ولا يزال المسجد يستقبل المصلين بعدما أنجزت حكومة الإمارة عمليات ترميم مستمرة لبنيته، وصيانة دورية إلى جانب رفده بعدد من المرافق الخدمية مثل مواقف السيارات في الباحة الأمامية، وحمامات وكافيتريا، فضلاً عن توفير المياه الباردة للمصلين والزوار وقسم للتراثيات وكتيبات إرشادية.
وحسب سعيد السماحي، مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، فإن عمر المسجد يبلغ 570 عاماً، ويقع في منطقة البدية التي تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى شمال مدينة الفجيرة على طريق الساحل الرابط بين مدينتي خورفكان ودبا الفجيرة.
وأضاف: خلال دراسة أجرتها هيئة الفجيرة للسياحة والآثار بالتعاون مع جامعة سيدني بأستراليا خلال موسم التنقيب الأثري 1998/1997 أخذت عينات من مواد عضوية من تحت أسس جدران المسجد، وأجريت عليها تحاليل كيميائية بواسطة «كربون 14»، وكشفت نتائج التحاليل أنه بني عام 1446 تقريباً.
شُيد المسجد من مواد محلية تتألف من الحجارة الكبيرة والصغيرة تسمى «بازلت» واستخدم الطين المحروق كمادة رابطة للبناء، ويعلو المسجد أربع قباب تستند إلى عمود وسطي واحد، وتحتوي قاعة الصلاة على محراب ومنبر صغيرين، وفق السماحي.
ويشير إلى أن المسجد يقع على تلة ويمتلك بنية بسيطة تتكون من الأحجار والطين والجبس، وتبلغ مساحته 53 متراً مربعاً وارتفاعه 1.5 متر، ويستوعب نحو 50 إلى 70 مصلياً.
المسجد يؤمه كثير من المصلين، فيما يتوافد إليه سياح من داخل الدولة وخارجها، وفيه مكان للوضوء صمم بشكل تراثي قديم لكي يتناسب مع تاريخ المعلم. أيضاً توجد في الساحة الخارجية للمسجد بئر قديمة تذخر بالمياه حتى وقتنا الحاضر.
ولفت السماحي إلى أن المسجد، إلى جانب قيمته الدينية كأحد دور العبادة التي يذكر فيها اسم الله، قيمة تاريخية تُجذب إليه الناس من كل أنحاء العالم، وتُقام فيه الصلوات الخمس يومياً، وله إمام، باستثناء يوم الجمعة نظراً لصغر حجمه.