شيعت جموع من مواطنين ورفاق السلاح جثمان شهيد الوطن والواجب سعيد سالم مسعود الصريدي إلى مثواه الأخير، مساء أمس، في منطقة وادي السدر بإمارة الفجيرة في موكب مهيب، بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر بمسجد المنطقة، التي وهبت الوطن شهيدين ضحّيا بروحيهما الطاهرتين تلبية لنداء الواجب تجاه الأشقاء في اليمن ضمن القوات المشاركة في عملية «إعادة الأمل» للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها، وكانت عائلة الشهيد سعيد الصريدي التي تتخذ من منطقة وادي السدر مقراً لإقامتها، تلقت أمس الأول بمشاعر مفعمة بالحزن وممزوجة بالفخر نبأ استشهاد بطلها متأثراً بجراحه البليغة التي تعرض لها خلال تأديته لواجبه الوطني في عملية «إعادة الأمل»، وتضرع أهل الشهيد إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار.
وتحدث والده سالم مسعود الصريدي باقتضاب قائلاً: انا رجل مؤمن، والحمد لله على أمر الله، الفقد جلل لكن ابني ليس بكثير على الوطن، أنا فخور باستشهاده بعد أن وضع الوطن في حدقات العيون وبذل الغالي والنفيس من أجل العزة والكرامة ونصرة العروبة.
وقال شقيقه جمعة سالم مسعود الصريدي: الحمد لله على كل شي جميعنا والداي وأشقاء الشهيد وزوجته وابنه مروان فخورون باستشهاده في سبيل الوطن والعزة والكرامة، الشهيد سعيد الثاني من بين 7 أشقاء، متزوج وله ابن يدعي مروان 5 سنوات، سافر الشهيد مؤخراً إلى اليمن بحماسة لتأدية واجب الوطن، وجميعنا على استعداد تام لتلبية النداء، تلقينا نبأ استشهاده ظهر أمس الأول، وبرغم مرارة الفقد إلا أن الفخر والعزة كانا تاجاً عظيماً خلّفه لنا برحيله المر، والوالد والوالدة والأشقاء متماسكان حامدان شاكران صنيعه بعد أن رفع رأسنا عالياً بنيله الشهادة.
ويضيف جمعة: كان على تواصل دائم مع أسرته الكبيرة والصغيرة، تلقينا آخر محادثة منه مساء الخميس، سلم فيه علينا وسأل عن أوضاعنا، وأكد أنه ورفاقه في أوضاع جيدة والأمور طيبة، وطلب منى بإلحاح إن اشتري غداً هدية قيمة بمناسبة عيد ميلاد نجله مروان الذي صادف الجمعة الماضية، ووعد مروان ابنه بالاتصال الجمعة نفسها لتهنئته بعيد ميلاده ولكنه لم يتصل، وباتت الأسرة في قلق على مصيره حتى تلقينا خبر استشهاده أمس الأول.
ويقول ابن خالة الشهيد سالم عبيد الصريدي إن عائلته تلقت خبر استشهاده خلال تواجدهم في سرادق عزاء قريبهم الشهيد البطل محمد سعيد الصريدي الذي قضى شهيداً ووري جثمانه الطاهر الثرى مساء السبت الماضي، وان الأسرة تلقت تأكيد خبر الاستشهاد، بعد ما كان الشهيد سعيد من المصابين.
وأضاف سالم: إن وادي السدر توشحت بثوب الفخر والاعتزاز بتقديم شهيدين فداء للوطن وطاعة ولي الأمر، وبرغم حزننا على فراقهم إلا أن استشهادهم في سبيل العزة والكرامة خفف مصابنا الجلل، ولا نملك إلا أن ندعو المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويلهمنا الصبر وحسن العزاء.
وأضاف سالم: الشهيد إلى جانب أنه ابن خالي كان صديقاً وفياً، محبوباً من الجميع، بارّاً بوالديه، يحترم الكبير ويوقر الصغير، وكانت الطيبة والتسامح أهم مكونات شخصيته، يملك قلباً ناصع البياض، مشيراً إلى أن الشهيد في العقد الثاني عمره، متزوج من ابنة أختي ولديه ابن واحد «مروان».
استقبال مهيب لجثمان سعيد سالم مسعود الصريدي
وصل إلى مطار البطين بأبوظبي ظهر أمس جثمان الشهيد سعيد سالم مسعود الصريدي أحد شهداء الوطن ال 45 البواسل بعد إتمام إجراءات التعرف إلى هويته في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمان الشهيد على أرض المطار، حيث كان عدد من كبار ضباط القوات المسلحة في الاستقبال.
محمد الوسيلة