أكد الدكتور محمد عبد الله بن سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية أن وزارة الصحة تسعى جاهدة لتنفيذ برامج توعوية من أجل تثقيف الجمهور بالأمراض وتعريفهم بأفضل طرق الوقاية منها، من خلال تكثيف برامج التثقيف الصحي وزيادة الوعي لدى الجمهور لجعلها واحدة من أهم أهداف الوزارة لوضع حد لمواجهة بعض الأمراض الموجودة في دولة الإمارات، مثل مرض السكري والسمنة وغيرها الكثير من أمراض العصر الحديث.
وقال إنها أمراض تشكل تحديات يجب مواجهتها عن طريق الثقافة الصحية وبرامج توعوية، موضحاً أن أدارته تعمل على تكثيف هذه البرامج في الفترة المقبلة.
ولفت محمد عبد الله في حوار مع «الخليج» إلى أن حكومة دولة الإمارات تعمل ضمن إطار منهجي مؤسسي بخطط وبرامج مدروسة ومدرجة تحت استراتيجية محددة ومعتمدة، لا تأتي من اجتهاد شخصي، وبالتالي فهذه الرؤية والاستراتيجية مبنية على ركائز أساسية منها: الأجندة الوطنية الطموحة ، إضافة إلى توجهات القيادة الرشيدة لتلبية كافة احتياجات المواطنين داخل الدولة.
واستعرض جملة من الخطط والاستراتيجيات المتوقع تطبيقها لدى وزارة الصحة خلال الفترة من 2017 -2021 والتي من شأنها تحسين مستوى الخدمات الصحية بالدولة.. وإلى الحوار:
صيانة وتطوير
* تم تنفيذ مشروع صيانة وتطوير مستشفى الفجيرة حديثاً هل لك أن تحدثنا عن المشروع وأهدافه؟
– الآن جميع مستشفيات وزارة الصحة بصدد الحصول على الاعتماد الصحي، ولا شك أن هنالك متطلبات سواء في تقديم الخدمة وطرق التقديم وحتى البنية التحتية، وهنالك معايير ومواصفات للمستشفيات تنطبق معها معايير الاعتماد الصحية بشكل أولي، وأن هنالك تصنيفاً للمراكز من خلال تقييم الخدمات من قبل الأمانه العامة لمجلس الوزراء بنظام النجوم ونظام التميز في تقدم الخدمة، ودائما نسعى لأن تكون البنية التحتية مواكبة لأفضل المعايير والمواصفات التي نستطيع من خلالها تقديم الخدمة بالصورة المناسبة لتلك الصيانة التي يتم تنفيذها حاليا بمستشفى الفجيرة تستهدف اولاً تطوير البنية التحتية للمستشفى، ومن ثم تحويل مداخل المستشفى وأماكن تواجد المرضى إلى أماكن متميزة بفخامة عالية تتناسب مع سياسة حكومة دولة الإمارات وتطبيق مواصفات الاعتماد الصحي في المستشفى، بعد أن باشرت وزارة الأشغال نهاية العام الماضي أعمال الصيانة وما زالت الأعمال جارية حتى الآن.
مستشفى مرجعي
* كم عدد التخصصات الموجودة حالياً في المستشفى؟
– تبلغ التخصصات 25 تخصصاً حيث يعتبر مستشفى الفجيرة تخصصيا تحويليا مرجعيا للمستشفيات بالساحل الشرقي وتشمل مشافي دبا وخورفكان وكلباء ومسافي، وأن جميع التخصصات الرئيسية موجودة بمستشفى الفجيرة إلى جانب عدد من التخصصات الفرعية مثل جراحة الأوعية الدموية والجراحة التجميلية والمخ والأعصاب بالإضافة إلى الكلى والأعصاب. الهدف من ذلك جعل مستشفى الفجيرة قادراً على تقديم خدماته كمستشفى مرجعي ، وهناك خطط لتطوير ودعم مستشفى الفجيرة كمستشفى تخصصي وزيادة التخصصات الفرعية فيه.
أعداد المراجعين
* كم عدد المراجعين للمستشفى سنوياً؟ وهل يوجد لديكم ضغط على مستوى المراجعين لقسم الطوارئ ؟
– المراجعون للعيادات باستثناء قسم الطوارئ بلغ نحو 150 ألف مراجع، كما أن القطاع الصحي في جميع دول العالم يواجه تحديات كبيرة بحكم التطور السريع في الجوانب الطبية والتحديث المستمر على مستوى الأجهزة التشخيصية والعلاجية بتقنيات متطورة، لذلك هنالك أولوية من قيادة دولتنا الرشيدة للارتقاء بالقطاع والوصول به إلى التميز ، فيما تسعى وزارة الصحة جاهدة لتحقيق هذا الهدف ويعتبر واحداً من الأهداف الرئيسية والاستراتيجية التي تعمل بها وزارة الصحة ليس من أجل تحقيق رضا المراجع فقط وإنما من أجل إسعاده.
نحن قطعنا شوطاً مهماً في تطوير الخدمات العلاجية وتطوير طرق تقدم هذه الخدمات للمراجع ومحاولة الابتكار والإبداع بالإضافة إلى محاولة استخدام طرق جديدة وأفكار موضوعية لتسهيل الإجراءات على المراجعين ، وقد تم افتتاح العديد من الأقسام داخل المستشفى ومنها مركز القلب ومركز الثلاسيما والكلى حتى نستطيع كسب رضا المراجع وسعادته. حيث قامت وزارة الصحة بتحسين الخدمات واستحداث نظام البريد الإلكتروني للإسراع في الإجراءات ويوجد هناك نظام لخدمة المتعاملين في المستشفى فهذه كلها مبادرات وأنشطة نقوم بها بشكل يومي.
رضا المتعاملين
هل وصلتم إلى مرحلة الرضا الكامل فيما يتعلق بخدمات المراجعين والعملاء؟
– إن مسألة إرضاء المتعاملين بند مهم في ترقية العملية العلاجية بالمؤسسات الصحية ووزارة الصحة باستراتيجيتها والتوجيهات المستمرة من قبلها تضع رضا المتعامل في سلم أولوياتها باعتباره الهدف الأساسي من وجود المؤسسات الصحية ، لذلك نسعى جاهدين لنيل رضا المراجعين واحداً من أهم الأهداف الرئيسية ، وتعبر أهم الأهداف الاستراتيجية التي نعمل بها ليس من أجل تحقيق إرضاء المراجع ولكن من أجل إسعاده ، فهذه هي سياسة توجه حكومة دولة الإمارات في إسعاد وتحقيق السعادة والراحة للمواطن والنظر بكل الجد لمقترحاتهم في تسيير عجلة التطوير ومواكبة التطور.
والشاهد أن قسم الطوارئ يستقبل حالات اعتيادية ليست حالات طارئة ما يشكل ضغطا كبيرا على القسم ، ولكن هنالك معايير ومؤشرات وأوقاتا محددة لا يجوز تجاوزها. فالأولية تكون لمريض الطوارئ إذا صنفت الحالة مستعجلة ، أما المريض الاعتيادي فيمشي حسب الإجراءات المعترف بها. وتم تطوير وصيانة قسم الطوارئ حيث اشتملت أعمال الصيانة توسعة القسم وزيادة الأسرة وإجراء تعديلات واستحداث جهاز الأشعة الجديد وزيادة في عدد الطاقم الفني لتتماشى مع زيادة عدد المراجعين للمستشفى ونؤكد أن كل رأي أو شكوى أو مقترح يصلنا هو محل دراسة واهتمام، وحتى نصل لرضا المتعامل لابد من تحقيق أمرين الأول: تطوير الموارد البشرية والثاني: تطوير وتأهيل البنية التحتية للمؤسسات الصحية.
العلاج في الخارج
* كيف تقيمون نسب إقبال المواطنين على العلاج في الخارج ؟
– إن نسه الإقبال ضعيفة للغاية وإن المواطن يلجأ لأخذ آراء مختلفة لتشخيص حالته ، وهذا حق مشروع للمراجع ، وإن دولة الإمارات تحفل بالعديد من المؤسسات العلاجية التي تضم أغلب التخصصات وتوفر جميع الكفاءات البشرية والاحترافية، وهنالك اتفاق مع معظم الشركات العالمية تم الاتفاق معها لإدارة المستشفيات واستقطاب خبرات من الخارج للداخل بل على العكس تماماً هنالك ازدياد في معدلات السياحة العلاجية في دولة الإمارات.
احتياجات
* هل لديكم نقص في الطواقم الطبية والتمريضية والفنية؟
– أهم تحد يواجه جميع المستشفيات في جميع أنحاء العالم هو الطاقم الفني والتمريضي هنالك حاجة مستمرة للطواقم وخاصة التمريضي، كما أن هنالك دعما كبيرا من قبل وزارة الصحة في توفير الكوادر الفنية والتمريضية لسد هذه الاحتياجات والعمل جار لتعزيز عدد الكوادر ، والاحتياجات موجودة ودائما نعمل على التوسع في تقديم الخدمات الطبية، والتوسع مؤشر بأن هناك ازديادا في استقطاب الكوادر الطبية والتمريضية.
واقع البنية التحتية
* ما تقييمكم لواقع البنية التحتية بالمؤسسات الصحية في الفجيرة؟ وما مشاريعكم المستقبلية؟
– البنية التحتية بشكل عام في دولة الإمارات وبشكل خاص في إمارة الفجيرة من أقوى البنى التحتية على مستوى العالم في المجال الطبي وتحفل منطقة الساحل الشرقي بالعديد من المستشفيات، حيث تضم إمارة الفجيرة 3 مستشفيات عملاقة، وفي الانتظار بدء العمل في مشروع مستشفى تخصصي كبير تم الإعلان عنه ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، وان جميع المشافي القائمة تلبي احتياجات المواطنين بجانب المراكز الصحية المنتشرة على مستوى مدن ومناطق الإمارة المختلفة.
كما أن الجهود أثمرت برفد المشافي بالإمارة بالعديد من الأجهزة منها جهازان للأشعة المقطعية بمستشفى الفجيرة ومستشفى دبا بأحدث التقنيات للمواكبة مع التطورات العلمية.
* ماذا أنجزتم في تأهيل وتطوير المشافي والمراكز الصحية خلال الفترة الماضية؟
– بجانب العديد من الأقسام التي تم افتتاحها في مستشفى الفجيرة ومستشفى دبا، تم افتتاح مركز صحي بمنطقة الخليبية هذا العام والعمل جار للحصول على الاعتماد الصحي من قبل جميع المستشفيات. مشيراً إلى أن منطقة الفجيرة الطبية استطاعت التحول الإلكتروني بنسبة 100% في تقديم العلاج للمرضى.
أحمد أبوستة