تمثل مصارعة الثيران التي تقام في ساحة الميدان والذي يسمى “الميدان الأخضر” والمحاذي لكورنيش الفجيرة بمنطقة الغرفة حدثاً عائلياً ضخماً في عصر كل جمعة حيث تجتمع العائلات والزوار من داخل الدولة وخارجها في ساحة مفتوحة ليشاهدوا مصارعة الثيران والتي توفر التسلية والمتعة والإثارة للحضور . تبدأ المصارعة بعدد من الثيران ثم تنتقل الفائزة إلى المرحلة التالية ويبدأ النزاع بين ثورين ضخمين مدربين وبمجرد أن يدفع أحدهما الآخر لمسافة طويلة أو يسقطه على الأرض يعلن الحكم نهاية المصارعة ثم يأتي دور ثورين جديدين، وهكذا إلى نهاية المسابقة .
في هذه الأيام يستقطب الميدان الأخضر الذي تقام فيه حلبة مصارعة الثيران أعدادًاًمتزايدة من السياح والزوار من محبي الإثارة والتشويق والمتعة والتصوير، لقضاء أوقات جميلة ومملوءة بالإثارة والتسلية والحماسة من قبل المنظمين والجماهير .
يقول سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: “مصارعة الثيران من الفعاليات التي يحبها السياح والمواطنون، حيث إن ساحة الميدان الواقعة غرب كورنيش الفجيرة والتي تقام فيها الفعاليات تشهد ازدحاماً شديداً يوم الجمعة بعد صلاة العصر من قبل السياح والزوار العرب والأجانب الذين يأتون من مختلف امارات الدولة لرؤية هذا الحدث التراثي، والذي يعبر عن تاريخ أهل الفجيرة، حيث إنها من أبرز الأنشطة الشعبية التراثية التي اشتهر فيها أهالي الفجيرة والساحل الشرقي منذ مئات السنين، وما زال الأهالي مهتمين بهذه الرياضة، ويشاركون فيها ويتنافسون على الثور الفائز .
ويقول السماحي: “يشعر الزوار عند مشاهدة مصارعة الثيران بالمتعة الشديدة والإثارة والتسلية . كما يشعرون بروح التنافس بين المشاركين ويشجعون مشاركاً معيناً، ويؤكد أنه عند مجيء وفد سياحي إلى الفجيرة أول ما يطلب أعضاؤه مشاهدة مصارعة الثيران والاستمتاع بها لما تحويه من مشاهد مثيرة .
ويشدد السماحي على أنه من خلال مشاركة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار في معارض ومهرجانات عربية ودولية عديدة، لاحظنا أن هذه الرياضة الشعبية القديمة باتت معروفة على مستوى العالم أجمع، بسبب خصوصيتها بكونها غير عنيفة مثل مصارعة الثيران الإسبانية .
السائحه الروسية أولجا ملكلومونا عبرت عن سعادتها بمشاهدة الحدث في الفجيرة، حيث استمتعت هي وعائلتها بالأجواء الرائعة التي كانت في الحلبة، مؤكدة أن على أبناء الإمارات وخاصة الفجيرة المحافظة على هذه اللعبة الشعبية خاصة أنها تحظى برعاية كبيرة من المواطنين .
السائحة كيم أولجا من كازاخستان أشارت إلى أن أكثر ما لفت انتباهها هو حجم الثيران المتصارعة الكبيرة، ومدى الاهتمام الذي تناله من قبل ملاكها وتقول: أول مرة أشاهد صراعاً بين الثيران في بث حي، ومباشر حيث أشعر بالمتعة والسعادة أثناء وجودي في هذا المكان .
وتقول السائحه مارينا داينلوفا وابنها تيمور من روسيا إنها فوجئت بحجم الإقبال الجماهيري الكبير من قبل العرب والأجانب من كافة الفئات العمرية ومن النساء والرجال الذين يأتون من جميع أنحاء العالم لرؤية مشهد تمتزج فيه المتعة والإثارة والتشويق من دون سفك للدماء أو عنف لا يرحم الثور كما يحدث في إسبانيا .
بدورها تؤكد جميلة سعيد النقبي، أنها تنتظر على أحرّ من الجمر قدوم يوم الجمعة من أجل الذهاب لإمارة الفجيرة هي واطفالها لحضور منافسات مصارعة الثيران التي تمنح الأطفال الفرح والحماسة، كما ترسم الابتسامة على وجوههم خاصة عندما يشاهدون الثيران تهاب الدخول إلى حلبة المصارعة خوفا من منازلة الأقوى والأكبر حجماً .
من جانبه يوضح المصور الفوتوغرافي عمر النقبي، أن مصارعة الثيران في الفجيرة كانت ولا تزال المكان المفضل له لالتقاط أجمل الصور، ففي كل مرة يذهب فيها إلى الميدان الأخضر في كورنيش الفجيرة، تلتقط كاميراته صوراً جميلة تشعره بالاعتزاز والفخر بهذه الرياضة الشعبية التي تتناقلها الأجيال وتحافظ عليها .
أما سلطان الزعابي، فيؤكد أن المصارعة جزء من الموروث الشعبي للإمارات عامة والفجيرة خاصة، لذلك يحرص على القدوم بشكل دوري للمشاهدة والتشجيع .
ويرى سلطان أن على جميع أبناء الدولة وليس فقط أبناء الفجيرة الاهتمام بهذه اللعبة الشعبية والعناية بها لإنها جزء من الهوية الثقافية للبلاد، فهي تذكرنا بماضي الآباء والاجداد العريق .
الطفل سعيد الشحي أبدى سعادته بمشاهدة مصارعة الثيران، لأنها تشعره بالحماسة والإثارة، كما أنه يحبها لان جده كان دائماً يحدثه عن هذه الرياضة وكيف كان يذهب لمشاهدتها منذ أن كان صغيراً .
خميس محمد من مواطني الفجيرة يقول: “أحرص كل يوم جمعة بعد صلاة العصر على الحضور إلى الميدان الأخضر لمشاهدة نطاح الثيران، لأنها تعتبر عادة توارثناها عن آبائنا وآجدادنا، حيث كانوا ومع حياتهم البسيطة وقلة الموارد يعطون مساحة لأنفسهم بمزاولة العديد من الأنشطة، ومنها مصارعة الثيران، حيث التحدي وإظهار الفرح بالتجمع بمكان واحد وزمن واحد كأنهم أسرة واحدة يتنافسون فيما بينهم، يتحدثون عن مشاكلهم كأنهم بمجلس مصغر للقرية أو المنطقة التي ينتمون إليها، ومع هذا التطور فإنه كان لزاماً علينا نحن الأبناء أن نحافظ على تراثنا لكي نعيش أجواء عيشهم ونتذكر أفراحهم ورياضاتهم وتجمعهم والمحبة التي كانت بينهم .
ويؤكد علي عبيد الحفيتي: “عند حضوري لمصارعه الثيران أشعر بإحساس جميل وأشعر بالحماسة والمتعة، كما تعتبر بالنسبة لي من أساليب المحافظة على التراث وإحيائه بكل أشكاله، كما أن نطاح الثيران دليل على تمسكنا بالهوية الإماراتية، حيث إنها من الموروث لإمارة الفجيرة ومن الأشياء التي تتميز به . كما تعرف أنها معلم سياحي يأتي إليها الزوار من مختلف أنحاء العالم .
ويقول عبد الله علي خلفان الكندي رئيس لجنة التحكيم: “تعتبر لعبة نطاح الثيران التي تقام عصر كل جمعة من أبرز الرياضات الشعبية المتوارثة عن الآباء والأجداد والواجب علينا وعلى الاجيال القادمة الاستمرار فيها والمحافظة عليها باعتبارها تقليداً شعبياً يوفر المتعة والإثارة والتسلية للحضور ويعد تنافساً قوياً وشديداً بين أصحاب الثيران المشاركة” .
يضيف: “تقوم لعبة نطاح الثيران على دخول ثورين إلى حلبة المصارعة يتركان إلى أن يجبر أحدهما الآخر على الفرار أو التوقف عن النزال وعندئذٍ يكون الثور الفائز الذي يحظى باهتمام كبير من قبل المشاركين ومربي الثيران ويرتفع ثمنه، كما أن صاحب الثور الفائز يتردد اسمه بين أهالي الفجيرة والمشاركين على فترات طويلة ويحظى بالتصفيق والتشجيع وتقدم له التهاني من المشاركين والحضور، كما يشارك في هذه المصارعة الثيران القوية التي تربى لهذا الغرض ولا يجوز مشاركة الثيران التي تقل عن عمر ثلاث سنوات أو تزيد على 15 سنة .
حمدان سلطان سيف من المشاركين، لديه ثيران قوية ودائماً تفوز بالمصارعة يقول: “أملك أكثر من ثور ودائماً تفوز بالمصارعة ويرتفع ثمنها بشكل كبير حيث يتهافت مربو الثيران على شرائها، مشيراً إلى أن لديه ثلاثة نجحت في إنهاء النطاح لصالحها وباتت من الأسماء المشهود لها بإمارة الفجيرة في التفوق والانتصار وفرار الثيران المنافسة ومن أشهر الثيران الفائزة بالمصارعة منذ القدم المطلعي والدخان .
تشويق وإثارة
يقول رامي هاشم: أحرص بشكل دائم على حضور فعاليات (مصارعة الثيران) التي تنظّم في الفجيرة، حيث تجمع هذه الفعالية الترفيهية بين التشويق والإثارة، وتتيح المجال لعشاق المصارعة والمهتمين بها بمشاهدتها بشكل حي، حيث نعيش الأجواء الحقيقية ونشعر بقمّة الاستمتاع، بدل أن نشاهد مصارعة الثيران على شاشات التلفاز، كما هي العادة، وخاصة الأخبار التي تنقل من إسبانيا التي تعتبر مصارعة الثيران جزءاً من ثقافة وتقاليد بعض مناطقها، أصبحت الفجيرة بالنسبة لنا وجهة ترفيهية نقصدها بشكل دائم، لتوافر مقومات السياحة من طبيعة خلابة وخدمات ومنشآت سياحية، وشخصياً تجذبني مصارعة الثيران، وتثير شوقي للحضور بشكل دائم” .
بكر المحاسنة