مئات السنين، وأفلاج الفرفار تروي الحياة في هذه المنطقة الجبلية الواقعة جنوب الفجيرة، التي اشتهرت بالزراعة والمياه العذبة وخصوبة التربة منذ القدم، واليوم تكاد هذه الأفلاج تقاوم الاندثار بعد انحسار الأمطار واعتماد المزارعين على مياه الآبار الارتوازية.
وتنتشر منطقة وادي الفرفار التي جاء اسمها من شجرة الفرفار، على طول الوادي، حيث أشار سعيد محمد سيف الكندي إلى الاعتماد بشكل أساسي على الأفلاج، فبالإضافة إلى ري المزارع كان الناس يشربون من هذه الأفلاج، وكذلك الدواب والمواشي والأغنام، فوادي الفرفار تقوم حياته منذ القدم على الأفلاج، لكن قبل 25 سنة تراجع دورها بسبب قلة الأمطار والاستعانة بالآبار، وكذلك وصول خدمات المياه الحكومية عبر الأنابيب إلى المنازل.
بركه طبيعية
وأوضح الكندي أن هناك فلجان في الفرفار، الأول يعرف بفلج وادي الفرفار في المنطقة القديمة، وهو من أقدم الأفلاج في الفجيرة ويبلغ طوله 800 متر، وينبع من جهة الجنوب من عينين تعرف بعين الفلج، وقبل الوصول إلى المزارع تتجمع المياه في الحبيسة وهي بركه طبيعية تتوسط الفلج تشكل منظراً بديعاً حين تفيض بالماء، ثم يواصل طريقه باتجاه الضواحي لري المزارع.
ويعود الكندي بالذاكرة إلى الأيام الماضية: حول الفلج يجتمع الناس والمياه غدران لا تنقطع واللون الأخضر يانع بثماره، ويزيد من روعه المكان، تلك للنسائم التي تهب من أطراف الوادي لتعطر الوجوه بالروائح الزكية فوادي الفرفار مليء بأشجار الياسمين، واليأس والسدر والسمر، أما شجرة الفرفار والتي ارتبط اسم المنطقة بها فهي من الأشجار التي انتشرت بشكل كبير على مجرى الوادي ومن أهم فوائد هذه الشجرة ذات الورق الخفيف أن الناس يستظلون تحت أفنانها الوارفة، وكذلك يتم أخذ جذوعها لسقف المنازل القديمة وحطبها وقود للطهي.
أطول الأفلاج
ويضيف سعيد الكندي أنه على الرغم من انحسار الأمطار وتراجع دور الافلاج كأحد أهم وسائل الري في الفرفار، إلا أن الغصن الأخضر ظل حاضراً يقاوم الجفاف، وبعد برهة من التأمل والتفكير العميق لاح الكندي ببصره إلى جهة الشرق وكأنه تذكر معلماً مهماً آخر من معالم الفرفار، مشيراً إلى فلج الفرع، وهو الفلج الثاني ويعد أطول الأفلاج في الفجيرة ويتمدد على طول الوادي، وهو مكشوف عكس فلج الفرفار القديم الذي تغطت معظم أجزائه بعد عملية الصيانة والترميم، التي قامت بها وزاره البيئة والمياه السنوات القليلة الماضية، وظل فلج الفرع على هيئته القديمة مشكلاً لوحة رسمها الجيل الأول من أهل الفرفار بكل حب.
ياسين سالم (الفجيرة)