أغلقت مياه الأمطار الطريق الواصل بين الفجيرة وخورفكان عند منطقة مربح، ويطلق على الحالة المناخية الراهنة في الساحل الشرقي وبعض مناطق عمان اسم «أخدود الخصيب».
وقالت شرطة الشارقة إنه تم إغلاق الشارع المؤدي ما بين منطقة النحوة وشيص، وذلك بسبب هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية.
وطالبت شرطة الشارقة وشرطة الفجيرة من السائقين الانتباه، وعدم التصوير أثناء القيادة، نظراً لتساقط الأمطار بالمناطق الشرقية.
ووصفت الأمطار التي هطلت على مدن الفجيرة وخورفكان ودبا بغير المسبوقة، نتيجة المنخفض الجوي المسمى بأخدود «الخصيب»، ما أسفر فيضان أودية، أصابها الجفاف منذ سنوات طويلة، وهو ما أدى إلى إغلاق بعض الطرقات بالساحل الشرقي وانهيار سور أحد المنازل بالفجيرة، واجتياح المياه لأحد المجمعات السكنية للعمال بمنطقة مربح، علاوة على انجراف بعض السيارات وتدهورها.
وأسفرت الأمطار الغزيرة التي استمرت منذ منتصف ليل الأربعاء، حتى ظهر أمس الخميس، عن إغراق مناطق متفرقة من مدينتي الفجيرة ودبا الفجيرة، وتركزت السيول في المناطق الواقعة في مرمى الوديان خاصة في المناطق الجبلية.
وكانت منطقتا مربح وقدفع هما أكثر المناطق تضرراً بشكل دوري في موسم الشتاء، حيث تقعان في منحدرات جبلية، واجتاحت تراكمات مياه الوديان المنطقتين، ما تسبب في إغراق مناطق متفاوتة من الطريق الرابط بين الفجيرة وخورفكان.
وشهدت حالة السير على الطريق تكدساً ملحوظاً للسيارات، ما دفع القيادة العامة لشرطة الفجيرة لإغلاق الطريق لنحو الساعة، قبل أن تعاود فتحه أمام حركة السير بعد السيطرة على الوضع.
وهُرعت فرق الطوارئ والدفاع المدني وأجهزة الشرطة للشوارع، للتعامل مع الموقف، وتسيير حركة المرور، وشفط تراكمات الأمطار، فيما سيطرت حالة الطوارئ على بلديات الساحل الشرقي كافة، تحسباً لتفاقم الوضع.
وكان واديا صفد وحام، وهما أطول وديان الفجيرة، ويمتدان لنحو 25 كيلومتراً قد فاضا بالمياه للمرة الأولى منذ سنوات.
وقال العميد محمد راشد بن نايع، نائب القائد العام بشرطة الفجيرة، إن إدارته لم ترصد أية أضرار بشرية أو مادية باستثناء تحطم سور أحد المنازل بمنطقة القريّة التابعة للفجيرة، موضحاً أن الشرطة المجتمعية وبالتعاون مع جمعية الفجيرة الخيرية قامت بتوفير شقة فندقية بأحد فنادق مربح لأسرة واحدة، تتكون من 10 أفراد، مع توفير مساكن إيواء إضافية تحسباً لأي ظرف.
وأفاد ابن نايع بأن القيادة العامة للشرطة قامت بإغلاق أجزاء من طريق الفجيرة خورفكان، وتحديداً بالمنطقة المحاذية لمنطقتي مربح وقدفع، موضحاً أن مدة إغلاق الطريق لم تتجاوز 45 دقيقة، قبل أن يتم فتحه مجدداً أمام حركة السير بانسيابية تامة.
وكشف عن تخصيص طائرة لفريق عمل من وزارة البيئة والتغير المناخي، وذلك لاستطلاع وضع السدود والوديان بالمناطق التي شهدت غزارة في الأمطار، ومنها سد صفد للوقوف على استيعابه لتراكمات المياه.
وأكد نائب القائد العام لشرطة الفجيرة، أن الإمارة لم تشهد وقوع أية حوادث سير خلال مدة سقوط الأمطار، موضحاً أن بُعد الوديان المنحدرة من ولاية مدحاء المجاورة لمناطق مربح وقدفع، كان لها دور بارز في غرق المنطقتين، نتيجة وقوعهما في مرمى الوديان.
وناشدت القيادة العامة لشرطة الفجيرة وإدارة الدفاع المدني ومؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية عموم المواطنين، بالابتعاد عن مسارات الوديان حفاظاً على سلامتهم.
خورفكان
مدينة خورفكان بدورها شهدت سيولاً جارفة في بعض المناطق، وبخاصة منطقتي شيص والنحوة، وفاضت وديان خورفكان بالخير، وشهد الطريق الدائري غزارة في الأمطار أدت لجريان الشعاب الجبلية، ورسم شلالات غزيرة من وحي الطبيعة على الجبال المحاذية للطريق.
وأعلنت القيادة العامة لشرطة الشارقة في بيان لها عن إغلاق الطريق الرابط بين منطقتي شيص والنحوة نتيجة لغزارة الأمطار التي أسفرت عن جريان أودية لم تجر منذ سنوات عدة، موضحة عدم وقوع أية إصابات بشرية أو مادية نتيجة الأمطار في خورفكان.
وبحسب عبدالله الصم النقبي، رئيس المجلس البلدي بخورفكان أسفرت الأمطار عن امتلاء سد وادي «شي» بكميات كبيرة من تراكمات الأمطار مشكلة لوحة فنية من وحي الطبيعة، أقرب لبحيرة ضخمة بين حصار الجبال، مشيراً إلى عدم وقوع أضرار كبيرة، مع ترقب ومتابعة مستمرة من إدارته بالتعاون مع بلدية خورفكان، لشفط تراكمات الأمطار، وإزالة الرواسب الطينية وغيرها من الطرقات، التي تعرضت لاجتياح المياه، نتيجة موقعها في منحدرات الأودية والشعاب الجبلية.
وهرعت فرق الطوارئ في المدينة للتعامل مع الموقف بنشر 14 مضخة لشفط المياه و7 آليات تناكر، في شوارع المدينة والدوارات العامة بالمناطق المتضررة، ومنها المديفي والجرادية التي تأزم الموقف بها بشكل كبير، فيما نصبت بلدية خورفكان عدداً من السواتر الرملية في محاولة لحجز تراكمات الأمطار من المنحدرات الجبلية، خاصة في منطقة الدوائر الحكومية التي تعرض بعضها لاجتياح مياه الأمطار.
وقال محمد خميس النقبي القائم بأعمال والي منطقة شيص، إن الأمطار هي الأكثر غزارة منذ نحو 25 عاماً، موضحاً أنها أسفرت عن قطع طريق شيص النحوة، مع تأكيده عدم وقوع أضرار تذكر.
وأفاد النقبي بأن تشييد مصبات خرسانية بمنطقة شيص، جنّب المنطقة الكثير من المخاطر، موضحاً أن تراكمات مياه الأمطار في الوديان والسدود تبشر بموسم زراعي خصيب جيد نتيجة وفرة المياه وجريان العيون والشعاب.
كلباء
مدينة كلباء شهدت بدورها هطول أمطار متوسطة ليلاً على الكثير من مناطق المدينة، خاصة مناطق البراحة والبردي والصناعية والدحيات وطريف، حيث فاضت الدوارات والميادين العامة، وتراكمت كميات كبيرة من مياه الأمطار في وقت قياسي بالشوارع الرئيسية بتلك المناطق، قبل أن تشرع أجهزة البلدية في التعامل مع المياه.
وشهدت منطقة وادي الحلو الجبلية التابعة لمدينة كلباء سقوط أمطار غزيرة، جرت على إثرها الشعاب والوديان والشلالات الجبلية، في حين جاءت الأمطار متوسطة على طريق كلباء الشارقة.
نفوق 150 رأس أغنام
أبلغ عدد من الأهالي في منطقة مربح أن نحو 150 رأسا من الأغنام قد نفقت في المنطقة نتيجة فيضان الأودية.
وأعلنت القيادة العامة لشرطة الفجيرة إغلاق طريق يبسا العابر نتيجة لغزارة الأمطار لحين إشعار آخر.
