بجانب بيته في منطقة الغرفة بالفجيرة.. انهمك المواطن عبد الله سليمان في إنجاز القارب رقم ثلاثة آلاف والمصنوع بالكامل من جريد النخيل، والذي يطلق عليه حسب مصطلح أهل البحر في الفجيرة والساحل الشرقي بـ «الشاشة».. فكبير الصيادين في الفجيرة يعكف منذ عشرات السنين على صناعات هذا النوع من القوارب، التي اشتهر من خلالها ليس على مستوى الفجيرة، بل على مستوى الإمارات والخليج العربي، ولديه زبائن من كل مكان.
وحول مهنة صناعة الشاشة وبدايته.. يقول: أرافق والدي منذ الصغر له، فهو من أهل البحر الذين يصنعون هذا النوع من القوارب الصغيرة، ويعتمد عليها بشكل كبير في عمليات الصيد، ولما وصلت سن الشباب أصبحت أتقن هذه الصناعة وهي اليوم جزء من حياتي، وهي تتطلب خبرة ومهارة عالية وتركيز.
وبعد تحضير الجريد والحبال يقوم عبد الله سليمان بوضع رسمة أو مخطط في ذهنه لحجم القارب أو الشاشة، فهنا شاشة طولها مترين وشاشة أخرى يصل طولها إلى أربعة أمتار مع تفاوت في الارتفاع ويتم بناء جسم الشاشة من خلال صف وتركيب الجريد وربطه بشكل محكم في الحبال، ويتم وضع كرب النخل في بطن الشاشة وهذا الكرب يساعدها على الطفو وسرعة الحركة، وكذلك يجعلها أكثر ثباتاً وتوازناً في عرض البحر، موضحاً أن هذا العمل في تركيب وصنع الشاشة يتطلب وجود شخصين يتعاونان في إتمام صنع الشاشة لاسيما ذات الحجم الكبير لمدة يومين.
وأوضح أنه في الوقت الراهن أصبحت الشاشة جزء من الموروث الشعبي لأهل البحر وهناك إقبال كبير من قبل السواح الذين يقتنون الشاشة لتزين مداخل وواجهات البيوت والمطاعم، حيث يصل سعر الشاشة إلى سبعة آلاف درهم، مبيناً أن سر اهتمامه بهذه الصناعة نابع من حبه للموروث الشعبي الأصيل، لذا يشارك في معظم المهرجانات داخل الدولة وخارجها، من منطلق إبراز الحرف التقليدية وإعطاء صورة وافية للزوار عن صناعة قوارب الشاشة، وأهم الأدوات المستخدمة بهذه الصناعة ونقل هذه الحرفة لجيل اليوم.
ياسين سالم