دهمتها مياه السيول مطلع الألفية، انتقلت على الفور طبقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بمساكنها من الشواطئ المطلة على خليج عمان إلى أحضان الجبال، وجاء تصميم المساكن الجديدة على طراز معماري حديث أصبغ على المنطقة طابع المدينة، وباتت القرية التي تبعد نحو 5 كيلومترات إلى الشمال من مدينة الفجيرة من أحدث المناطق بإمارة الفجيرة، من خلال مساكنها الفاخرة، ومنشآتها التعليمية والصحية الحديثة، بعد أن استجابت القيادة الرشيدة لواقع المنطقة الجديد، وقامت برفدها بمدارس جديدة ومركز صحي يقدم خدماته لأهالي المنطقة والمناطق المتاخمة لها.
وتعد القرية من المناطق الجميلة في الفجيرة، وتقع بالقرب من المنشآت النفطية، حيث توجد في محيط المنطقة البترولية في الفجيرة «فوز»، التي تزخر بمستودعات تخزين وتصدير النفط، وتعد واجهة الصناعات البتروكيميائية بإمارة الفجيرة، حيث يتم تصدير ما نسبته 70% من بترول أبوظبي عبر تلك الواجهة البحرية، عبر خط حبشان – أبوظبي، فيما تخطط شركة «آيبيك» لتشييد أكبر محطة تكرير بترول في منطقة الخليج العربي على تلك الواجهة المجاورة لمنطقة القرية.
قامت «الخليج» بجولة ميدانية لتقصي الحقائق على أرض الواقع والوقوف على حجم المنجز والتعرف على الاحتياجات من الخدمات الأساسية في منطقة القرية، ورصدت امتداد يد العمران إلى القرية الجديدة بعد أن شيدت بها مدرستان، واحدة للبنات وأخرى للبنين، وبناء مركز صحي لخدمة المواطنين، كما شيدت بها الطرق الرئيسية التي تمكن الأهالي من التنقل إلى وسط وأطراف القرية بسهولة ويسر، كما شيدت البلدية عدداً من المحال التجارية.
جميع مناطق الفجيرة
وصلت يد التطور والتنمية إلى جميع مناطق الفجيرة دون استثناء من ضمنها منطقة القرية، ولم يبق ملف واحد من دون إيجاد حلول عاجلة له، سواء ملف الإسكان أو الطرق أو الصحة أو التعليم أو الماء والكهرباء أو الخدمات الاجتماعية والخدمات الأخرى، وتبقى في كل ملف بعض النواقص تعمل الدولة على سد الهوة فيها.
وتصل نسبة الموظفين في القرية إلى 90%، بينما يعمل 10% في مهن تجارية خاصة ومزارعين وصيادين، وتتجاوز نسبة التعليم في القرية الـ95%، حيث تتراجع نسبة الأمية بشكل كبير، ويعمل الموظفون بالقرية في المؤسسات المحلية بحكومة الفجيرة والوزارات الاتحادية في الفجيرة ودبي، بينما ينتسب نسبة كبيرة من شباب القرية إلى القوات المسلحة.
مساكن تعويضية
لقد داهمت القرية في مطلع الألفية سيول، أدت إلى جرف بيوت المنطقة وتشريد العديد من الأسر، كل بحسب حجم الخسائر التي تعرض لها بيته وممتلكاته، وصدر قرار من القيادة الرشيدة بإيواء سكان القرية المتضررين من السيول، وتشييد 200 بيت شعبي جديد لهم فوراً، والانتقال إليها في وقت قياسي.
وبقيت أطلال بيوت القرية باقية لسنوات عديدة عقب السيول، كما ظلت بعض البيوت الأخرى التي لم تطلها السيول كما هي ويسكنها أصحابها على الرغم من القدم والتهالك التي كانت عليه، وصدر قرار ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، بإنشاء 51 مسكناً جديداً للمواطنين والانتقال مع نظرائهم إلى القرية الجديدة. وهكذا أصبحت جميع بيوت القرية الجديدة حديثة، بعد أن انتقلت من أحضان البحر إلى السلسلة الجبلية وشغلت مساكن فاخرة وبتصاميم عصرية.
تعبيد الطرق
وعبر المواطن راشد اليماحي، من سكان منطقة القرية عن عدم رضاه حيال السكوت الذي تواجه به مطالبهم، خصوصاً في مجال تعبيد الطرق وحل مشكلات الطرق الداخلية التي شيدت قبل سنوات عديدة وأصابها التشقق وباتت خطراً على السيارات وأصحابها، لافتاً إلى عدم وجود طرق معبدة في شعبية الشيخ زايد القديمة.
وأكد وقوع العديد من الحوادث المرورية على طرقهم العامة والداخلية بسبب الظلام الدامس، وعدم وجود أي إنارة داخلية في الشعبية، وعدم وصول التيار الكهربائي إليهم، حيث يحل الظلام الدامس على الشوارع بمجرد دخول الليل.
حديقة للنساء
وقالت «أم مريم» من سكان منطقة القرية: «إن أطفال ونساء القرية في أمس الحاجة إلى حديقة عامة في المنطقة لتكون متنفساً لهم ولأطفالهم في أوقات العطلات الطويلة ونهاية الأسبوع، خاصة أن المنطقة تفتقر إلى هذه الحدائق، إذ تميل كثير من النساء إلى البحث عن الخصوصية في الرحلات الترفيهية التي تقوم بها، ولا توفر المتنزهات العامة مثل تلك الخصوصية كونها مفتوحة للجميع، لذا جاءت حاجة سكان منطقة القرية إلى حديقة للسيدات لتوفر فرصة لهن للتمتع بأجواء الحديقة مع أطفالهن بحرية كبيرة، حيث تعتبر الحدائق من أكثر المرافق العامة المفضلة للنساء لأنها تمنحهن قدراً أكبر من الحرية والخصوصية».
وأضافت، أنهم في حال رغبوا في الترويح عن أنفسهم يذهبون إلى حديقة العقير القريبة منهم في منطقة قدفع، والتي تعاني من الإهمال الكبير، وعدم توفير ألعاب ترفيهية جيدة خاصة بالأطفال سوى ألعاب خشبية قديمة، فضلاً عن أنه يوجد مساحه كبيرة معبأة بالصخور والأتربة، ولا توجد إنارة كافية داخل الحديقة مساءً، ما يثير مخاوف الأبناء وقلق الأهالي في اصطحابهم إليها، مشيرةً إلى أنها تفتقر إلى العديد من وسائل الترفيه كألعاب الأطفال والمرافق داخل هذه الحديقة.
مركز الشرطة
ودعا أهالي المنطقة الجهات المختصة إلى إنشاء مركز للشرطة في القرية لضبط الحوادث المرورية التي تقع على الطرق، خاصة بسبب حالة الظلام، مبينين أن ذلك سيسهم بلا شك في إدخال راحة نفسية وشعور بالطمأنينة في قلوب ونفوس سكان المنطقة، إضافة إلى أن ذلك سيكون بمثابة رادع قوي يؤدي إلى الحد من الحوادث والمشاجرات والالتزام بالأنظمة والقوانين والابتعاد عن كل ما من شأنه التسبب في زعزعة الاستقرار والأمن.
من جهته رفع سالم محمد من سكان منطقة القرية أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على مكارمه التي لا تنتهي، مؤكداً حرص القيادة الرشيدة على تلمس احتياجات المواطنين وتوفير سبل الراحة والنماء للجميع. وشدد على أن ما تبذله القيادة الحكيمة في الدولة من جهود لا تخفى على أحد من أجل خلق حياة كريمة لكل المواطنين، واهتمامهم الدائم وحرصهم على توجيه كافة أشكال الدعم المتواصل للمواطنين في مختلف المجالات بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.ولفت إلى أن مدخل منطقة القرية بحاجة إلى إنارة وفي أقرب فرصة، حيث يعاني من الظلام الدامس ليلاً، والشارع عبارة عن منحنى وطريق من حارة واحدة في كل اتجاه وهناك العديد من الشباب المتهورين الذين لا يتقيدون بالالتزام المروري والسرعات المحددة ويقومون بالتجاوز في هذا المنحنى الخطير، مشيراً إلى أن هذا الشارع متعرج بشكل كبير وغير آمن، وقد شهد حوادث عديدة مروعة أدت إلى خسارة العديد من الأرواح الشابة.
متنفس ترفيهي
بدوره شكا «أبو محمد» دخول المستودعات البترولية إلى منطقة القرية بجانب المناطق السكنية واصفاً هذا الفعل بالقنبلة الموقوتة، ذلك أن الاستمرار في امتداد المستودعات البترولية يزداد يوماً بعد يوم ويتوسع في الداخل باتجاه المنطقة، وهذا يشكل ضرراً كبيراً على الأهالي ويصيبهم بالهلع الدائم من الإصابة بالأمراض السرطانية وأمراض الجهاز التنفسي، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الوفيات في منطقة القرية، بسبب الأمراض السرطانية.
وأشار إلى حاجة المنطقة لمتنفس ترفيهي، وأن أهالى المنطقة يضطرون للذهاب إلى كورنيش أو حديقة مدينتي خورفكان أو كلباء، مؤكداً الضرورة الملحة لوجود حديقة في المنطقة من خلالها يستطيع رب الأسرة اصطحاب أسرته.
نقص الكهرباء
المهندس محمد سيف الأفخم، مدير عام بلدية الفجيرة قال: إن غياب التيار الكهربائي عن الطرق الرئيسية والداخلية للشعبيات الجديدة في الفجيرة يتسبب في وقوع الحوادث المرورية وينال من استقرار الأسر، ما يسبب إزعاجاً وقلقاً مستمرين للسكان.
وأشار إلى أن مشكلة إنارة الطرق الداخلية في شعبية زايد في القرية والطرق الأخرى، واقعة منذ سنوات، وتم إنشاء أعمدة الإنارة قبل فترة وهي جاهزة للعمل، ولكن التيار غائب عنها.
وطالب الأفخم الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء فتح ملف الكهرباء داخل الشعبيات الجديدة والطرق الرئيسية، في مناطق القرية وضدنا ودبا الفجيرة، وغيرها من المناطق، بشكل عاجل من أجل مصلحة المواطنين، والحد من الحوادث المرورية التي تقع لهم بسبب حالة الظلام الشديد على تلك الطرق، ما يشكل هدراً شديداً للثروة البشرية الوطنية.
بناء 51 مسكناً
تم الانتهاء من تشييد 51 بيتاً في القرية، ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، وتم توزيع 21 مسكناً على المواطنين كتعويض عن بيوتهم القديمة الموجودة على ساحل البحر في القرية القديمة.
كما تم نقل 24 مواطناً في وقت سابق، تعويضاً للمواطنين بعد نقلهم من مساكنهم الشاطئية إلى تلك المساكن الجبلية.
إشادة بالمركز الصحي
تعتبر مراكز الرعاية الصحية من الركائز الأساسية في النظام الصحي في أي منطقة من مناطق الدولة، حيث تعمل كمنافذ لتلقي الحالات اليومية البسيطة وتقوم بتصنيف الحالات الحرجة وتوزيعها على المستشفيات المركزية والمراكز التخصصية، إلى جانب تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية المتنوعة، حيث أشاد سكان منطقة القرية بالمركز الصحي، والذي يعمل على مدار الفترتين الصباحية والمسائية ويضم الكادر الطبي المعد والجاهز لحالات الطوارئ، ويواصل توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية، ويحقق حاجة السكان من الخدمات الصحية المتنوعة بهدف تلبية حاجة جميع المواطنين في المنطقة.
وأجمعوا على أن منطقة القرية بجانب توافر الخدمات التعليمية والصحية بالمنطقة تحتاج لتلبية حاجاتها ومطالبها وتوفير المزيد من الخدمات الأساسية التي يفتقدونها، مثل الطرق المعبدة، والإنارة، والحدائق، وإنشاء مركز شرطة.
أمنية صدقي