تشارك هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في هذه الدورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب بجناح يضم عناوين في التاريخ والتراث والإعلام والمسرح، ومن أبرز الكتب المعروضة في جناح الهيئة كتاب «الفجيرة في عهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي 1937 1974» من تأليف مراد عبدالله البلوشي
كتب المؤلف في تقديمه للكتاب: «ستبقى حياة العظماء ومسيرتهم وعطاؤهم سجلاً خالداً عبر الدهر، تتعلم منه الأجيال، وباني نهضة الفجيرة الحديثة الشيخ محمد بن حمد الشرقي، طيب الله ثراه، أحد هؤلاء الرجال الذين بذلوا الكثير لأجل رفاهية شعبهم وتقدم إماراتهم.. اتضح ذلك جلياً من خلال الجهود المخلصة التي بذلها، رحمه الله، مع إخوانه حكام الإمارات في سبيل إقامة دولة الاتحاد، وله مواقف لا تنسى من أجل ازدهار هذه الإمارة الفتية وتقدمها، والتاريخ خير شاهد على ذلك».
المؤلف في هذا الكتاب ركز على يوميات الشيخ محمد بن حمد الشرقي، هذه اليوميات التي استقى منها الكاتب الكثير من المعلومات، كما تناول مظاهر الحياة في الفجيرة، ونقل، كما يقول: «قصصاً وأخباراً تتحدث عن أوائل الأمور في الفجيرة، مثل أول وزير، أول مدرسة، أول مستشفى..»، ويقول المؤلف: «جمعت بعضاً من الأخبار ومحاضر الاجتماعات والقوانين التي صدرت بعد قيام دولة الاتحاد». وضمنها الكتاب.
الكتاب معزّز بالصور التوثيقية التاريخية، وبعضها يعود إلى بداية الخمسينات وأواخر الستينات، إضافة إلى ملحق بعض رسائل الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وطوابع وعملات الفجيرة في عهده.
الكتاب تاريخي توثيقي غزير بالمعلومات والصور، وكلها تشير إلى شخصية ريادية مؤسسة لا ينساها التاريخ.
ونطالع في جناح هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام كتاباً تاريخياً آثارياً في منتهى الأهمية المعرفية في تاريخ المنطقة بعنوان «قبور ما قبل التاريخ في البثنة إمارة الفجيرة» والكتاب من تأليف «بيير كوربود وآخرين»، وترجمة بدرالدين محمود، الكتاب معزز بصور وخرائط ولوحات، وبعض الصور واسعة بانورامية فقد التقطت من الجو، وتظهر بعض المناظر العامة صوراً لمدافن «البثنة» أثناء الحفريات، وفي الكتاب خرائط لقبور وهياكل محفورة، ويظهر من بعض الصور أن الحفريات التي جرت في منطقة القبور تعود إلى ثمانينات القرن الماضي.
يقارن المؤلفون بين قبور المنطقة، وفي هذا السياق يأتي في الكتاب «.. نجد أن بعض قبور وادي القور، وبصفة خاصة الفشقة 1 (رأس الخيمة) تشبه قبور البثنة في ما يتعلق بطريقة بناء جدار الغرفة ونظام التغطية..».
تظهر صور الكتاب الحجارة التي تتكون منها المدافن، وتظهر صور الممرات والقباب، من ذلك نفهم أن مؤلفي الكتاب هم آثاريون حرفيون عاينوا المنطقة بدقة وصبر، وبالتالي دونوا ملاحظات آثارية تاريخية في منتهى الأهمية، وعلى سبيل المثال يأتي في الكتاب «.. لاحظنا منذ الأيام الأولى للتنقيب أن القبر (وهو يقصد هنا أحد القبور بشكل خاص)، قد تعرض لاعتداءات عديدة إذ يحوي المستوى العلوي القليل من الموجودات الأثرية المبعثرة، وقد تم العثور على أغلبية الموجودات والبقايا البشرية عند النصف الأسفل من الطبقات».
يعطي الآثاريون أو بكلمة ثانية «الحفريون» تعريفات علمية وافية لطبقات القبور، وفق أجنحة ومجموعات مرقمة بتنظيم علمي.
كتاب «قبور ما قبل التاريخ في البثنة» يفيد الباحث في التراث الشعبي والروائي وحتى الشاعر لما له من أهمية بالغة تنبع من كونه يستند في معلوماته وخرائطه ورسوماته التوضيحية على تفاصيل المكان في «البثنة» في إمارة الفجيرة.
اهتمت الفجيرة بمسرح «المينودراما» أو الممثل الواحد، واهتمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بثقافة هذا المسرح، إلى جانب اهتمامها بالثقافة المسرحية بشكل عام، وبالتالي، صدر عن الهيئة مجموعة من العناوين المسرحية المتخصصة من بينها: «عشر مسرحيات مونودراما» وهي النصوص الفائزة بالمسابقة الدولية للمونودراما من عام 2008 إلى عام 2010، والمسرحيات هي: ذاكرة الوجع والمسرة لفيصل جواد، وجلجامش بحذاء رياضي لخلف علي خلف، وجوف الحوت لناهض الرمضاني، والدكتورة أوراق شخصية لمحمد الشربيني، وصراع اللوحة المهزومة لإسماعيل خلف خلف، وتوأم لسعيد الناجي، والبرواز، لأحمد قرني شحاتة، والقرار لأحمد سليمان خنسة، وكمان لغنام غنام، والميزان لمحمد سالم سليمة.
من الإصدارات اللافتة عن الهيئة مسرحيتان هما: «يا ليل ما أطولك، والحفار» لمحمد سعيد الضنحاني، وهو من رموز المسرح الإماراتي النشطين، وعرضت له العديد من الأعمال المسرحية، وإلى جانب ذلك أصدر في العام 2011 مجموعة شعرية بعنوان: «صدفة».
د. يحيى البشتاوي وهو أكاديمي ومخرج وناقد مسرحي أردني كما تقول سيرته عاين الفضاء المسرحي الإماراتي في كتاب جاء تحت عنوان «البنية الفكرية في النص المسرحي الإماراتي» والكتاب صدر عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وفي خلاصات هذه الدراسة يقول د. البشتاوي: «.. أسس المؤلف المسرحي الإماراتي البنية الفكرية في نصوصه انطلاقاً من معطيات التراث، وتبرز لديه ثنائية الأصالة والمعاصرة بوصفهما تحققان وحدة باطنية عضوية تعبر عن الرؤية المعاصرة للتراث التي تفرض عليه التعامل معه كمواقف وحركة مستمرة من شأنها أن تسهم في تطوير التاريخ وتغييره نحو القيم الإنسانية المثلى».
يوسف ابولوز