بحضور محمد، المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، والدكتور صلاح القاسم المستشار في هيئة دبي للثقافة والفنون، وبلال البدور نائب رئيس مجلس إدارة الندوة وعدد من أعضائها وجمهور من المثقفين والإعلاميين بينهم: د . رياض نعسان الآغا وزير الثقافة السورية السابق، استضافت الندوة مساء أمس الأول الكاتب والشاعر محمد سعيد الظنحاني، مدير الديوان الأميري في الفجيرة، رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في أمسية تحت عنوان (تجربتي في الثقافة والفنون) .
قدم الأمسية الدكتور سليمان الجاسم، مدير جامعة زايد السابق، موجزاً سيرته الذاتية بوصفه كاتباً وشاعراً ورائداً في مجال تقديم وإنتاج الدراما المسرحية والتلفزيونية وتقديمها بشكل راق نحو العالمية، ومن بين ما أورده د . الجاسم سعي الظنحاني ليستفيد من بيئته المحلية في دبا الفجيرة ويستثمرها من خلال النص الدرامي المسرحي في أعمال رصينة، عدا عن كونه شاعراً مرهفاً كتب عدة قصائد معروفة تغنى بها كبار المطربين في الخليج، وهو بين هذا وذاك استطاع أن ينجز مسرحاً متقدماً .
وتحدث الظنحاني عن تجربته في الثقافة والفنون، تلك التي وصفها بالناجحة، حيث بدأت من خلال مجموعة من الشباب في المدرسة الابتدائية التي هي الحاضنة الحقيقية للإبداع، حينذاك شارك الظنحاني في احتفالات اليوم الوطني تحت رعاية د . سليمان الجاسم الذي كان آنذاك رئيساً للديوان الأميري لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة، في الفترة الواقعة بين (1975 – 1986) ومنذ ذلك الوقت انطلق بصحبة زملائه التلاميذ لتحقيق حلمه في المدينة التي لم يكن فيها أي مسرح فلجأ إلى المقهى الشعبي مقدماً هو وزملاؤه العديد من المسرحيات وصولاً لمرحلة الاحتراف وتأليفه للعديد من المسرحيات التي شاركت في أيام الشارقة المسرحية، من خلال فرقة دبا الفجيرة، بعد ذلك قرر الظنحاني وبعد إنشاء مسرح دبا الحالي ترجمة الكثير من المقترحات والأفكار منها ابتعاث طلاب لدراسة المسرح في مصر، واستجلاب متخصصين في المسرح العراقي لينشطوا عمل فرقة دبا، بعد ذلك، خرجت الفرقة بأعمالها من المحيط المحلي إلى العالمي فعرضت في إيطاليا، وكانت المرة الأولى التي يعرض فيها عمل إماراتي على المستوى العالمي .
تحدث الظنحاني عن لحظة فارقة في حياته، حين قرر التأسيس لفعالية تلفت الانتباه من خلال المسرح، فكانت مرحلة بناء العلاقات مع الأردن والمغرب، والاستفادة من التجربة المسرحية في كل منهما، ثم قرر هو وفريق عمل الفرقة التوجه إلى الفن المونودرامي، وهو فن برزت فيه دول أوروبا الشرقية، فأعلن عن مهرجان المونودراما في الفجيرة من خلال مهرجان المسرح الأردني في ،2001 تم بعدها افتتاح مسرح دبا الجديد في عام 2002 وفي العام الذي تلاه أقيمت الدورة الأولى لمهرجان المونودراما، وكان التحدي والإصرار ثمرة النجاح الذي تحقق، بتنظيم الدورة الثانية في ،2005 وكانت النقلة النوعية لهذا المهرجان بتحويله إلى منصة دولية بقرار من صاحب السمو حاكم الفجيرة، وهو الذي استتبع بإنشاء هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، التي احتضنت المهرجان، وتوسعت نشاطاته على المستوى الدولي بعد تأسيس جائزة الفجيرة للنصوص الدرامية وجائزة الفجيرة للإبداع المسرحي التي تمنح للمتميزين على مستوى العالم وأعطيت جائزتها الأولى للبريطاني بيتر بروك والثانية للكويتي عبدالحسين عبدالرضا، وتابع الظنحاني بالحديث عن إطلاق جائزة باسم المسرحي الروسي فاليري كازنوف رئيس الرابطة الدولية للمونودراما لدوره في التعريف بتجربة الفجيرة المسرحية في الخارج، وأحد داعمي مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وهو الذي استكمل بإنشاء مجموعة الفجيرة للإعلام التي تضم 6 محطات إذاعية ومحطات تلفزيونية خاصة إضافة إلى محطة الفجيرة الرسمية .
واستكمل الظنحاني حديثه الذي تخللته قراءات شعرية من قصائده بالحديث عن المستوى الذي وصلت إليه الحركة المسرحية في الفجيرة وتوسيع مظلة المشاركة الدولية ودعم الشباب المسرحي في كل مكان، وهو الذي رسخ العلاقات الدولية لمهرجان الفجيرة مع الاتحاد الدولي للمونودراما، بعد أن فازت الإمارات برئاسة الهيئة الدولية للمسرح خلال انتخابات المكتب التنفيذي للهيئة والمنعقد في العاصمة الأرمينية، يريفان، بعد أن حسم المرشح الإماراتي محمد سيف الأفخم النتيجة النهائية للانتخابات من الجولة الأولى متفوقاً على منافسيه من ست دول عريقة بهذا المجال، بأكثرية الأصوات ليكون العربي الوحيد الذي يتبوأ هذه المكانة في تاريخ هذه الهيئة الكبيرة .
في الجانب الشعري تطرق الظنحاني لبداياته التي انطلقت منذ عام 1985 حين كان طالباً في الجامعة، وكان حينها رئيساً لجمعية الجيولوجيين، وبعد نضوج تجربته اهتم بتقديم قصائد شعرية من أجل خدمة الفعل الدرامي في كثير من الأعمال التي أشرفت عليها الهيئة .
كما توسع الظنحاني في الحديث عن تجربته المسرحية التي أنتج من خلالها العديد من المسرحيات التي فازت بجوائز محكمة، ومنها حصوله على جائزة أفضل مؤلف عن مسرحية “الغافة”، وذلك في حفل ختام أيام الشارقة المسرحية في دورتها الرابعة والعشرين، كما تحدث عن الأعمال الدرامية التلفزيونية التي استلهمها من البيئة الإماراتية، وتحدث بعضها عن معاناة العائلة مع طرح إنساني شفيف وعرضت في دول أوروبية كألمانيا وحصلت على جوائز .
في ختام الأمسية فتح باب النقاش حيث شارك في طرح الأسئلة كل من بلال البدور ورياض نعسان الآغا والشاعر خالد الظنحاني وغيرهم، تحدث البدور عن جانب نكران الذات عند الظنحاني، كما تحدث الآغا عن شعرية الظنحاني التي نجحت في تحويل المفردة النبطية لتكتسب بعداً إنسانياً وحياتياً، كما تفاءل بالجيل الجديد الذي سيتذكر الظنحاني، ويكتب عن تجربته الثقافية والفنية بشكل أفضل، كما تساءل خالد الظنحاني عن ضرورة توجه محمد سعيد الظنحاني لكتابة المسرحية الشعرية وهو مؤهل لذلك .