وام / تتميز مدينة الفجيرة الساحلية الواقعة شرق دولة الإمارات العربية المتحدة بأصالتها وأهميتها ليس بالنسبة للإمارات فحسب إنما للعالم أيضا فإلى جانب أنها عاصمة الإمارة فهي تعتبر الآن المحطة الثانية في العالم لإعادة تحميل ناقلات النفط والمكان الخاص للاستمتاع بطبيعتها الخلابة المتميزة وثقافتها العريقة.
كانت الفجيرة حاضرة في جزيرة العرب منذ مئات السنين وظلت على وهجها التاريخي والجمالي إلى عصرنا هذا وقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” من الرجال القلائل الذين أدركوا أهمية الفجيرة وسمو مكانتها فقد أعتبرها عاصمة الساحل الشرقي ورئة الإمارات الشرقية نحو العالم وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله ” حتى يومنا هذا .
وحينما نذكر تاريخ الفجيرة عبر جبالها وأحيائها بأهلها وسكانها وأزقتها المتعرجة الضيقة نستلهم عبق الماضي والحضارة المزدهرة التي كانت سائدة آنذاك فالفجيرة أكبر من نقطة في الجغرافيا الإماراتية إنها حالة شعرية تجتمع بها كل عناصر الجمال : الماء والخضرة والعراقة والسفن والأسواق والباعة .
اكتسبت “الفجيرة” الواقعة على ساحل بحر عمان الذي يحدها من جهة الشرق شهرتها من كونها مركزا تجاريا فميناؤها يعد من أكثر الموانئ الإماراتية نشاطا وحركة على مر التاريخ ومن وقوعها على ساحل البحر حظيت بمكانتها المتميزة هذا الموقع جعلها تحتل مكانة بارزة في التاريخ الإماراتي فميناء الفجيرة يعد اليوم بوابة بحرية رئيسة للإمارات.
ويقع هذا الميناء جنوب مضيق هرمز مباشرة على ساحل المحيط الهندي المحاذي لشبه الجزيرة العربية وهو حلقة وصل تمتد إلى شبه الجزيرة الهندية ويربط الإمارات بأسواق شرق وجنوب أفريقيا .
وعلى واجهة البحر تقف قلعة الفجيرة والتي تعتبر من أبرز معالم المدينة التاريخية وتؤكد عراقتها بشموخ والقلعة تقع في الجزء الشمالي الغربي من قرية الفجيرة القديمة خلف مزارع النخيل على بعد ثلاثة كيلومترات من البحر وقد بنيت على قمة جبل صخري صغير يبلغ ارتفاعه 20 مترا وتم أخذ عينات عضوية من داخل البناء لإجراء التحليل الكيميائي عليها بواسطة كربون 14 للتاريخ الزمني وكانت النتيجة ان القلعة أنشئت مطلع القرن السادس عشر الميلادي أي قبل 500 عام تقريبا حيث كانت وسيلة دفاعية تصد هجمات المغيرين على الإمارات من جهة البحر .
وليست القلعة هي المعلم الوحيد في الفجيرة فهناك تقف العديد من القلاع والحصون التاريخية منها قلعة البثنة وتقع في منطقة البثنة ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1735 وتقع على طريق الفجيرة – الذيد وحصن ومربعة الحيل التي شيدت في عام 1670 وتبعد عن مدينة الفجيرة قرابة 4 كيلومترات تقريبا ويتكون الحصن من مساحة كبيرة مقام عليها عدد من الغرف ويقع أعلى المربعة أو الحصن برج المراقبة التاريخي وبه العديد من الفتحات التي كانت تستخدم للرماية .
وهناك قلاع ومواقع أثرية أخرى عديدة منتشرة في كافة مناطق الفجيرة منها قلاع دبا ومسافي والطويين والسيجي بالإضافة لمسجد البدية وقلعته الشهيرة التي تقع على الطريق الرئيسي لشارع الفجيرة – دبا وقد شيد قبل 300 عام من الآن.
قبل الاتحاد كانت الحياة بدائية بسيطة واقتصاد الإمارة قائم على الزراعة كون الإمارة بها كثير من العيون المائية والأودية معظمها يعج بالمياه ومن تلك العيون والأودية أخذت التسمية .. ” الفجيرة سميت بهذا الاسم لكثرة الأودية وينابيع المياه التي تتفجر فيها كما قال المواطن علي الكندي ” .
ويضيف : الفجيرة من أكثر الإمارات غنى بالأودية والسهول والشعاب نظرا لتركيبتها الجيولوجية وطبيعة أراضيها المحاطة بسلسلة طويلة من الجبال التي تتخذ أسماء وأشكالا مختلفة ومن أشهرها جبل لمريشيد بالقرب من المطار وجبال الشرية من الجهة الشمالية والجبل الأحمر سمي بهذا الاسم لأن جهته حمراء وجبال صفد به لمعه بسيطة والأحاطي والأحقب به لونين يفصلهما خط أبيض.
ويوضح أن الفجيرة طبيعتها جبلية لكثرة الجبال والأودية والعيون والتي من اشهرها عين مضب وهي عين معدنية كبريتية يقصدها البعض للاستشفاء بالإضافة لعين الغمور وعين الوريعة او وادي الوريعة وهناك عيون أخرى منتشرة في معظم الأودية الجبلية مثل وادي احفرة ووادي مي والحيل والفرفار وامدوك ووادي سهم.
ويذكر الكندي أن من أشهر الأودية في الإمارة وادي حام وهو يمتد من مسافي إلى الفجيرة وسمي حام لقوة اندفاعه وهناك عدة أودية تصب فيه منها وادي دفتا ووادي الغمرة والغدف والأحاطي ووادي الرماني ويمر في البثنة ووادي مسيريع أيضا يصب فيه ووادي كدنا ووادي الفرفار ووادي إمدوك.
وام