نجت المواطنة “ام خلفان” في العقد الرابع من عمرها من لدغة أفعى سامة تعرضت لها أثناء تواجدها في أحد وديان موطنها بمنطقة دفتا بالفجيرة، وأشارت المواطنة في حديثها لـ ” البيان” إلى لطف القدر بها وتعافيها من آثار اللدغة التي ادخلتها العناية المركزة بمستشفى الفجيرة لمدة تقارب الاسبوعين. حيث نجت بفضل الله ثم بالإسعافات الأولية التي اجرتها لنفسها في موقع الحادثة.
وتروي “ام خلفان” تفاصيل الحادثة التي تعرضت لها من أحد أخطر الأفاعي المحلية المعروف باسم “سويده النواح” أو “حية الجرس” ، أثناء رحلة برية قامت بها مع شقيقتها إلى أحد أودية المنطقة لجمع نبات الحماض منذ الشهر، حيث فوجئت بمهاجمة الأفعى لها بخروجها من أسفل أحد صخور الوادي وإصابتها بخدشين في اسفل القدم، الخدش الاول بطول 3 انش، والخدش الثاني بطول 2 انش. كما لم تنسحب الافعى من الموقع حسب ما هو متعارف عليه بعد الهجوم، بل حاولت الهجوم مرة أخرى لجرأتها وقوتها.
الا انها تداركت الموقف بجلادة حيث ابتعدت قليلاً من الموقع وقامت بربط ساقها من أعلى الإصابة بشدة لمنع انتقال السم للقلب عبر الشرايين، وطلبت من شقيقتها التي ترافقها استخدام السكين في فتح الجرح قليلاً لتفريق الدم المتخثر، وكانت قد نجحت بقوة يقينها بالله وعدم خوفها من الواقعة بإخراج اكبر كمية ممكنة من الدم المتخثر .
وأردفت قائلة : ” لم اكن خائفة، لان الخوف في هذه المواقف يزيد الموضوع صعوبة، بل كان هدفي في ذات الوقت التخلص من أكبر كمية من السم في جسدي، ونجحت في عصر ساقي واستخراج الدم المتخثر الذي كان يحمل كريات بيضاء تدل على وجود كمية كبيرة من السم قد دخلت ساقي”.
وتضيف “ام خلفان” : تابعت بعد ذلك المسير أنا وشقيقتي إلى مركبتنا على بعد نصف ساعة، حيث استنجدنا بشقيقي الذي حضر على الفور ونقلني إلى المستشفى بعد تعرضي لخلل في التوازن واستفراغ حاد.
وكان الجرح حتى ذاك الحين خاملاً وغير منتفخ، بسبب تفريغ الدم المتخثر. وفي ذات الوقت خاطبت شقيقتي عمال المزرعة ليتتبعوا أثر الافعى وقتلها، حيث اتضح أنها افعى كبيرة السن وتحمل 6 حلقات رنانة في اسفل ذيلها.
وتشير بالحديث بعد وصولها لمستشفى مسافي، بأن العاملين في قسم الطوارئ استقبلوها وقدموا لها الاسعافات الفورية بعد ان بدأ موقع اللدغة بالانتفاخ، فيما شعرت بآلام شديدة وإعياء اكبر بعد فتح رباط الساق، ولم يكن يتوفر لديهم مصل السموم، فجرى نقلها على الفور إلى مستشفى الفجيرة لحقنها بالمضاد الخاص بالسموم.
وقالت: ” لقد أخذوا مني بصورة سريعة عينة من الدم لمعرفة كمية السم الذي دخل إلى جسمي لتقديم الجرعة المناسبة من المضاد الحيوي”. لافته إلى أن الانتكاسة الصحية التي أدخلتها العناية لمدة 3 ايام قد مرت بسلام ، وأكدت أن مستشفى الفجيرة تجاوب بصورة محترفة مع الحالة، وأجرى لها المعالجة الطبية اللازمة وغادرت المستشفى بعد 10 ايام بصحة جيدة.
وفي ختام حديثها توضح “أم خلفان” أن الحادثة هي الأولى في حياتها، رغم مشاهداتها الكثيرة للأفاعي والعقارب وغيرها من الكائنات السامة في بيئتها المحيطة، إلا أن لطف القدر وخبرتها في الحياة التي اكتسبتها من ذويها ساهمت في نجاتها.
ولفتت إلى ضرورة تعلم إجراءات الإسعافات الخاصة بهذه المواقف التي تشكل جدار حماية للإنسان وقت الخطر. حيث تعج المناطق الجبلية المشابه لمنطقة دفتا بالثعابين والأفاعي.
ابتسام الشاعر