وتكتسب «مضب التراثية» التي أمر بإنشائها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة عام 1996 شهرة سياحية كبيرة في منطقة الساحل الشرقي لما تشتمل عليه من أجنحة تحمل بين ربوعها تراث أهالي المنطقة، وتقع بالقرب من حديقة عين مضب الكبريتية وسط سلسلة من الجبال الشاهقة.
وأفاد رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والتراث أحمد خليفة الشامسي بأن الهيئة استلمت القرية التراثية من بلدية الفجيرة عام 2012 بهدف إعادة تأهيلها وترميمها، ويجرى العمل فيها حالياً على قدم وساق لافتتاحها رسمياً تزامناً مع الاحتفال بيوم التراث العالمي في 18 أبريل المقبل.
وستفتح القرية أبوابها من الصباح الباكر إلى الليل بهدف إتاحة الفرصة أمام السياح والزوار والعائلات للاستمتاع بمناشطها، إضافة إلى إحياء تراث المنطقة عبر فنون اليولة والعيالة والرزفة، إلى جانب تخصيص برنامج لمسابقة مصارعة الثيران.
وأشار الشامسي إلى أن القرية تضم مجموعة من المقتنيات الأثرية القديمة مثل نماذج المنازل البدائية المبنية على سعف النخيل والحصى والطين، وبيت الشعر، وأيضاً الأدوات التي كان السابقون يستخدمونها في حياتهم اليومية والعملية ومنها الأواني الفخارية والحجرية والبرونزية.
كما تحتوي القرية على نماذج للحِرف التقليدية مثل القلافة، السدو، التلي، السرود، البرمة والتنور، صناعة الفخار.
وتوقع مدير السياحة سعيد السماحي أن تجذب القرية بحلتها الجديدة الكثير من الزوار خصوصاً الذين يهتمون بالتراث ويريدون اكتشاف الموروث الأصيل، وستصبح أحد مراكز الجذب السياحي في الإمارة.
ونوه بأن القرية تضم نموذجاً واقعياً لري المزروعات بواسطة «اليازرة» المعتمدة في طريقة عملها على «المنيور» الذي يشد الحبال المربوطة بالإناء الجلدي ويسحبه إلى الأعلى من البئر بعد امتلائه بالمياه.
وأضاف السماحي أن القرية تحتوي على حصون دفاعية مبنية على أطرافها بطريقة هندسية تعكس إلى أي مدى كانت براعة وحنكة الآباء والأجداد للدفاع عن مكاسبهم الطبيعية.
ولم يغفل الترميم والتجديد البيئة البحرية التي خصص لها ركناً مهماً يزخر بالكثير من أدوات الصيد كالقراقير والشباك، إضافة إلى وسائل النقل التقليدية مثل البوم، الجالبوت، «الشاشة» وهو قارب مصنوع بالكامل من جريد النخيل.
كما يتعرف الزائر إلى الحرف البحرية مثل الصيد والغوص، إلى جانب استخراج اللؤلؤ بأدواته مثل الديين، اليدا، الفطام، ورجال رحلة الغوص مثل النهام، الكيتوب، السكوني.
محمد عيد ـ الفجيرة