن أن تردد الأطفال على الحدائق والمتنزهات الخضراء، يحسن صحتهم الجسدية، ويقوي قدراتهم العقلية.
ورغم إشادتها بالحديقة وخدماتها وموقعها المتميز، تطالب مريم عبيد، من مواطني الفجيرة، بأهمية حرص الجهات المختصة على إجراء عمليات صيانة شاملة دورية لجميع مرافق الحديقة، وتهيئتها دائماً على أفضل صورة لاستقبال النساء والأطفال، خصوصاً مع الإقبال الكبير على زيارتها أيام الإجازات والعطلات الرسمية.
وتلفت في هذا السياق إلى أن الحديقة تعاني بعض الإهمال، وتحتاج إلى زيادة ألعاب ترفيهية جديدة خاصة بالأطفال. مشيرة إلى أن مكان الحديقة المتميز ليس كل شيء، لذا لا بد من توفير المزيد من وسائل الترفيه، والحراسة اللازمة والكافية.
المحافظة على الجمال
سالم المكسح، مدير دائرة الأشغال العامة والزراعة بحكومة الفجيرة، يقول إن «منتزه الفجيرة الوطني» المخصص للنساء والأطفال، يوفر له موقعه قرباً من جميع أحياء مدينة الفجيرة، ما يمنح السكان الفرصة للتمتع بهذه المسطحات الخضراء والأشجار التي تبلغ مساحتها 5 كيلومترات مربعة. ويلفت إلى ما تم من صيانة الكافتيريا والحمامات وزراعة أحواض الزهور ونباتات الزينة، في الحديقة التي تتخللها ممرات وطرقات داخلية، ومحاطة بسور من الحديد المشغول والخرسانة المسلحة.
ويضيف المكسح إنه انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة، بالحفاظ على البيئة ونشر المسطحات الخضراء في جميع ربوع إمارة الفجيرة، تبذل دائرة الأشغال والزراعة جهودها للمحافظة على جمال حدائق الفجيرة، وتهيئة كل سبل الراحة لمرتاديها، من خلال عمليات المتابعة المستمرة، لاسيما ما يتعلق بصيانة المرافق والزراعات التجميلية، وخصوصاً في حديقة النساء والأطفال «منتزه الفجيرة الوطني»، التي تزدحم بالمرتادين على مدار الأسبوع.
ويشير إلى أنه إضافة إلى «منتزه الفجيرة الوطني»، تضم الإمارة العديد من الحدائق العامة، منها «حديقة عين مضب» الكبريتية، و«حديقة مربح»، وأربع حدائق في دبا الفجيرة. تستقطب هذه الحدائق مجتمعة آلاف السياح والزوار وسكان الإمارة من مختلف الجنسيات.
أمنية صدقي