استضاف “منتدى الإثنين المسرحي” ضمن نشاطه مساء الإثنين 14 سبتمبر/أيلول، الفنان المسرحي التونسي يوسف البحري في محاضرة بعنوان “التكوين في المحترفات المسرحية” بمركز مدينة خورفكان الثقافي، وأدارها المسرحي والتربوي السوداني محمد سيد أحمد.
الشارقة 24 – عبد العليم حريص:
عاود منتدى الإثنين المسرحي نشاطه مساء الإثنين 14 سبتمبر/أيلول، واستضاف الفنان المسرحي التونسي يوسف البحري في محاضرة بعنوان التكوين في المحترفات المسرحية”، وقدم للمحاضرة التي نظمت بمركز مدينة خورفكان الثقافي وأدارها المسرحي والتربوي السوداني محمد سيد أحمد، بحضور مسؤولة الأنشطة في المركز عائشة الكديد، وعدد من المهتمين.
واستلهت وقائع المنتدى الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بوقفة تعزية في شهداء الإمارات، ومن ثم تحدث مقدم المنتدى عن برنامج “الإقامة المسرحية” الذي تنظمه ثقافية الشارقة ويحل البحري ضيفاً عليه، منذ الأول من الشهر الجاري وإلى نهايته.
وقال أحمد أنها تجربة غير مسبوقة في المنطقة، مشيراً إلى أن حضور المسرحي التونسي إلى خورفكان، ومشاركته شبابها تجربة مسرحية تحضيرية على مدى أربعة أسابيع، كفيل بأن يحقق الكثير من النتائج المهمة في السبيل إلى اكتشاف المواهب، وتدعيم قدرات الهواة والمنتسبين إلى برامج التدريب المسرحي.
من جانبه، أكد البحري انه سعيد بخوض أول تجربة للإقامة المسرحية في إمارة الشارقة، وفي مدينة خورفكان على وجه التحديد، مشيراً إلى أنه بدأ الإعداد لإقامته المسرحية منذ نحو ثلاثة شهور، وذكر إعداده مشروعاً مسرحياً يسائل مظاهر الحداثة المدنية بالمجتمعات العربية في علاقتها بالناس وتداخلاتهم وتفاعلاتهم مع أسئلة المعيش والظروف والمستقبل.
وحكى المقيم المسرحي عن التحديات التي كان عليه أن يواجهها في أول أيامها بالمدينة الساحلية، وذكر في هذا السياق أنه احتاج لوقت حتى يستكشف خريطة المنطقة، ويتعرف على ديمغرافيتها وناسها وإيقاعها نهاراً وليلاً، مبيناً أن أية إقامة فنية هي مغامرة بالأساس، وهي قطع مع السكون والاعتياد والألفة، ومع ما نعرفه “إذ يكون عليك أن تخلق ظرفك، وتحضر مجالك بالكيفية التي تسعك، وبالكيفية التي وسع المكان من حولك أن ييسرها لك”. وأوضح البحري أنه كان يشعر بتطور تجربة إقامته يوما تلو يوم، مرة في وتيرة ضعيفة، وأحياناً في تواتر متسارع.
واستعرض المحاضر جملة من المواقف والصعوبات التي واجهها خلال الأسبوعين الماضيين، مع الممثلين ومع الزمن والمكان، وقال إنه تعاطى مع تلك الصعوبات بوصفها لبنة من لبنات تجربة الإقامة، ومن دونها لما أمكنه أن يطوّر ويعيد صياغة ما كتبه وأعده، نصاً وتصوراً.
وأضاف: “مما يمكن أن تحصل عليه في تجربة الإقامة المسرحية هو أنك تتعرف على طريقة البعض في التفكير، وفي الأخذ والرد وفي التفاعل، وتلك خبرة مهمة للمهتمين بدراسة حاضر ومستقبل المسرح العربي”.
وفي الختام، تطرق البحري إلى حالة التجاوب والتفاعل التي تربط بين فريق العمل الذي يشاركه تجربة الإقامة المسرحية، وقال إنهم قطعوا شوطاً متقدماً في مشروعهم الذي من المنتظر أن يُشاهد نهاية الشهر الجاري، وهو يقارب قصة أربع شخصيات، من خلفيات اجتماعية مختلفة، فقدت الطريق إلى أبواب الخروج في مركز تجاري ضخم “مول”، ويعكس العرض خطوط التوازي والتقاطع بين هذه الشخصيات، فيما هي تبحث عن سبيل إلى النجاة من الفخ الكبير.