شيعت الفجيرة ظهر أمس جثمان شهيد الوطن يوسف سالم الكعبي الذي قدم روحه فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية «إعادة الأمل» للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحق والعدل في اليمن. وأدى سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ظهر أمس، في جامع شهداء القوات المسلحة في الفجيرة، صلاة الجنازة على جثمان الشهيد، وإلى جانب سموه عدد من المسؤولين وكبار ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين.
ودعا الجميع الله العلي القدير أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وتوجه المشيعون إلى مقبرة الفجيرة التي احتضنت جثمان الشهيد الطاهر، وبدأت أسرته في تقبل العزاء من آلاف المواطنين والمقيمين الذين توافدوا على مجلس العزاء بالقرب من جامع عمرو بن عبدالعزيز في منطقة مضب بالفجيرة. وفي مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحزن بالفخر والاعتزاز بالتضحية، استقبل ذوو الشهيد خبر استشهاد ابنهم بمشاعر من الصبر والاحتساب، مرددين انه قدم روحه فداء للوطن، وقالوا «إننا جميعاً نقف صفاً واحداً بأرواحنا ضد من يمس تراب هذا الوطن او أمنه واستقراره».
ويبلغ الشهيد الكعبي من العمر 32 عاماً، وهو متزوج ويقيم في منطقة مضب ولديه طفلان ابن يدعى عبدالله (7 اشهر) وابنة تدعى اسماء (3 سنوات)، وعائلته مكونة من 9 افراد 7 أبناء وبنتين، وترتيبه الرابع بين أخوته.
والتحق الشهيد في القوات المسلحة منذ 10 أعوام، وانضم إلى قوات التحالف العربي في اليمن في عملية اعادة الأمل قبل عيد الأضحى المبارك مودعاً عائلته بابتسامة وعزيمة قوية، يشاركه المهمة ذاتها شقيقه الأكبر جمعة الذي قدم إلى أرض الوطن لحضور وتشييع جنازة شقيقه الشهيد.
فخر واعتزاز
والتقت «البيان» والد الشهيد الذي قال ان استشهاد ابنه نبراس ومصدر فخر للعائلة، مضيفاً «عزاؤنا أن روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها في مهمة وطنية نبيلة، لبى نداء الواجب وقدم حياته لنصرة الحق، وأشار ان الشهيد عُرف بحسن خلقه ومعاملته لجميع أفراد أسرته وأصدقائه، وكان باراً بوالدته محسناً إليها»، مردداً عبارة: «مستعدون لبذل الغالي والنفيس فداء لوطننا وقادتنا».
واجب وطني
وعبرت والدة الشهيد ام علي عن مشاعر مؤمنة بقضاء الله وقدره، لاستشهاد ابنها لرفعة راية العزة والنصر، موضحة ان استشهاده للدفاع عن الحق يجعلنا نعتز بما قام به من واجب وطني مقدس، داعية المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله مدخلاً حسناً مع الأنبياء والصديقين.
وقالت ابني الشهيد يمتلك قلباً طيباً وحنوناً، لا يتوانى عن تقديم الواجب لعائلته ومعارفه، ولم يتأخر ليلبي نداء الوطن وهب للوقوف مع جنود الإمارات والتصدي للعدوان، سيبقى بطلا في ذاكرتي وابناً باراً طيب القلب.
ثبات
وقال علي سالم شقيق الشهيد انه رغم الم الفراق الا اننا استقبلنا خبر استشهاده بثبات واحتسبناه عند ربه شهيدا، وسيظل في ذاكرتنا نستذكره بكل فخر واعتزاز، لما قدمه من واجب وطني وتضحية في سبيل الوطن وامنه واستقراره، موضحاً انهم سيحرصون على ان يزرعوا مشاعر العزة في داخل اطفاله لما قدمه والدهم، وسنعلمهم ان والدهم مات بطلا وشهيدا لنصرة الحق.
والده سالم: ولدي فخر العائلة ومستعدون لبذل أرواحنا فداء لوطننا وقادتنا
أخت الشهيد: أوصانا ببيع سيارته وبناء مسجد باسمه
استذكرت شقيقة الشهيد البطل عيده سالم قبل ذهاب شقيقها لليمن عندما أوصاهم بأن يقوموا ببيع سيارته التي يملكها ويخصص مالها لبناء مسجد باسمه، وقالت «اخي من النوع العطوف جدا يحب الخير دوماً، والأعمال التطوعية، يجد في خدمة بلده شرفاً وشعوراً بالعزة، يشجعنا دوما على العمل والجد والإخلاص لرفعة وطننا، ودعنا بابتسامة وقلب راض ومشاعر مليئة بالطاقة بالالتحاق مع صفوف قوات التحالف العربي في اليمن التي تدافع عن الحق وامن واستقرار دول الخليج والوطن العربي». وأضافت ان شقيقها كان دائم الاتصال بهم والاطمئنان عن احوالهم، وكان يسألهم فيها كعادته عن أخبارهم وعن صحة والدته.
وبعبارات ملؤها الفخر تحدثت موزة سالم شقيقة الشهيد يوسف وهي تستذكره بينهم قبل سفره، وقالت نعم الشقيق تجده معك في افراحك واحزانك له مواقف نبيلة لا يمكن نسيانها، تعلمنا منه الخير فلقد اعتاد النصح والإرشاد، داعية المولى ان يرحمه ويغفر له، فقد اكرمه الله بالشهادة وهو يؤدي واجبه نحو الوطن وهو ما نعتبره تاجاً على رؤوسنا وشرفاً عظيماً، ونجدد القول بأننا فخورون به وبعمله، وراضون بما قدره الله.
عائشة الكعبي




